في "يوم الكيباه" - المئات يتظاهرون في بون ضد معاداة السامية
١٩ يوليو ٢٠١٨
في تظاهرة نظمت اليوم في مدينة بون الألمانية، ارتدى المئات القبعة اليهودية "كيباه"، ورفع بعضهم لافتات كتب عليها عبارات مثل "ضد أية معاداة للسامية"، التظاهرة جاءت كرد فعل على هجوم معاد للسامية وقع في المدينة منذ أيام.
إعلان
تظاهر نحو 600 شخص اليوم الخميس (19 تموز/يوليو 2018) في مدينة بون غربي ألمانيا احتجاجا على معاداة السامية. وجاءت المظاهرة تحت شعار "يوم الكيباه" (القبعة التقليدية التي يلبسها اليهود) كرد فعل على هجوم على بروفسور إسرائيلي وتصرف الشرطة معه.
يذكر أن الشرطة اعتبرت البروفيسور عن طريق الخطأ أنه هو المهاجم، وضربته أثناء محاولة السيطرة عليه.
وارتدى كثير من المشاركين في المظاهرة كيباه، وأمسك بعضهم برايات عليها عبارات مثل "ضد أية معاداة للسامية" و"مرحبا بالحياة اليهودية في ألمانيا". وأعرب أشوك شريدان عمدة بون عن أسفه وخجله من تلك الواقعة التي شهدتها المدينة الأسبوع الماضي. ودعا خلال المظاهرة التي تمت في السوق المقابل لمبنى البلدية القديم في بون لضرورة الكشف عن ملابسات الإجراء الذي اتخذته الشرطة "بلا تحفظ وبشكل شامل". وفي الوقت ذاته، أعرب عن "تأثره" بأن كثيرا من الأشخاص استجابوا لدعوته، وقال إن بون تساند التسامح.
يذكر أن فعالية "يوم الكيباه" كانت مخططة في الأساس لشهر تشرين ثان/نوفمبر الماضي، إلا أنه تم تقديمه بعد واقعة الهجوم على
البروفسور الإسرائيلي الزائر في بون.
وكان ألماني من أصول فلسطينية قد هاجم البروفيسور الإسرائيلي إسحاق يوحنان ميلاميد المنحدر من الولايات المتحدة الأسبوع الماضي في مدينة بون. وألقت الشرطة بالفعل القبض على المعتدي البالغ 20 عاما لكنها في البداية ظنت خطأ أن المعتدي هو البروفيسور، وقامت بناء على ذلك بالسيطرة عليه وضربه.
وقد اعترفت الشرطة بهذا الخطأ يوم الخميس الماضي واعتذرت عنه. وجاء في بيان الشرطة أن البروفيسور لم يستجب لمطلب الشرطة بالالتزام بالوقوف، وقام بمقاومة الشرطة. وفي المقابل، نفى بروفيسور الفلسفة هذه الرواية في خطاب أرسله لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ووسائل إعلام أخرى وتم نشره يوم السبت الماضي، واتهم الشرطة الألمانية بنشر "أكاذيب" عن الواقعة، مؤكدا أنه لم يقاوم الشرطة بأي طريقة.
وتجري الشرطة حاليا تحقيقات ضد أربعة من أفرادها الذين شاركوا في هذه الواقعة بتهمة الاشتباه في إلحاق إصابة جسمانية ومحاولة تضليل العدالة.
يذكر أن ألمانيا شهدت هجمات متكررة على يهود خلال الفترة الأخيرة، من بينها واقعة الهجوم بحزام على اسرائيلي يرتدي كيباه في العاصمة برلين في شهر نيسان/أبريل الماضي. وأدين شاب 19/ عاما/ بتهمة السب وإلحاق أضرار جسمانية على خلفية هذه الواقعة.
