قائمة مسعود – من ضحية لـ"داعش" إلى صائد للإرهابيين
١٩ أكتوبر ٢٠١٧
تعتمد المخابرات الألمانية في محاربتها للإرهاب على معلومات من اللاجئين أيضاً. السوري مسعود عقيل سلم الشرطة الألمانية قائمة بأسماء أعضاء ينتمون لـ"داعش"، لكن البعض يشكك في هذه المعلومات.
إعلان
عن كثب- مسعود عقيل، من ضحية لداعش إلى صائد للإرهابيين
28:31
اُحتجز الكردي مسعود عقيل (24 سنة) لفترة طويلة في ملعب لكرة القدم في معقل داعش في الرقة، وهناك قضى مئة يوم في سجون "داعش" تنقل خلالها بين أقبية تعذيب سبعة سجون.
وحتى سبتمبر/ أيلول 2015 كان قد أمضى 280 يوماً إلى أن تم الافراج عنه ضمن صفقة تبادل وبعدها هرب الى أوروبا. وكان لديه ما يكفي من الوقت للتعرف على أعضاء من تنظيم "داعش". وفي أوروبا ادعى أنه تعرف على بعضهم.
تمكن على الأقل من جمع معلومات دقيقة عن ثلاثة منهم، وتابع بحثه على الإنترنت وأعد قائمة تضمنت عشرات الاشخاص سلمها للشرطة الألمانية. عمل عقيل طيلة سنتين كمصور صحفي في سوريا وكان يعد تقارير يتضمنها الشريط الوثائقي "قائمة مسعود" الذي أنتجته دويتشه فيله.
كما نشر كتاباً عن تجربته تضمن معلومات تعتبر هامة لهيئة حماية الدستور الألمانية.
أدلة دامغة
أنشأ جهاز المخابرات الداخلية خطاً هاتفياً مخصصاً لتلقي المعلومات من مخيمات اللاجئين، وقد وصلته حتى الآن مئات الأدلة من المعلومات التي قدمها طالبو اللجوء في عموم ألمانيا.
"ننطلق في الكثير من الحالات من وجود أدلة دامغة، يجب دراستها وتتبع خيوطها"، كما قال هانس – غيورغ ماسن رئيس المكتب الإتحادي لحماية الدستور في حوار مع DW، مضيفاً أن "80 بالمائة من المعلومات شبه مؤكدة".
وهذا يعني أن الأمر لا يتعلق بمجرد تكهنات، وإنما بخطر حقيقي يتمثل بوجود مجموعات إرهابية لـ"داعش" مكلفة بعمليات في أوروبا. ويضيف ماسن بالقول إن "هناك 20 شخصاً على الأقل ممن تعرفنا على هوياتهم يخططون فعلياً للقيام بعمليات إرهابية. أما الآخرون فهم من عناصر داعش الذين أرادوا الابتعاد عن ساحة المعركة وربما اقترفوا جرائم حرب خطيرة، فأتوا إلى هنا كلاجئين من أجل تنفيذها ببساطة".
وبسبب هذا يلتقي الجناة بضحاياهم وجهاً لوجه اليوم أيضاً في مخيمات اللجوء في ألمانيا.
معلومات من داخل مخيمات اللجوء
يقول الكردي – السوري مسعود عقيل بأنه عاش معزولاً إلى أبعد حد على مدى شهور عدة في أحد مخيمات اللجوء في شمال ألمانيا عام 2016. والمثير في الأمر هنا "هو أن مسعود قال إنه تعرف على جلاديه هناك"، كما يقول المحلل السياسي غيدو شتاينبيرغ من معهد العلوم والسياسة في برلين.
وتستعين المحاكم الألمانية أيضاً بشتاينبيرغ، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، لتقييم العديد من القضايا المتعلقة باللاجئين. والمعلومات التي تقدم بها مسعود حسب رأيه ليست الوحيدة. "خلال موجة اللجوء من الشمال السوري بين عامي 2014 و2015 دخل ألمانيا العديد من أعضاء التنظيمات المسلحة إلى ألمانيا".
ويضيف الخبير الألماني بالقول: "ومنها داعش وغيرها من التنظيمات. كما أن هناك حالات كثيرة تعرف فيها سكان مخيمات اللجوء على عناصر من "داعش" وأبلغوا السلطات الأمنية الألمانية عن عناصر مفترضين وأحياناً حقيقيين من داعش".
لكن لا توجد أي ضمانات على صحة هذه المعلومات، كما يقول شتاينبيرغ، الذي يعبر عن شكوكه بهذه المعلومات بعكس رئيس المخابرات الداخلية.
ويحذر الخبير الألماني بالقول: "كم كبير من المعلومات التي يقدمها اللاجئون ليست سوى وشايات أو أو بيانات غير صحيحة، ولهذا السبب يجب التعامل بحذر مع هذه الاتهامات".
نظام التنصت في ألمانيا
منذ الحرب الباردة جمعت وحدة تابعة لجهاز المخابرات الخارجية في جمهورية ألمانيا الاتحادية وبرلين الغربية معلومات من اللاجئين، وبشكل خاص من الكتلة الشرقية آنذاك. وكانت التحقيقات معهم تتم من خلال وحدة مرتبطة بمكتب المستشارية مباشرة. وكان مخبرو هذه الوحدة يعملون مع المؤسسين الأمريكيين لها، عمل مشترك دام عقوداً من الزمن ونتج عنه أيضاً التزود بمعلومات لنظام ما يسمى بحرب الطائرات بدون طيار الذي كان يعمل بشكل غير شرعي على الأراضي الألمانية.
لهذا السبب تم عام 2014 إغلاق مكتب التحقيقات الرئيسي بعد الضغوط التي مارسها البرلمان الألماني آنذاك. واليوم تقوم هيئة حماية الدستور بهذه التحقيقات. والى جانب المكتب الاتحادي للهجرة يشارك في التحقيقات جهاز المخابرات الداخلية. وحتى عام 2019 سيتم إنشاء 250 مكتباً للتحقيقات. "وهو أمر ضروري"، كما يقول رئيس هيئة حماية الدستور ماسن.
تضليل مستهدف
لكن الحصول على المعلومات من اللاجئين يواجه انتقادات خصوصاً فيما يتعلق بمناطق النزاع في سوريا والعراق. "وذلك لأسباب لها علاقة بالمصالح السياسية"، كما يقول فولفغانغ كاليك الأمين العام للمركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، ويحذر من الاعتماد على تلك المعلومات دون التحقق منها.
فمن بين اللاجئين هناك أعضاء من مختلف اطراف الصراع في سوريا، "ويريد هؤلاء تصفية حساباتهم كما هو الحال بعد نهاية كل حرب من الحروب"، يقول كاليك.
ويمثل المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان إضافة إلى منظمات أخرى أعضاء سابقين من الشرطة العسكرية السورية تحت اسم "القيصر" وهؤلاء هربوا معهم الكثير من الصور التي تظهر التعذيب الذي يحدث في سجون نظام الأسد.
وبالتعاون مع مجموعة "القيصر" رفعت المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان دعاوى قضائية ضد كبار ضباط المخابرات السورية والشرطة العسكرية أمام المدعي العام الألماني في كارلسروه أدت الى إجراء عمليات بحث مطولة منها تطابق الصور مع المعلومات المتوفرة حولها .
"المعلومة الخاطئة قد تقود بسرعة إلى اتهام الأبرياء ووضعهم تحت المجهر أمام السلطات الأمنية في أوروبا"، كما يقول كاليك. ويتابع: "أخشى من استغلال المعارضين لسياسة الهجرة للمتهمين بين السوريين على الرغم من أن غالبية هؤلاء اللاجئين ضحايا للعنف".
أما اللاجئ الكردي – السوري مسعود عقيل فمتمسك بقناعته بسبب معاناته في سجون داعش وسيتابع مهمته إلى النهاية. ويقول في هذا السياق إن "محاربة داعش هي بالنسبة لي واجب".
فرانك هوفمان
*مسعود عقيل: "في وسطنا. كيف نجوت من تعذيب داعش، وكيف لحق رعبهم بي إلى ألمانيا"، منشورات أوروبا، 2017.
هجمات إرهابية هزت أوروبا
منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر على برجي التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001، شهدت أوروبا سلسلة من الهجمات الإرهابية ضربتها بالعمق واستهدفت عدة عواصم ومدن أوروبية باستخدام وسائل هجوم مختلفة.
صورة من: Reuters/K. Coombs
قالت خدمة الإسعاف في لندن إن 18 مصاباً نُقلوا إلى مستشفيات بعد إبلاغ شهود عن انفجار في قطار ركاب بمحطة في غرب المدينة، "ولا يُعتقد أن أيا منهم يعاني من إصابة خطيرة أو تشكل خطراً على حياته".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Leal-Olivas
وفيما قالت الشرطة البريطانية إن اعتداء لندن نُفذ بواسطة عبوة ناسفة يدوية الصنع، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى عقد اجتماع للجنة الطوارئ الأمنية "كوبرا" لمناقشة "الحادث الإرهابي" في محطة لمترو انفاق.
صورة من: Reuters/Sylvain Pennec
قتل 13 شخصا في "هجوم ارهابي" استهدف جادة لا رامبلا التي يقصدها عدد كبير من السياح في برشلونة الخميس (17 أب/أغسطس 2017)، بعد أن صدم سائق شاحنة صغيرة حشدا ما اوقع ايضا عشرات الجرحى، بحسب السلطات الاقليمية.
صورة من: Imago/E-Press Photo.com
أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الاعتداء في برشلونة، فيما صرح رئيس وزراء إقليم كتالونيا الإسباني، كارلس بوتشدمون، أن السلطات الإسبانية ألقت القبض على اثنين من المشتبه في ارتكابهما الهجوم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O. Duran
وأثار الاعتداء موجة تنديد دولية وتضامنا كبيرا مع إسبانيا التي لم تتعرض في الاعوام الاخيرة لاعتداءات مماثلة ضربت العديد من العواصم الاوروبية. وندد القصر الملكي الاسباني ورئيس الوزراء ماريانو راخوي بالاعتداء. وأعرب بابا الفاتيكان فرنسيس الأول عن مواساته لضحايا حادث الدهس الإرهابي، فيما أكد الأزهر في بيان رفضه "لكل العمليات الإجرامية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في أي مكان من العالم".
