1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في مقابلات لـDW: ناجون إسرائيليون يتحدثون عن فظائع هجوم حماس

١٢ أكتوبر ٢٠٢٣

في مقابلات مع DW، أعرب عدد من أقارب ضحايا هجمات حماس الإرهابية على إسرائيل عن حزنهم على ذويهم ممن قتلوا في الهجوم أو ممن هم في مازالوا في عداد المفقودين.

مشاعر الحزن والصدمة ما زالت تسيطر على الكثيرين في إسرائيل عقب هجوم حماس المباغت
مشاعر الحزن والصدمة ما زالت تسيطر على الكثيرين في إسرائيل عقب هجوم حماس المباغتصورة من: Maya Alleruzzo/AP/picture alliance

بنبرة يعتصرها الأسى والشعور بالصدمة، يجد آرون تروين صعوبة في التحدث عقب مقتل شقيقته وزوجها خلال هجوم حماس الإرهابي المباغت على إسرائيل السبت ( 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023) وتسلل مسلحيها إلى أكثر من 20 بلدة وتجمع سكني في جنوب إسرائيل.

وفي مقابلة مع DW، قال آرون تروين: "أختي شاحار وزوجها شلومي قُتلا بوحشية عندما اقتحم إرهابيون الكيبوتس الذي يعيشون فيه وقاموا بمهاجمة البيوت، بيتاً بعد بيت، وقتلوا بشكل منهجي كل من وجدوه داخلها".

وأضاف أنه بعد وقت قصير من الهجوم، اتصل به هاتفياً ابن أخته، روتيم. أخبره روتيم أن والده، شلومي، الذي يعمل كمدرس للموسيقى، قتل وهو يحاول خلال الهجوم إغلاق ما يُعرف بـ "غرفة الأمان"، التي هي عبارة عن غرفة في معظم منازل منطقة غلاف قطاع غزة يلجأ إليها الإسرائيليون لحمايتهم من الصواريخ وقذائف الهاون.

وأضاف تروين على لسان روتيم: "كل ما أعرفه عندما حلت الفاجعة أن أمي ألقتني على السرير ثم غطتني بجسدها. قتلت أمي وأبي"، مضيفاً أن روتيم أصيب في البطن، لكنه ظل على قيد الحياة متظاهراً بالموت لأكثر من نصف ساعة.

وفي ذلك، أشار آرون تروين إلى أن الأسرة لم تعلم بأن الصبي حياً إلا "عندما بعث برسالة نصية كانت فحواها: "أمي وأبي ماتا. ساعدوني!".

وخلال الهجوم، ألقى مسلحو حماس قنابل صوتية واضرموا النيران بالمنزل ثم انتقلوا إلى المنزل التالي، وقتلوا المزيد من الإسرائيليين وأخذوا آخرين إلى قطاع غزة كرهائن.

محنة روتيم لم تكن لتنتهي مع رحيل المسلحين لأنهم عادوا مجدداً. يقول تروين "لقد اختبأَ روتيم تحت السرير. ولم تأت المساعدة من قبل الجيش الإسرائيلي إلا بعد عدة ساعات".

ويعلق آرون تروين "يعاني الفلسطينيون، لكن لا يوجد ما يبرر هذا النوع من الكراهية وهذا المستوى من العنف والسلوك غير الإنساني".

قتلت شاحار وزوجها شلومي في هجوم حماس الإرهابي المباغتصورة من: privat

صدمة في إسرائيل

ومع الكشف عن المزيد من ملابسات وتفاصيل ما جرى في السابع من أكتوبر / تشرين الأول، يجد العديد من الإسرائيليين صعوبة في الوقوف على ما حدث خلال الهجوم الإرهابي غير المسبوق الذي استهدف 20 بلدة وقاعدة عسكرية في منطقة غلاف قطاع غزة خاصة مع استمرار القتال لأكثر من يوم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء (10 أكتوبر / تشرين الأول 2023) استعادة السيطرة على أجزاء من المناطق في محيط قطاع غزة التي كان دخلها عناصر حركة حماس بعد هجومهم. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث العسكري ريتشارد هيخت قوله إن القوات الإسرائيلية "استعادت السيطرة نوعاً ما على الحدود مع غزة..نعلم أنه منذ الليلة الماضية (التاسع من تشرين الأول/أكتوبر) لم يدخل أحد...لكن مع ذلك يمكن أن تحصل عمليات تسلل".