ي.ب/ ع.ج.م (د ب أ)
لوحات من الهولوكوست - لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
عاشوا الرعب والتعذيب في معسكرات الاعتقال النازية او هاربين من حملات الابادة ورسموا معاناتهم باللون والخطوط . بقي بعضهم على قيد الحياة ونقل لوحاته وذكرياته الأليمة معه، فيما غادر بعضهم الحياة ولم تبق سوى لوحاته الفنية.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
هل ممكن أن يصنع الرعب والإرهاب فنا جميلا؟ يحاول المعرض الفني الذي يقام في برلين تحت شعار "فن من الهولوكوست" الإجابة عن هذا السؤال اكبر جريمة في التاريخ الإنساني خلال الحكم النازي مورست بحق اليهود، ورغم ذلك استطاع بعض الفنانين خلال وجودهم في المعسكرات النازية رسم وتخليد لحظات حياتهم في مادة فنية ، كما في لوحة "شارع في غيتو في مدينة وودج" لجوزيف كونر الذي نجا من المحارق.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
استعار المعرض في برلين 100 لوحة فنية من متحف ياد فاشيم من إسرائيل. وعرضت اللوحات أعمال 50 فنانا يهوديا نجا 26 منهم من المحارق، فيما لقي الفنانون الآخرون المعروضة أعمالهم حتفهم على يد النازية، ومنهم فيلكس نوسباوم الذي يعد من أشهرهم، والذي توفي في سنة 1944 في معسكر أوشفيتز. الصورة هي لوحته الشهيرة "اللاجئ" التي رسمها في سنة 1939 في بروكسل التي عرضت في برلين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
عرضت أعمال فنية للرسامة شارلوته سالومون التي رسمت لوحات ومخطوطات تجاوزت الـ 700 عمل وثقت فيها حياتها في مجموعة فنية تحت عنوان "حياة أم مسرح؟". نُقلت شارلوته وكانت حاملا من معسكرات الاعتقال النازية في جنوب فرنسا إلى معسكر أوشفيتز في سنة 1943 وقتلت هناك فور وصولها.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
أما الفنانة نيللي تول فنجت من الموت من المحارق والمعسكرات النازية بعد أن اختبأت مع أمها عند عائلة مسيحية آوتهما في مدينة لفيف الأوكرانية. ورسمت نيللي في غرفتها المقفلة لوحات باستعمال ألوان جواش (وهي من الألوان المائية المعتمة). وجاءت نيللي التي تبلغ من العمر اليوم 81 عاما خصيصا من محل إقامتها في الولايات المتحدة إلى برلين لحضور المعرض الفني.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
وُلد الفنان ليو بروير في مدينة بون وشارك في الحرب العالمية الأولى مع الجيش الألماني. وفي سنة 1934 وبعد عام على وصول هتلر إلى الحكم هرب إلى مدينة لاهاي الهولندية ومن ثم إلى بروكسل وعمل هناك رساما لغاية سنة 1940 حيث اودع في معسكر الاعتقال بسانت سيبرين جنوب فرنسا. استطاع بروير الاحتفاظ بمخطوطاته وأعماله المائية، وبعد خروجه من الاعتقال عاد إلى مدينته بون ليعيش فيها حتى وفاته في سنة 1975.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
كانت بيدريش فريتا تدير مرسما في معسكر الاعتقال تيريزين، وكانت مهمتهم الرسمية تنفيذأعمال دعائية للنازية، لكن فريتا ورفاقها استطاعوا رسم بعض اللوحات بصورة سرية عن رعب الحياة في المعسكر. وفي سنة 1944 قبض عليها متلبسة وأرسلت إلى معسكر أوشفيتز لتموت هناك. وبعد التحرير من النازية كشف عن 200 عمل فني لها كانت قد خبأتها في الجدران أو تحت الأرض.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
ليو هاس لم يكن معروفا لكونه شارك بيدريش فريتا في رسم الكثير من الأعمال الفنية التي وثقت جرائم النازية فحسب، بل لكونه شارك أيضا وبطلب من النازية في تزوير أوراق نقدية تابعة لقوات الحلفاء في عملية أطلق عليها تسمية "عملية بيرنهارد". ليو هاس نجا من الموت وتبنى بعد تحريره الطفل توماس ابن بيدريش فريتا واستطاع العثور على 400 عملا فنيا كان قد خبائها أثناء الاعتقال في تيريزين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
كان بافيل فانتل ضمن قائمة الفنانين في معسكر الاعتقال في تيريزين، على الرغم من أنه كان مدير المستوصف الخاص لمرضى التيفوئيد في المعسكر كونه قد درس الطب. وقبض عليه أيضا في المعسكر متلبسا برسم لوحات عن الجرائم النازية وأرسل إلى معسكر أوشفيتز ليعدم هناك في سنة 1945. بعد التحرير عُثر على نحو 80 عملا لفانتل في معسكر تيريزين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
أما الفنان ياكوب ليبشيتس فكان يدرس في معهد الفنون في فيلنيوس قبل الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 1941 أجبر على العيش في غيتو كاوناس وهناك انضم إلى مجموعة من الفنانين التي رسمت أعمال فنية عن الحياة في غيتو كاوناس وبصورة سرية. توفي ليبشيتس في سنة 1945 وبعد التحرير عادت زوجته وابنته إلى غيتو كاوناس لإنقاذ أعماله الفنية التي خبأها في مقبرة الغيتو.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
استطاع الفنانون توثيق الخراب والعنف في المعسكرات النازية، وتمكنوا أيضا من رسم عالم آخر في لوحاتهم الفنية مغاير لما يعيشونه في الواقع، كما في لوحة "سقوف المباني في الشتاء" لموريتس مولر. ينعقد معرض "فن من الهولوكوست" على قاعات المتحف التاريخي في برلين ويستمر لغاية الثالث من نيسان/ أبريل 2016.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem