موسم استثنائي يواجه أندية كرة القدم على أكثر من صعيد. من أكثر التحديات جدول مباريات مكثف ينذر بموسم شاق وصعب. فما هي الطريقة المثلى للتعامل مع الواقع الجديد؟ بايرن ميونيخ يحاول التعاطي مع الوضع معتمدا على وصفتين..
إعلان
في مباراته الأخيرة التي دكّ فيها أنتراخت فراكفورت بخماسية نظيفة السبت الماضي (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2020)، حدث في صفوف البافاري شيء لم يكن متوقعا. فحسب مدرببايرن ميونيخ هانزي فليك، طلب المهاجم روبيرت ليفاندوفسكي بعد إحراز الهدف الثالث، باستبداله. فليك كشف ذلك لوسائل الإعلام والابتسامة تعلو وجه مؤكدا "أنها سابقة لم تحدث من قبل". وأثناء سرده للواقعة لم يبد المدرب استغربا بل تفهما لطلب اللاعب الذي غادر الملعب قبل عشرين دقيقة من انتهاء المباراة.
الجواب جاء على لسان المهاجم البولندي نفسه، بعيد المباراة متحدثا إلى وسائل الإعلام: "بالنظر إلى عدد المباراة الرسمية على جدول هذا الموسم ومدى صعوبته، لا يمكن التركيز على عدد الأهداف التي يتم إحرازها في منافسات بوندسليغا". ما يعني أن ليفاندوفسكي يراهن هنا على انجاز مهمته بسرعة وقوة. فـالدقائق الـ68 كانت كافية في آن واحد لضمان الفوز ولرفع السجِّل التهديفي الشخصي.
وتكفي العودة إلى رصيده من خمس مباريات، حيث بلغ عشرة أهداف كاملة في رقم قياسي لم يتم تحقيقه من قبل في منافسات الدوري الألماني.
التوجه الجديد للبافاريين ليس هو الرد الوحيد على ذلك البرنامج المكثف من المباريات، فالمدرب هانزي فليك هو الآخر بات يقلّب دفاتره بحثا عن حلول. فكانت مباراة فراكفورت الماضية مناسبة لاختبار وجوه جديدة، كبونا سارا في مركز الظهير الأيمن والذي كانت مهمته في تخفيف العبء على زميله الفرنسي بنيامين بافار.
لكن بالنسبة لمركز الظهير الأيسر، لا توجد على الأقل في الوقت الراهن حلول جاهزة خاصة بعد إصابة ألفونسو دافيس بتمزق في الرباط الصليبي لقدمه اليمنى. ويعني ذلك أن لوكاس هيرنانديز سيظل الظهير الأيسر الأساسي إلى حين أملا في عدم تعرضه للإصابة.
مهمة فليك حاليا هو إعطاء اللاعبين قسطا من الراحة قدر المستطاع، لكنه لن يتاح له ذلك دائما، ولهذا يبحث بين لاعبي الصف الثاني. ولحسن حظه أن ليروي ساني تعافى واستطاع إشراكه في مباراة فراكفورت لعشرين دقيقة، وخلالها أحرز ساني الهدف الرابع لبايرن. الخبر السار الثاني يكمن في عودة الجناح سيرج غنابري بعد أن تم خطأ تسجيل إصابته بفيروس كورونا المستجد. وحسب بيان أصدرته إدارة النادي الأحد فالدولي الألماني سينضم إلى الفريق الذي سيواجه لوكوموتيف موسكو في العاصمة الروسية الثلاثاء ضمن منافسات دوري الأبطال.
وعلى العموم، يتحرك بايرن على جانبين، الأول في مهمة تولاها اللاعبون وتعتمد على الفعالية وادخار الجهد. أما المهمة الثانية فتعتمد على قدرة هانزي فليك في إدارة الموارد على أكمل وجه حتى وإن في ظل هذه الظروف المعقدة.