وقد وفر وابل من الصواريخ الذي أطلقته حماس غطاءً للهجوم البري الذي قام به مسلحوها في الساعات الأولى من يوم السبت حيث اخترقوا السياج الحدودي عالٍ التحصين على حدود قطاع غزة في عدة مناطق ثم سيطروا على بعض التجمعات السكنية الإسرائيلية المجاورة واجتاحوا قرى وقتلوا عددا من الأشخاص بشكل عشوائي فضلاً عن احتجاز آخرين كرهائن.

وقال الجيش الإسرائيلي الأربعاء (11 أكتوبر / تشرين الأول) إن 1200 إسرائيلي قتلوا وأن أكثر من 2700 شخصاً أصيبوا في الهجوم مع ترجيحات بارتفاع الحصيلة بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ الأخرى من غزة، فيما ترد إسرائيل منذ السبت بقصف عنيف ومكثف لقطاع غزة.

وأعلنت السلطات الصحية التابعة لحماس في قطاع غزة مقتل 950 شخصاً، فضلاً عن إصابة الآلاف حتى يوم الأربعاء (11 أكتوبر / تشرين الأول).

ولم يصدم الهجوم  الإسرائيليين العاديينفقط، بل وحتى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي رجحت قبل الهجوم أن حماس غير معنية بتجديد التصعيد.

وكانت إسرائيل قد خاضت أربع حروب خلال الأعوام الستة عشر الماضية ضد حماس والمنظمات المسلحة الأخرى في القطاع الذي تبلغ مساحته 365 كيلومتراً مربعاً، ويقطنه 2.3 مليون نسمة ويتعرض للإغلاق بشكل متكرر من قبل إسرائيل وبشكل جزئي من قبل مصر مما أسفر عن عزل سكانه عن العالم.

الجدير بالذكر أن حماس، وهي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية، قد سيطرت على قطاع غزة في يونيو / حزيران 2007 بعد طرد السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً.

أصيبت روتيم (يمين الصورة) بجروح خلال هجوم حماس الإرهابيصورة من: privat

الرهائن

تقول إيمي سيغال، البالغة من العمر 27 عاماً وتعيش في تل أبيب، إن صديقها رام سيلا ظل مفقوداً لعدة أيام حيث كان يعمل في مهرجان للموسيقى في "كيبوتس رعيم" قرب السياج الحدودي لغزة وقت هجوم السبت، لكن جرى إبلاغ أسرته الثلاثاء (10 أكتوبر / تشرين الأول) بمقتله خلال الهجوم.

وفي مقابلة مع DW، قالت إيمي: "إننا في  حالة صدمة كبيرة. كان رام يعمل في المهرجان قبل أسبوع من الهجوم وعندما وقع الهجوم، كان غارقاً في النوم في مكان استراحة العاملين". وأضافت أنه في حوالي الساعة 6:30 صباح السبت ومع انتهاء الاحتفال بعيد العرش اليهودي سُمع صفارات الإنذار تدوي فجأة فيما كان الآلاف يرقصون عند وقت شروق الشمس. ويروي شهود عيان أن وابلاً من الصواريخ انهمر من القطاع وبعدها سمعت أصوات الرشاشات والبنادق. وجرى العثور على ما لا يقل عن 260 جثة في هذا الموقع لوحده.

ولا يزال عشرات الأشخاص في عداد المفقودين فيما يُعتقد أنه جرى احتجازهم كرهائن خاصة مع نشر مقاطع مصورة مروعة على منصات التواصل الاجتماعي تظهر عدداً من الشبان الإسرائيليين ملطخين بالدماء وعليهم آثار كدمات، ونقل بعض كبار السن والأطفال على متن دراجات نارية أو شاحنات صغيرة إلى غزة.

وتشير التقديرات غير النهائية بأن عددهم يصل إلى أكثر من مئة مواطن إسرائيلي ومن رعايا دول اخرى.

الجدير بالذكر أن حماس استخدمت في السابق رهائن إسرائيليين كورقة مساومة للإفراج عن عناصرها في السجون الإسرائيلية. وكانت قضية الجندي جلعاد شاليط الأبرز حيث جرى إطلاق سراحه مقابل الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.

وفي تعليقها على موضوع الرهائن، قالت إيمي سيغال: "الأمر يمثل صدمة كبيرة لنا جميعاً. لا يمكننا تصديق قتل أبرياء وخطفهم. هذا الأمر بمثابة صدمة لهذا الجيل من سكان إسرائيل لأنها أول حرب حقيقية نعيشها. أتمنى أن تتمكن الحكومة من السيطرة على الأمر. أعتقد أن الكثيرين في إسرائيل يساورهم الشعور بأن كل شيء يتداعى".

تانيا كريمر – القدس / م. ع

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW