"قاتل ركلات الترجيح".. على خطى أيقونات حراس العرين الألمان
١٢ أغسطس ٢٠١٩
أنجبت ألمانيا العديد من حراس المرمى الذين كتبوا أسمائهم بالمجد في تاريخ كرة القدم منذ عقود طويلة من الزمن، فهل يلحق حارس نادي كولونيا تيمو هورن بركبهم؟
إعلان
حين يدور الحديث عن حراس المرمى فلا بد أن يُشار بالبنان إلى المدرسة الألمانية التي أنجبت في ماضيها حارس القرن، الأسطورة سيب ماير، الذي كان يشكل مع غيرد مولر والقيصر بيكنباور ثلاثي الأحلام في بايرن والمانشافت في سبعينيات القرن الماضي. وكذلك توني شوماخر حارس كولونيا والمنتخب الألماني في ثمانينات القرن الماضي، حيث لعب 76 مباراة دوليّة. ومن له أن ينسى بودو إلغنر الذي انتقل من كولونيا إلى النادي الملكي وفاز معه بكأس أبطال أوروبا مرتين؟
أما في أمسها القريب فقد لمعت أسماء جديدة أولها العملاق أوليفر كان الذي فاز بلقب أفضل حارس مرمى في العالم لثلاث مرات، وتُوج في سابقة قليلة الحدوث كأفضل لاعب في مونديال كوريا اليابان عام 2002. واليوم لا يمر الحديث عن حراس العرين دون التطرق إلى مانويل نوير وحارس برشلونة الإسباني مارك تير شتيغن.
ويبدو أن هذه المدرسة الوَلاَّدة أغنت ملاعب الكرة بحارس جديد سيعلو اسمه قريباً بالتأكيد، إنه تيمو هورن (26 عاماً) حارس مرمى كولونيا الألماني العائد إلى منافسات الدرجة الأولى من الدوري الألماني بعد عام واحد من الهبوط، للمرة السادسة حيث سبق أن حقق ذلك في أعوام 2000 و2003 و2005 و2008 و2014.
ففي مباراة ضمن الدور الأول من منافسات كأس ألمانيا فرط كولونيا في تقدمه بهدفين على نادي فيهن فيسبادن ليتعادل الفريقان فيما بعد 3-3، ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح. ولم يكن انتقال كولونيا إلى الدور الثاني من المنافسة ممكناً لولا حارس مرماه تيمو هون الذي تصدى لثلاث ركلات ترجيح من أصل خمس، حتى أن موقع "إكسبرس" الألماني الرياضي وصفه بـ "قاتل ركلات الترجيح".
عن ذلك قال حارس المرمى الشاب عقب المباراة التي جرت في ملعب راين إنرجي واصفاً دوره في صعود فريقه: "هذا هو البلسم لروح أي حارس مرمى". وأضاف: "نجح الأمر تماماً لقد حللنا طريقة تسديد اللاعبين، لكن التخمين لعب الجزء الأكبر في ذلك".
وعن تجربة فريقه في الدرجة الثانية من الدوري الألماني قال هورن: "من المهم بالنسبة لي أنني مررت بتجربة أن ينخفض مستوى الفريق فيضطر أفراده إلى بذل كل ما في وسعهم للعودة. أعتقد أن العام الذي قضيناه بعيداً عن دوري الدرجة الأولى كان جيداً بالنسبة لنا، فقد أعاد بناء فريقنا من جديد بالشكل الصحيح".
يُذكر أن هورن بدأ مسيرته في شباب نادي روندورف وانتقل عام 2002 إلى شباب نادي كولون، وفي موسم 2010/2011 بات حارس مرمى الفريق للفئة العمرية تحت 21 عاماً. وانتقل في موسم 2011/12 إلى تشكيلة الخط الأول للنادي بعد أن اختاره المدرب النرويجي ستوله سولباكن كحارس ثالث بعد مايكل رينسنغ والصربي ميرو فاروفيتش، حتى أنه لم يشارك في أي مباراة من جولة الإياب في ذلك الموسم.
