قادة أوروبا يرفضون منح لندن طلاقا تختار فيه ما يناسبها
٢٨ يونيو ٢٠١٦
دعا قادة الاتحاد الأوروبي في أول قمة لهم بعد التصويت لصالح البريكسيت بريطانيا إلى تحمل مسؤوليتها والتحرك بأسرع وقت ممكن لتنفيذ إجراءات الخروج. ورفض القادة منح لندن "طلاقا" تحتفظ من خلاله بما يناسبها من امتيازات.
إعلان
يمارس القادة الأوروبيون ضغوطا غير مباشرة على بريطانيا لتحمل المسؤولية بعد خمسة أيام على صدمة الاستفتاء الذي اختار فيه 52% من البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأبدت لندن أملا في أن تكون آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي "بناءة قدر الإمكان" وأن تكون العلاقة بينها وبين الاتحاد الأوروبي "وثيقة إلى أقصى حد" بعد تكريس الانفصال.
وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عند حضوره إلى لأول قمة أوروبية بعد التصويت لصالح البريكسيت تعقد في بروكسل "حتى لو أننا نخرج من الاتحاد الأوروبي، فإننا لا ندير ظهرنا لأوروبا" مشددا على أن الدول الأعضاء الـ27 الأخرى "هي جيراننا وأصدقاؤنا وحلفاؤنا وشركاؤنا".
من جهته أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن الاتحاد الأوروبي "مستعد لبدء آلية الطلاق اعتبارا من اليوم" وعرض عقد قمة "غير رسمية" للدول الأعضاء الـ27 في أيلول/سبتمبر حول مستقبل الاتحاد الأوروبي بدون بريطانيا، مقترحا أن تجري في براتيسلافا عاصمة دولة سلوفاكيا التي ستتولى الجمعة الرئاسة الدورية للاتحاد.
وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن "الاتحاد الأوروبي قوي بما يكفي لتجاوز انسحاب بريطانيا والاستمرار في المضي قدما حتى بعضوية 27 دولة".
وقبل الحضور إلى بروكسل حرصت ميركل على تبديد أي أمل لدى لندن في إجراء مفاوضات حول مستقبل علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي على قاعدة "الانتقاء"، وأكدت بحزم متحدثة أمام مجلس البرلمان الألماني "البوندستاغ" أن "من يخرج من العائلة لا يمكنه توقع زوال كل واجباته والاحتفاظ بكل امتيازاته".
ويبدي الأوروبيون قلقا حيال عواقب هذا الطلاق وهم يسعون لـ "استخلاص العبر" من خروج بريطانيا حرصا منهم على تفادي انتقال العدوى إلى دول أعضاء أخرى. وترفض ألمانيا وفرنسا وإيطاليا أي تفاوض مع لندن ما لم تقدم رسميا طلب الانسحاب. وتعتزم الدول الثلاث التي تعتبر من دعائم الاتحاد ومؤسسيه وهي القوى الاقتصادية الثلاث الكبرى في منطقة اليورو، إعطاء "دفع جديد" للمشروع الأوروبي.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند "إن أنظار الجميع متجهة إلى أوروبا. على أوروبا أن تتحمل مسؤولياتها، وهي قوية بما يكفي حتى تتصرف". وقال دبلوماسي رفيع المستوى "من المتوقع أن يخرج هذا النقاش ببعض المبادئ: الإقرار بنتيجة الاستفتاء، والتشديد على أنه في هذا الوضع فإن معاهدة لشبونة تحدد إطارا قانونيا منتظما" يقوم على البند 50 أو "بند انسحاب" دولة عضو.
أما من جانب السلطة التنفيذية الأوروبية، فاتخذ رئيس المفوضية جان كلود يونكر موقفا شديدا داعيا بريطانيا إلى "توضيح موقفها بأسرع ما يمكن" وأكد أنه "بدون إبلاغ، لا مفاوضات". ولخص رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال الموقف العام، إذ أعلن أنه يرفض أن يكون الأوروبيون "رهائن" لدى لندن.
م.أ.م/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.