قائمة حزب ميركل للحكومة المقبلة: استيعاب المنتقدين؟
٢٥ فبراير ٢٠١٨
إنها ترضي منتقديها كما تسمح لها بالاحتفاظ بمؤيديها. هكذا تم وصف قائمة ميركل للشخصيات التي ستتولى الحقائب الوزارية المخصصة لحزبها في الحكومة المقبلة. ميركل أعربت عن أملها بموافقة الاشتراكيين على اتفاقية الائتلاف الكبير.
إعلان
أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن أملها في نجاح الجولة الترويجية التي تقوم بها قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، في إقناع قواعد الحزب بالموافقة على تشكيل نسخة جديدة من الائتلاف الكبير. فميركل تعرف أن قرار بقائها على راس حكومة ائتلافية كبيرة رهن بموافقة أعضاء الحزب الاشتراكي.
وعلى هامش جلسات مع الهيئات العليا لحزبها المسيحي الديمقراطي، رفضت ميركل مساء اليوم الأحد (15 شباط/ فبراير 2018) التأكيد على ما إذا كانت ستشكل حكومة أقلية في حال انتهى تصويت الاشتراكيين برفض معاهدة الائتلاف الكبير. ومن المنتظر أن يتم إعلان نتيجة تصويت الاشتراكيين على معاهدة الائتلاف الكبير، يوم الأحد المقبل.
في الوقت نفسه، دافعت ميركل عن تعيين النائبة انيا كارليتسك، في منصب وزيرة التعليم والبحث العلمي، وقالت إنها تتوقع أنها ستلم بالأمور سريعا وستستوعب الأشياء الجديدة، وأضافت أنه كما أن وزير الدفاع لا يتعين عليه شغل وظائف عسكرية، فإنه لا يتعين أيضا على وزيرة العلوم أن تكون عالمة.
كلام ميركل جاء بعد أن قدمت قائمة وزراء حزبها المسيحي الديمقراطي، في الحكومة الائتلافية المحتملة، للهيئات العليا للحزب، ونوهت إلى أن إعداد القائمة جاء موجها حسب المستقبل. وأضافت ميركل مساء اليوم الأحد :" بهذا الفريق يمكن البدء الآن في الاضطلاع بواجبات المستقبل"، لافتة إلى أن القائمة تقدم مزيجا جيدا من أصحاب الخبرات والوجوه الجديدة.
وتعتزم ميركل تعيين خصمها المحافظ، ينس شبان، وزيرا للصحة، والنائبة انيا كارليتسك وزيرة للتعليم والبحث العلمي، ورئيسة الحزب المسيحي في ولاية راينلاند بفالتس، وزيرة للزراعة، وبيتر التماير، رئيس ديوان المستشارية، وزيرا للاقتصاد، فيما ستظل أورزولا فون دير لاين، وزيرة للدفاع. وستعين ميركل، هيلغا براون، مسؤول تنسيق العلاقات بين الحكومة الاتحادية والولايات، في منصب رئيس ديوان المستشارية.
وبذلك سيخرج وزير الصحة الحالي هيرمان غروهه، خالي الوفاض من التشكيل الجديد، ووصفت ميركل هذا القرار بأنه " قرار مؤلم".
ع.أ.ج/ أ.ح (د ب أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)