وبعد هبوط الفريق إلى دوري الدرجة الثانية من البوندسليغا ورحيل رينسنغ وفاروفيتش اختاره المدرب هولغرستانيسلاوسك كحارس أول للفريق في موسم 2012/13، بيد أن أولى مبارياته كحارس أساسي انتهت بخسارة أمام آينتراخت براونشفايغ بهدف مقابل لا شيء. وبعد صعود الفريق إلى دوري الدرجة الأولى من جديد في موسم 2013/14 اختار مشجعو النادي تيمو هورن كأفضل لاعب في الموسم ضمن الفريق. وفي بداية موسم 2014/15 حافظ على شباكه نظيفة في أول أربع مباريات.
يُذكر أن تيمو هورن الذي يرتبط بعقد مع كولونيا حتى 2023، حمى عرين المنتخب الألماني للشباب في أكثر من مباراة. وإذا كان كل من توني شوماخر وبودو إلغنر قد انطلقا من كولونيا لشهرة عالمية، فهل يتمكن تيمو من أن يكون ثالثهما؟
ع.غ./ع.ج.م
ألمانيا موطن حراس مرمى كرة القدم بمستوى عال
تعد ألمانيا من البلدان التي انجبت حراس مرمى كرة القدم في العالم بمستوى عال. في هذه الجولة نتعرف على أشهر هؤلاء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الآن.
صورة من: Getty Images
يعد مانويل نوير (30 عاما) أفضل حارس مرمى في تاريخ ألمانيا، فهو فعلا أسطورة في تمتيع الجماهير بأدائه الراقي. ولا يكاد يوجد لاعب آخر مثل نوير فاز بالألقاب التي حصل عليه هذا الأخير. فقد حصد كأس العالم بالبرازيل، ودوري أبطال أوروبا. وفاز بلقب أفضل حارس مرمى في العالم ثلاث مرات، وقد صعد نجمه بالخصوص عام 2014، حيث حصل فيه على عدد كبير من الجوائز. كما إنه تولى أيضا مهمات جديدة في الفريق، مثل الدفاع.
صورة من: Bongarts/Getty Images/L. Baron
حتى وقت قريب كان العملاق أوليفر كان (47 عاما) أفضل حارس ألماني في رأي الكثيرين. فقد فاز بلقب أفضل حارس مرمى في العالم 3 مرات، واختير عام 2002 كأفضل لاعب في مونديال كوريا واليابان، رغم خسارة النهائي أمام البرازيل. ويعد أوليفركان الحارس الوحيد الذي حصل على لقب أفضل لاعب في كأس العالم. ألقابه مع بايرن ميونيخ كثيرة، مثل دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon
سيب ماير (72 عاما) هو صاحب الرقم القياسي لحراسة مرمى منتخب ألمانيا حيث خاض معه 95 مباراة. وكان يمثل مع غيرد مولر وبكنباور ثلاثي الأحلام في بايرن ومنتخب ألمانيا. حقق إنجازات كبيرة مع المنتخب الوطني وبايرن أبرزها الفوز بكأس العالم في ميونيخ 1974، وكأس الأمم الأوروبية 1972. وقد أجبر عام 1979 على الاعتزال بسبب حادث سيارة. تم اختياره كحارس القرن في ألمانيا، وحل رابعا على قائمة حراس القرن في العالم.
