هل ينجح شفايني في كسر رتابة مباريات ألمانيا الودية؟
صلاح شرارة٣٠ أغسطس ٢٠١٦
يخصص اتحاد كرة القدم الألماني المباراة الودية أمام فنلندا لتكريم القائد المعتزل شفاينشتايغر. لكن الماضي القريب للمانشافت في المباريات الودية، ينبئ بأنه سيكون وداعا حزينا ولا يصلح كهدية لنجم مثل شفاينشتايغر، حسب البعض.
إعلان
رغم أن باستيان شفاينشتايغر نجم منتخب ألمانيا كان من أسباب فوز بلاده بكأس العالم بالبرازيل عام 2014، وأنه كان واحدا من أهم وأفضل لاعبي منتخب ألمانيا على مدى عشر سنوات على الأقل، إلا أن مباراة اعتزاله التي ستقام بين منتخبي ألمانيا وفنلندا لن تشهد حضورا جماهيريا كبيرا، يتناسب مع مكانة شفاينشتايغر.
المباراة تقام مساء الأربعاء (31 آب/ أغسطس) على ملعب "بوروسيا بارك" في مونشنغلادباخ، والذي يتسع لنحو 46 ألف مشجع تقريبا. وحتى الآن لم تُبع من تذاكر المباراة سوى 18 ألف تذكرة فقط، "ولا أحد لديه شيء ضد القائد السابق لمنتخب ألمانيا، بل على العكس، لكن الحدث لا يهم أحدا"، فأغلب ما يمكن أن يشاهده المتفرجون في المباريات الدولية الودية لفريقهم هو بعض الأهداف، أما في الحالات الأسوأ فهو مشاهدة منتخب يؤدي لاعبوه بـ"فتور" من أول دقيقة في المباراة حتى نهايتها، حسب ما كتب موقع فوكوس أونلاين الألماني.
وربما تمنى شفاينشتايغر أن يكون مثل نجوم الكرة العربية صالح النعيمة وماجد عبدالله ومحمود الخطيب، الذين لا تزال الجماهير تتذكر مباريات اعتزالهم رغم مرور سنوات طويلة عليها. فالمباريات الودية التي أقيمت بمناسبة اعتزال هؤلاء النجوم تحولت إلى مهرجانات استدعى فيها أشهر نجوم العالم، حتى المعتزلين، بل وأعد لها أغان خاصة أيضا، وامتلأت مدرجات الملاعب عن آخرها، أما في ألمانيا فالوضع مختلف.
منتخب ألمانيا والإخفاق وديا
وباستثناء مباريات قليلة، لم تكن المباريات الودية للمانشافت ممتعة للجمهور الألماني، خصوصا وأنها تأتي أحيانا في ظروف طقس سيء أو تنتهي بخسارة ألمانيا أو تعادلها على الأقل. ففي مارس/ آذار الماضي انهزم الفريق أمام إنجلترا في مباراة ودية في برلين 2-3، قبل أن يمتع جماهيره بعدها بأيام قليلة في مباراة استثنائية أمام إيطاليا في ميونيخ ويفوز 4-1. لكنه خسر بعد ذلك في شهر مايو/ آيار أمام سلوفاكيا 1-3 قبل الذهاب للمشاركة في يورو 2016 بفرنسا، ولم يبق في أذهان الناس سوى الجو العاصف الذي أقيمت فيه تلك المباراة. وكان منتخب ألمانيا قد خسر أيضا قبل ذلك بعام، بنتيجة 1-2 أمام منتخب الولايات المتحدة.
وتطول القائمة غير السعيدة للمباريات الودية لمنتخب ألمانيا على أرضه في السنوات الأخيرة مثل تعادله مع استراليا بهدفين لكل فريق وخسارته أمام الأرجنتين 2-4، وتعادله مع الكاميرون أيضا بهدفين لهدفين ومع بولندا بدون أهداف ومع باراغواي بثلاثة أهداف لكل فريق.
وداع حزين لشفاينشتايغر
تترواح أسعار تذاكر مباراة فنلندا بين 18 وحتى 75 يورو، ومن المتوقع أن يزيد عدد المتفرجين عند انطلاقها، لكن عملية بيع التذاكر تسير حتى الآن ببطء شديد. ولا يشفع في الأمر كون المباراة هي لوداع نجم كان يُحْمَل على الأعناق ويُحتفى به في ألمانيا في السنوات الأخيرة. ويقول مدرب منتخب ألمانيا، يوآخيم لوف "خسارة طبعا، لو أن تذاكر المباراة لم تبع كلها لأجل باستيان شفاينشتايغر."
ويقول موقع فوكوس الألماني الجماهير ستدفع ثمن التذاكر وبإمكانها أن تنتظر شيئا في المقابل. لكن لوف أعلن أنه سيشرك في تلك المباراة بجانب شفاينشتايغر وجوها شابة مثل نيكلاس سولى وماكس ماير ويوليان برانت، ما يعني أن لاعبين من أصحاب الأسماء الكبيرة سيحصلون على راحة. رغم ذلك يعد لوف الجماهير بمباراة جيدة "ستشاهدون فريقا شابا واعدا وهذا قطعا مثير أيضا."
إن التجربة تثبت "مع الأسف" عكس ما ذكره لوف "فحتى في وجود اللاعبين أصحاب الأسماء البارزة لا يكون لدى الفريق روح كفاح في المباريات الودية، وكلما زاد لوف من تجربته (للاعبين جدد) أزداد الوضع سوء".
مباراة ألمانيا وفنلندا ستكون على مستوى فقير جدا من الناحية الرياضية، ولا تصلح أن ينظر إليها كهدية من الاتحاد الألماني لقائد فريقه السابق، ولذلك فسيكون وداعا حزينا لشفاينشتايغر، حسب ما يتوقع فوكوس.