صورة من: Reuters
مساء الأحد 4 يونيو/حزيران) قاد مهاجمون يشتبه بأنهم متشددون شاحنة صغيرة بسرعة كبيرة ودهسوا مارة على جسر لندن قبل أن يطعنوا آخرين في شوارع قريبة مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو 50 آخرين، قبل أن تقتل الشرطة المهاجمين المفترضين الثلاثة.
صورة من: Reuters/H. McKay
تعرض حفل غنائي للمغنية الأمريكية أريانا غراندي مساء يوم الاثنين (22 أيار/ مايو 2017) في مانشستر لهجوم انتحاري صنفته الشرطة حتى الآن على أنها شُنت على "خلفية إرهابية" في بهو بالقاعة عقب انتهاء الحفلة.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/London News Pictures/J. Goodman
أدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً، حسب إحصاءات أولية، وإلى إصابة نحو 60 شخصاً. وقالت الشرطة إن أطفالاً بين قتلى الهجوم ومن المرجح ارتفاع عدد القتلى بسبب الاصابات الخطيرة بين الجرحى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/London News Pictures/J. Goodman
أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الذي نفذه لاجئ أفغاني مسلح بفأس في إحدى قطارات ألمانيا، ليصبح رقما في القائمة الطويلة للأعمال الإرهابية التي نفذتها مجموعات وتنظيمات إسلامية إرهابية.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Hildenbrand
وقال "داعش" من خلال وكالته "أعماق" إن اللاجئ الأفغاني "نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف" التي تقاتل "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/Amak
وتبنى تنظيم "داعش" المتطرف قبلها بأيام قليلة الهجوم الذي نفذه تونسي بشاحنة دهس بواسطتها جمعاً كبيراً من الناس في مدينة نيس في جنوب فرنسا ما تسبب بمقتل 84 شخصاً وأثار صدمة في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Goldsmith
هزت هجمات إرهابية دامية بروكسل (22 آذار/ مارس 2016)، إذ أودى انفجاران في مطارها الدولي إلى مقتل 13 شخصاً على الأقل، وانفجار آخر في إحدى محطات المترو ما دفع بعدة عواصم أوروبية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية.
صورة من: picture-alliance/AP/APTN
في شباط/فبراير 2015، فتح شاب من أصول فلسطينية النار على جلسة نقاش حول التيارات الإسلامية و حرية التعبير، تزامنا مع هجوم ثان استهدف كنيسا يهوديا.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Sabroe
مجلة "شارلي إبيدو" الفرنسية تعرضت في مقرها بباريس لهجوم في شهر كانون ثان/ يناير 2015 من قبل إسلاميين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، كما قتل منفذا العملية لاحقا.
صورة من: M. Bureau/AFP/Getty Images
في شهر أيار/ مايو 2014 قام جهادي فرنسي عائد من سوريا بهجوم مسلح على المتحف اليهودي في العاصمة البلجيكية بروكسل، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.
صورة من: picture-alliance/dpa
في آذار/مارس 2011 قام الباني بقتل جنديين أمريكيين، وجرح اثنين آخرين عند فتحه النار على حافلة كانت تقل جنودا أمريكيين بمطار فرانكفورت في ألمانيا.
صورة من: AP
في كانون الأول /ديسمبر 2010 وقع انفجار في العاصمة السويدية ستوكهولم، أوقع قتيلا وجريحين، حسب مصادر أمنية رجحت بأن القتيل كان منفذ العملية.
صورة من: AFP/Getty Images/J. Nackstrand
أصدرت محكمة دوسلدورف في آذار/ مارس 2010 أحكاما بين خمس سنوات و12 سنة بحق عناصر ما عرف بـ"خلية زاورلاند"، أدينوا بالتخطيط لشن هجمات إرهابية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Uli Deck/Ronald Wittek/Federico Gambarini
تعرض الرسام الدنماركي كورت فيسترغارد لمحاولة اغتيال فاشلة عام 2010، وذلك بعد أربع سنوات من نشره رسومات للنبي محمد في صحيفة يولاند بوستن.
صورة من: AP
في عام 2006 وضعت حقيبتين مليئتين بالمتفجرات في قطارين، انطلقا من محطة قطارات مدينة كولونيا الألمانية (غرب). لحسن الحظ حال خطأ تقني دون انفجارهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/BKA
عام 2005، قام أربعة بريطانيين من أصل باكستاني باستهداف محطات الإنفاق وأحد الباصات في العاصمة لندن، ما أسفر عن مقتل 56 شخصا وجرح ما لا يقل عن 700 شخص.
صورة من: AP
في 11 آذار/مارس 2004، قتل 191 شخصا وجرح 1500 آخرين في إنفجارات استهدفت أربعة قطارات في العاصمة الاسبانية مدريد، وتبنى الهجوم تنظيم القاعدة . اعداد: علاء جمعة/ زمن البدري