صورة من: STAFF/AFP/Getty Images
توني شوماخر (62 عاما) كان يعد أحد أفضل حراس المرمى في العام في الثمانينيات. لعب 76 مباراة دولية، حيث وصل لنهائي مونديال إسبانيا 1982 ومونديال المكسيك 1986. وفاز قبل ذلك مع بلده بكأس الأمم الأوروبية 1980. أثار الكثير من الجدل بسبب ارتطامه باللاعب الفرنسي باتيستو في مونديال إسبانيا. بعد خروجه من المنتخب ومن فريق كولونيا ذهب لتركيا وفاز مع فنربخشه بالدوري هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa
بودو إلغنر (49 عاما) كان الحارس الاحتياطي لشوماخر في كولونيا وبعدما طرد شوماخر أصبح أساسيا وخاض مع كولوينا 326 مباراة. انتقل إلى ريال مدريد وخاض معه 91 مباراة حيث فاز مرتين بدوري أبطال أوروبا. خاض مع منتخب ألمانيا 54 مباراة وفاز معه بكأس العالم 1990 بإيطاليا، وهو أصغر حارس مرمى يفوز بكأس العالم. وكان ثلاث مرات من بين أفضل ثلاثة حراس للمرمى في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa
ينس ليمان (46 عاما) لعب لشالكه 10 أعوام. وهو أول حارس مرمى في ألمانيا يسجل هدفا أثناء اللعب، عندما سجل في مرمى دورتموند. انتقل إلى ميلانو ثم إلى دورتموند ليفوز معه بالدوري وانتقل إلى أرسنال وخاض معه 147 مباراة. اختاره كلينسمان بديلا عن أوليفر كان ليحرس مرمى ألمانيا في مونديال 2006. ومازال حاضرا في الأذهان تصديه لركلات الترجيح أمام الأرجنتين، حيث أوصل ألمانيا لنصف النهائي الذي خسرته أمام إيطاليا.
صورة من: AP
أندرياس كوبكه (54 عاما) أو "أندي" هو أحد أفضل حراس المرمى في تاريخ ألمانيا. ويدرب حراس مرمى المنتخب منذ كأس القارات عام 2005. لعب 59 مباراة دولية، كما احترف في فريق أوليمبك مرسيليا الفرنسي. فاز مع ألمانيا كلاعب بكأس أمم أوروبا 1996، وهو العام الذي حصل فيه على لقب أفضل حارس مرمى في العالم. وفاز بلقب أفضل حارس مرمى في ألمانيا أربع مرات.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
توني توريك، توفي عام 1984، وعمره 65 عاما. كانت مهنته أصلا خبازا وشارك في الحرب العالمية الثانية ووقع في الأسر، وقد خاض أول مباراة له مع ألمانيا وهو في سن 31 عاما، وهو رقم قياسي لحارس مرمى صمد أكثر من 60 عاما. كان ذلك عام 1950 في أول مباراة دولية يلعبها منتخب ألمانيا بعد الحرب.لعب للمنتخب 20 مباراة دولية فقط واستطاع مع زملائه الفوز بكأس العالم عام 1954 في سويسرا.
صورة من: picture-alliance/ dpa
هانز تيلكوفسكي (81 عاما) خاض مع المانشافت 39 مباراة في الفترة بين 1957 و 1967، وهو الحارس الذي احتسب ضده "هدف شهير" في ملعب ويمبلي 1996 (الصورة)، رغم أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى، في رأي الكثيرين. وبذلك خسرت ألمانيا نهائي كأس العالم أمام انغلترا. قبلها بعام تم اختياره كأفضل رياضي في ألمانيا وكان يتميز بتمركزه الجيد خلال اللعب.
صورة من: picture-alliance/ dpa
توفي بيرت تراوتمان عام 2013 عن عمر 89 عاما. اختارته جماهير مانشستر سيتي 2007 كأفضل لاعب في تاريخ النادي، الذي لعب له 639 مباراة من عام 1949 حتى 1964. تم تكريمه من طرف الملكة إليزابيث عام 2004 والاتحاد الألماني للكرة 2008 لدوره في التصالح بين ألمانيا وإنجلترا بعد الحرب العالمية الثانية. وقع له كسر في العنق عندما اصطدم مع مهاجم بيرمينغهام في نهائي كأس عام 1956، لكنه واصل اللعب ليحقق لفريقه اللقب.
صورة من: picture-alliance/dpa
كان الحضور الجماهيري في حفل تأبين روبيرت إنكه كبيرا جدا روبيرت إنكه. فخلال لحظة يأس من الحياة بسبب مشاكل نفسية ألقى إنكه بنفسه أمام قطار فلقي مصرعه في الحال في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009، وكان عمره 32 عاما. وقد أقام نادي هانوفر حفل تأبين له في ملعب كرة القدم حضره نحو 40 ألف شخص وشارك في حمل نعشه زملاؤه في هانوفر ومن المنتخب الألماني، في منظر حزين سيبقى عالقا في ذاكرة محبيه.