محطات مهمة في مسيرة قائد منتخب ألمانيا المعتزل شفاينشتايغر
بعد 120 مباراة دولية مع منتخب ألمانيا لكرة القدم أعلن قائد المنتخب باستيان شفاينشتايغر على صفحته في "تويتر" الجمعة (29 يوليو/ تموز 2016) اعتزاله اللعب دوليا مع المنتخب الألماني.ملف صور يتابع رحلة الاعوام الاثني عشر.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suki
بعد 12 عاما قضاها في صفوف المنتخب الألماني لكرة القدم وقبل بلوغه الثانية والثلاثين بأيام معدودة قال النجم شفاينشتايغر على موقع "تويتر" إنه رجا المدرب يوآخيم لوف ألا يضعه في الحسبان في المستقبل لأنه يريد الاعتزال دوليا. وأضاف أنه عاش مع المنتخب لحظات "جميلة يعجز عنها الوصف"
صورة من: REUTERS
سجل شفاينشتايغر 24 هدفا لمنتخب بلاده وكانت أجمل لحظات اللاعب الذي يلقب بـ"تايغر" (النمر) هي بلا شك لحظة رفعه لكأس العالم في ملعب ري ودي جانيرو بمونديال البرازيل عام 2014، ليحقق لمنتخب ألمانيا اللقب المونديالي الرابع بعد أعوام 1954 بسويسرا، 1974 بألمانيا، و 1990 بإيطاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
ومن أبرز وأشهر اللحظات في مونديال البرازيل ومسيرة "تايغر" عموما صورته بجوار طبيب المنتخب مولر-فولفارت والدماء تنزف من جرح أسفل عينه اليمنى في النهائي أمام الأرجنتين. رغم ذلك أصر شفاينشتايغر على مواصلة اللعب وقاتل من أجل اللقب وساهم بنصيب كبير للفوز به.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/C. Moya
صورة تاريخية بعد المباراة النهائية للمونديال. دموع فرحة الفوز في عيني شفاينشتايغر والمدرب يوآخيم لوف. إصرار "النمر" الجريح على مواصلة اللعب رغم الإصابة دفع لوف للتمسك به أكثر كقائد للفريق حتى عندما كان أداؤه غير مقنع. وأصر على اصطحابه إلى يورو 2016 بفرنسا رغم اعتراض الكثيرين بسبب طول فترة إصابة اللاعب قبلها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suki
أول مباراة في يورو 2016 كانت أمام أوكرانيا ودخلها شفاينشتايغر وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وشن المنتخب الألماني هجمة مرتدة على مرمى أوكرانيا لتصل الكرة إلى شفاينشتايغر الذي سجل منها بكل هدوء هدف ألمانيا الثاني لتفوز ألمانيا 2- صفر ويطلق الحكم صافرته مباشرة ليقطع العائد من الإصابة مسافة عدو طويلة ليفرح مع مدربه وكان بعدها بالكاد يلتقط أنفاسه أثناء مقابلة تلفزيونية بعد المباراة.
صورة من: Reuters/B. Tessier
لكن القائد نفسه كان هو من فتح باب الهزيمة أمام فرنسا في نصف النهائي عندما قفز رافعا ذراعه داخل منطقة جزاء ألمانيا ليحتسب الحكم الإيطالي نيكولا ريزولي ركلة جزاء ضد المانشافت سجل منها جريزمان هدف الديوك الأول وانتهت المباراة بفوز فرنسا 2- صفر لكنها خسرت النهائي من بعد أمام البرتغال بصفر لهدف.
صورة من: Reuters/M. Dalder
وربما يكون شفاينشتايغر قد أدرك في تلك اللحظة أن نهاية مسيرته مع المنتخب الألماني قد حان وقتها. فالنجاح الذي تحقق في 2014 "لن يتكرر في مسيرتي لذلك فالصواب والحكمة الآن هو أن أضع النهاية (لمسيرتي) وأتمنى كل ما هو أفضل للمنتخب (الألماني) في التصفيات المؤهلة ونهائيات كأس العالم 2018" حسب ما كتب على موقع تويتر.
صورة من: Reuters/M. Dalder
كانت الفترة التي لعب فيها شفاينشتايغر مع منتخب بلاده فترة تاريخية للمنتخب الألماني في ظل قيادة يوآخيم لوف، الذي جعل ذلك المنتخب قدوة في الاندماج والعلاقات الإنسانية بين اللاعبين وكتب شفانشتايغر "باعتزالي أغادر المنتخب الوطني الذي كان دائما بمثابة عائلة نفيسة بالنسبة لي. وآمل رغم ذلك أن تستمر الصلة بشكل أو بآخر."
صورة من: Reuters
يغادر عائلة نفيسة، لكنه قبل الإعلان عن قرار اعتزاله كان قد كون بشكل رسمي عائلته الخاصة. فبعد الخروج من بطولة يورو 2016 حول شفاينشتايغر أحزانه إلى أفراح بأن أتم مراسم الزواج من لاعبة التنس الصربية آنا إيفانوفيتش (الثلاثاء 12 من يوليو/ تموز) في مدينة البندقية الإيطالية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/L. Costantini
ولدى إعلانه الاعتزال لم ينس "النمر" شفاينشتايغر الجماهير التي أحبته وساندته طيلة مسيرته مع المنتخب الألماني وقال في رسالته على موقع تويتر: "أود أن أقول لجماهيرنا في الختام لقد كان شرفا لي أن يسمح لي باللعب من أجلكم وأشكركم على شيء عايشته معكم."