في يومه العالمي ـ "المرحاض .. قصة حب" وهدف للتنمية والصحة
وفاء البدري
١٩ نوفمبر ٢٠١٧
إذا كان هناك شيء يوحد البشر، فهو تلبية نداء الطبيعة. ولكن تعتمد راحة الشخص على المكان الذي يعيش فيه، إذ ليس من الممكن دائماً التخلص من النفايات الجسدية بأمان ومسؤولية. اليوم العالمي للمراحيض يسلط الضوء على هذه القضية.
إعلان
يبدأ الفيلم بمشهد حيث تسير امرأتان في الضباب إلي بيت زوجين حديثين وينتظران في الخارج لاصطحاب العريس في رحلة بالفوانيس إلى المرحاض. وهذا يعني أن يصطحبوه إلى منطقة الشجيرات على حافة القرية. العروس صدمت للأمر وهربت من بيت زوجها .
هذا المشهد هو من فيلم بوليوودي انتج عام 2017 بعنوان "المرحاض.. قصة حب" وفي الفيلم القصة هي لرجل تركته زوجته لأنه لم يكن يملك قطعة السباكة الضرورية و الذي بدأ يكافح لبناء نظام صرف صحي في قريته.
لا عجب أن تهتم الهند أكثر من أي بلد آخر بالمراحيض، فحسب منظمة بيل جيتس فإن 1.7 مليون شخص في جميع أنحاء العالميموتون من المياه غير المأمونة و الافتقار إلى وسائل الصرف الصحي ومن بينهمأكثر من 600 ألف شخص في الهند وحدها، حيث لا تتوفر لهم مراحيض ونظم صرف صحي.
"المراحيض أكثر أهمية من المعابد"
أعلنت الهند ، وهي ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، الحرب على الحياة بدون مراحيض ولم تنتج أفلام بوليودية فقط ولكن أيضاً أهتم السياسيون في دعم مشروع المراحيض للمواطنين .
وقالت ارني بانيزار، رئيس قسم الصحة المستدامة في المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) ان "المراحيض أكثر أهمية من المعابد، كما أعلن رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي مؤخراً"، والذي كانت خطته حصول جميع الهنود على مراحيض آمنة ومستدامة بحلول عام 2019."
رئيس بلدية دكا عاصمة بنجلاديش أعلن أن 1 % فقط من سكان المدينة، البالغ عددهم 16 مليون نسمة، بدون مراحيض. ولكن بالنظر إلى أين تذهب النفايات، فإن الأمور ليست وردية كما يصورها رئيس البلدية. فمن بين هؤلاء الـ 16 مليون شخص، لم يحصل إلا 1% إلى 2% فقط منهم على أنظمة صرف صحي، وهذا يعني أن النفايات تنتهي في حاويات حيث لا يمكن معالجتها.
أما 98 % الأخرىمن النفايات فتتدفق خارج نظام الصرف الصحي من الأصل. وهكذا، فإن النفايات البشرية تتسرب ببساطة إلى الشارع في بعض الأحياء، أو إلى مسارات في مناطق أخرى. وهذا بالطبع ضد قواعد الصحة العامة.
اليوم العالمي للحمامات الصحية.. نصف سكان العالم من دون مراحيض
تحت شعار "لا تدع أحدا يتخلف عن الركب"، تحتفل الأمم المتحدة بالنسخة السادسة من "اليوم العالمي للمراحيض". فهل سألت نفسك كيف تكون حياتك بدون حمام؟ الحمامات شاهدة على قصص وتغيرات اجتماعية وسياسية حول العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Horsten
خطر الإغتصاب
من 7 مليار شخص حول العالم، يعاني 2.5 مليار شخص من عدم وجود خصوصية، حيث يضطرون لقضاء حاجتهم في العراء، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى الإسراع لحل تلك الأزمة العالمية. خاصة بعد حوادث أشارت إلى أن كثير من النساء يتعرضن لخطر الإغتصاب نتيجة عدم وجود خصوصية أثناء قضاء حاجتهم. ومن هنا جاء يوم المرحاض العالمي الذي يحتفى به العالم في الـ19 من نوفمبر كل عام.
صورة من: UNI
قضاء الحاجة في العراء
يعاني كثيرون من مخاطر قضاء الحاجة في العراء، خاصة النساء اللاتي يعانين الأمرين أثناء فترة الحيض من انعدام النظافة الشخصية وهو ما يتسبب في ظهور أمراض عدة، أقلها الحساسية الجلدية. كما يتسبب نقص مرافق الصرف الصحي في 432 ألف حالة وفاة بالإسهال سنويا.
صورة من: picture-alliance/dpa
مراحيض من ذهب
اليابان هي إحدى الدول المهووسة بصناعة التواليت وتطويرها وتزويدها بوسائل الراحة والرفاهية. وتسعى لأن يكون ذلك جزءا من ثقافتها وعلامة مميزة لها، لذا تم بناء متحف للمراحيض تكلف 60 مليون دولار. الولايات المتحدة أيضا تنافس بقوة في ذلك الهوس ففي متحف غوغنهايم في مانهاتن نيويورك تجد هذا المرحاض الذهبي من عيار 18 قيراط. وهو أيضا عمل فني للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتلين.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Horsten
حمامات تكشف فضائح سياسية
على الرغم من أنك بالكاد تجد حماما نظيفا في الأماكن العامة بمصر، إلا أن الحمامات ارتبطت بكشف فساد بعض المسؤولين، أحدها ذلك الحمام الفاره لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي الذي تم اكتشافه في مكتبه بعد ثورة يناير 2011. و آخر كان لمكتب رئيس تحرير جريدة قومية مصرية بناه داخل مكتبه من أموال مؤسسته بمساحة 50 مترا مربعا.