و.ب
مواجهات خالدة بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند
ركلات كونغ فو، فوز بدزينة أهداف ومهاجم لحِراسة المرمى. لقطات وحوادث غريبة رافقت مباريات التنافس المحموم بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند. لكن لقاء القمة رقم 102 بين قطبي الكرة الألمانية يعد بالمزيد من الإثارة.
صورة من: imago/Team 2
فوز ساحق على "الأرض الحمراء"
إحدى أولى المواجهات بين الغريمين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند انتهت بفوز كبير لأسود ويستفاليا، حين فاز دورتموند عام 1967 برباعية نظيفة على الفريق البافاري في ملعب "الأرض الحمراء" الشهير في مدينة دورتموند. بالمناسبة كانت أرضية الملعب من العشب الأخضر كبقية الملاعب وعلى خلاف تسميته.
صورة من: picture-alliance/dpa
سيناريو الفوز الأكبر
لا ينسى عشاق بايرن يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1971، حين كتب "هداف الأمة" غيرد مولر (الثاني من اليسار في الصورة) سيناريو أقسى خسارة في تاريخ دورتموند أمام بايرن. إذ سجل للفريق البافاري أربعة أهداف في المباراة التي انتهت بـ11 لبايرن مقابل هدف يتيم لدورتموند. وهو أكبر فوز لبايرن في منافسات البوندسليغا.
صورة من: picture-alliance/dpa
كيف يمكن له أن يفشل في التسجيل؟
هذا السؤال طرح آنذاك الكثير من عشاق دورتموند وبايرن على حد سواء بعد أن قام مهاجم دورتموند فرانك ميل (يسار الصورة) بمراوغة حارس مرمى بايرن جان ماري- بفاف في المباراة بين الفريقين في التاسع من آب/ أغسطس 1986. وفيما كان الجميع ينتظر هدف ميل في المرمى الفارغ، سدد مهاجم دورتموند الكرة إلى قائم المرمى بعد أن أراد التسجيل بحركة فنية، لكن عبثاً...
صورة من: picture-alliance/Sven Simon
أيها البكّاء!
كان لاعب دورتموند أندرياس مولر (يمين الصورة) شخصية غريبة على أرض الملعب، يتألق تارة بمهاراته الرائعة، ويثير الجدل تارة أخرى بسقوطه المصطنع، ما دفع لوتار ماتيوس لاعب بايرن ميونيخ إلى التشنيع به خلال مباراة بين الفريقين عام 1997، إذ قام بحركة بيديّه تعني أن مولر ليس سوى شخص ضعيف سريع البكاء، ما أثر على علاقتهما حتى في صفوف منتخب ألمانيا.
صورة من: imago/Team 2
من حارس مرمى إلى لاعب الكونغ فو
حارس بايرن السابق أوليفر كان لم يكن يتمتع أيضاً بعلاقات جيدة مع لاعبي دورتموند. في إحدى المباريات بين الفريقين بنيسان/ أبريل 1999 كان الحارس العملاق عدائياً للغاية. إذ قفز بحركة كونغ فو مؤلمة باتجاه مهاجم دورتموند السويسري ستيفان تشابوسات، الذي تفاداها في اللحظة الأخيرة. كما أمسك كان بمهاجم دورتموند الآخر هايكو هيرليش من رقبته.
صورة من: imago/Team 2
معركة للمتهورين
المباراة التي جمعت الفريقين في نيسان/ أبريل 2001 كانت حامية بكل المقاييس، ولم يسبق لأي مباراة بينهما أن شهدت مثل هذه الخشونة المتبادلة في اللعب. إذ أشهر الحكم بطاقته الحمراء ثلاث مرات، والصفراء 13 مرة في المباراة التي تحولت إلى سلسلة طويلة من التوقفات بسبب المخالفات.
صورة من: imago/Team 2
مواجهة عدائية
استمر التنافس المحموم بين الفريقين في مطلع الألفية أيضاً. كان مهاجم ميونيخ البرازيلي جيوفاني إلبر (يسار الصورة) من الشخصيات المرحة، لكن حارس بروسيا دورتموند ينس ليمان، المعروف بالمحرض، نجح في استفزاز إلبر في شباط/ فبراير 2002. وخلّدت الصورة هذه المواجهة العدائية بين الاثنين.
صورة من: imago/WEREK
مهاجم يحمي شباك دورتموند
في المباراة بين الفريقين بتشرين الثاني/ نوفمبر 2002 أُجبر مهاجم دورتموند التشيكي يان كولر على حراسة عرين أسود ويستفاليا، بعد أن أشهر الحكم البطاقة الحمراء يوجه الحارس ينس ليمان. وعلى الرغم من تمكنه من صد عدة كرات، إحداها لميشائيل بالاك، إلا أن الفريق البافاري فاز في النهاية بهدفين كانا قد سُجلا في مرمى ليمان مقابل هدف واحد.
صورة من: imago/MIS
أيما إذلال!
فاز بروسيا دورتموند بنهائي كأس ألمانيا عام 2012 في مباراة كانت أقرب ما تكون إلى درس قاسٍ للنادي البافاري، إذ سجل أسود ويستفاليا خمسة أهداف في شباك بايرن مقابل هدفين. وتحدثت الصحف الألمانية حينئذٍ عن تمكن دورتموند من إذلال الفريق البافاري.
صورة من: imago sportfotodienst
آرين روبن وهدفه الذهبي
كان ذلك الإنجاز الأكبر للعملاق البافاري بعد أن حسم نهائي أبطال أوروبا في ملعب ويمبلي بلندن عام 2013 على حساب دورتموند. وسجل هدف الفوز نجم بايرن السابق الهولندي آرين روبن لتنتهي المباراة بهدفين مقابل هدف واحد. في ذلك الموسم حقق البافاري الثلاثية التاريخية ليتربع على عرش المجد الأوروبي.
صورة من: Reuters
السمعة أولاً
يمكن وصف كأس السوبر الألماني بأنه من الألقاب الصغيرة. ولم يكن الفائز بلقب الدوري أو لقب كأس ألمانيا يعيره أهمية كبيرة. عادة ما تكون هذه المباراة بمثابة اختبار لموسم جديد. لكن في مباراة كأس السوبر عام 2016 كانت الأجواء متوترة ومثيرة للغاية. في النهاية فاز بايرن بهدفين مقابل لا شيء لدورتموند.
صورة من: picture-alliance/dpa/Revierfoto
حصيلة ثقيلة
في المباراة التي جمعت الفريقين بآذار/ مارس 2018 أدخل بايرن نصف دزينة من الأهداف في مرمى بروسيا دورتموند، ليثبت من جديد أنه سيد الكرة الألمانية. وتكشف الإحصائيات أن 99 مباراة بين الفريقين حصيلتها: 45 فوزاً لبايرن، و25 انتصاراً لدورتموند، و29 مباراة انتهت بالتعادل.
صورة من: imago/ActionPictures/P. Schatz
صفعة بافارية
انتهت المواجهة المائة بين قطبي الكرة الألمانية التي جرت في أبريل/ نيسان 2019 بخماسية نظيفة للبافاريين سحقت طموحات دورتموند باللقب، فقد كان قبلها متصدراً لجدول الترتيب. وفي نهاية الموسم خطف بايرن لقب الدوري. وفي المباراة التي تلتها كرر بايرن الفوز على ملعبه برباعية نظيفة.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
مدرجات خالية
اللقاء 102 بين الناديين سيتذكره عشاق الكرة بشكل خاص، إذ سيجري بدون جمهور بسبب جائحة كورونا وتداعياتها. ويتسلح دورتموند الذي لم يخسر على ملعبه هذا الموسم، بمهاجمه النرويجي إيرلينغ هالاند وهو متعطش للانتقام لنفسه بعد خسارة جولة الذهاب. وتميل الكفة لصالح بايرن في المحصلة، إذ فاز بـ 47 مباراة، بينما لم يفز دورتموند سوى بـ25 وتعادلا في 29 مباراة.