صورة من: Fotolia/mik ivan
وسيلة للتعريف بالجنس
تستخدم علامة للرجال أو للنساء على أبواب الحمامات كوسيلة للتعبير عن اختلاف الجنس، وثارت موجة عالمية مؤخرا للمطالبة بحمامات محايدة جنسيا للأخذ في الاعتبار مثليي الجنس والمتحولين جنسيا. وبدأت في تنفيذها الولايات المتحدة.
الصورة تعبر عن رفضهم للتمييز باللون أو العلامات بين الأجناس.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Thompson
وسيلة تعبير فني
البعض استخدم الحمامات كوسيلة تعبير عن النفس، فاستخدموا تلك المساحة في الكتابة على الجدران. والرسم ووضع الملصقات بل وأحيانا إرسال الرسائل السرية. وآخرون صنعوا مراحيض بأشكال غريبة كتلك التي على شكل شفاه كما استخدمته الفنانة فرنسية الأصل مارسيل دوشامب، في عملها الفني الشهير نافورة، والمعروض في متحف سان فرانسيسكو للفن الحديث.
صورة من: Reuters/S. Stapleton
أوراق التواليت ورأس الرئيس
أيضا كوسيلة للتعبيرالسياسي، في الولايات المتحدة طبعت بعض الشركات صور المرشحين الرئاسيين (آنذاك) دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، أثناء السباق الرئاسي الذي فاز فيه ترامب، على أوراق التواليت. و تم بيعه في عيد الهالويين وتسويقه تحت شعار "انتخابات مخيفة".
صورة من: Reuters/M. Anzuoni
شهد موت المشاهير
الحمام هو أكثر الأماكن خصوصية في المنزل، لذا فهو يشهد ما قد لا يشهده أحد وربما يظل طيلة العمر سرا غامضا. ألفيس بريسلي ملك الروك أند رول ترك قصره الفخم ليموت في الحمام، ويقال أنه تأثر بجرعة زائدة من المخدرات. و الجميلة جودي غارلاند أو "دوروثي " في الفيلم الشهير "الساحر أوز" ماتت أيضا بجرعة مخدرات زائدة في حمام منزلها، في حين أن هناك أقاويل بأن زوجها قتلها بتلك الطريقة.
صورة من: Fotolia/Pixelwolf
هيا نأكل في التواليت
ما بين من يرونها مكان مقزز يجب الخروج منه بسرعة، ومن يراها مكان مريح يشعرون فيه بالنقاء الذهني. أغربهم هم هؤلاء الذين يجدون في المراحيض مكانا لطبخ الطعام الصورة من مطعم يحضر طعامه ويقدمه في بيئة المراحيض العمومية حيث يطبخون في آنية على شكل مرحاض وتجلس أيضا على كرسي مرحاض. هذا في مدينة سيمارانج في جاوة بإندونيسيا.
إعداد: و.ب / ع.خ
صورة من: Getty Images/AFP/S. Wibowo
9 صورة1 | 9
"ثورة المراحيض"
أما الصين فقد أعلنت قبل ثلاث سنوات "ثورة المراحيض" وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إنه منذ عام 2015، أنفقت الصين 1.04 مليار يوان في بناء وتحديث 68 ألف مرحاض وهو ما يزيد عن هدف 57 ألفا الذي حددته الحكومة. وتركز على نحو خاص على قطاع السياحة الناشئ وتعهدت أواخر العام الماضي باستثمار تريليوني يوان (290 مليار دولار) في قطاع السياحة على أمل أن ترفع مساهمة القطاع في النمو الاقتصادي السنوي.
و حسب في المؤسسة الألمانية للتعاون الدوليفإن ستة من كل 10 أشخاص في جميع أنحاء العالم يعيشون بدون أنظمة صرف صحي مستدامة ، وهذا يعني ما يقرب من 4.5 مليار شخص، بالإضافة إلى 2.1 مليار لا يحصلون على مياه الشرب المأمونة.
ويموت ما يقرب من ألف طفل يوميا في العالم بسبب عدم وجود أنظمة الصرف الصحي فالعديد من الطفيليات والأمراض مثل الكوليرا والتيفوس وشلل الأطفال قادرة على الانتشار دون عوائق بسبب الافتقار إلى نظم الصرف الصحي الآمنة. وفيما وراء الهند، يواجه عدد من البلدان الأفريقية أيضا مشاكل في تزويد المواطنين بنظم الصرف الصحي.
المراحيض ضمن أهداف التنمية المستدامة
اليوم هو يوم المرحاض العالمي وكانت منظمة الصحة العالمية قد حددت في أهدافها للتنمية المستدامة لعام 2015 هدفا يتمثل في تزويد جميع البشر بمياه الشرب النظيفة ونظم الصرف الصحي العاملة بحلول عام 2030.
و تؤكد منظمة الصحة العالمية على أهمية توفير احتياجات الفقراء - وخاصة النساء والفتيات، اللواتي يتعلمن أن المراحيض لهن أكثر من الصحة والنظافة الصحية: بل هي أيضا تتعلق بالسلامة .