1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قانون الجنسية في دول شرق أوروبا...منفذ لدول الإتحاد الأوروبي

أمير نومانوفيتش/ دالين صلاحية١ نوفمبر ٢٠١٣

تتهم الدول المنضمة حديثا للإتحاد الأوروبي بـ"التساهل" في قوانين منح الجنسية، وهو ما تستفيد منه أقليات في دول الجوار، ما دفع بعض الدول كإيطاليا للاحتجاج باعتبارها أصبحت وجهة لللمجنسين الجدد.

صورة من: Emir Musli

لم تشعر إيما يوما ما بأنها كرواتية، بل بأنها بوسنية بامتياز، رغم ذلك قدمت طلبا للحصول على الجنسية الكرواتية لأسباب وصفتها بالعقلانية؛ لأن ذلك من شأنه أن يفتح لها آفاقا واسعة وأن يمنحها مستقبلا أفضل خاصة وأن فرص العمل في البوسنة محدودة جدا.

والد إيما بوسني أما والدتها فهي كرواتية، وهو ما سيساعدها على الحصول على مبتغاها بسهولة. وبعد ذلك تنوي خريجة معهد الاقتصاد البحث عن وظيفة في كرواتيا أو بلغاريا، بل وحتى في ألمانيا أو النمسا إذا اقتضى الأمر، فقد طفح بها الكيل في البوسنة بعد ثلاث سنوات من البحث المضني عن عمل دون جدوى.

تسهيلات للحصول على الجنسية

وتستفيد إيما كغيرها من مواطنين يعيشون خارج الإتحاد الأوروبي، من قائمة تسهيلات اعتمدتها بعض الدول المنضمة حديثا للاتحاد مثل كرواتيا وبلغاريا ورومانيا، تسمح لفئات معينة من مواطني الدول المجاورة لها، خاصة أولئك الذين تجمعهم معها إرثا ثقافيا ولغويا وتاريخيا مشتركا بالحصول على جنسياتها، تماما كما يحدث في رومانيا مع مواطني مولدافيا.

وفي هذه البلدان، يتم التنازل عن بعض الشروط الأساسية للحصول على الجنسية، حسبما توضح كارين تراونمولر من قسم القانون الدولي والعلاقات الدولية في معهد الحقوق الأوروبية والدولية في جامعة فيينا، كاستبعاد شرط الإقامة في البلد المانح للجنسية. عطفا على ذلك، بإمكان مقدمي طلبات التجنيس الاحتفاظ بجنسيتهم الأصلية، نظرا لكون نظام الجنسية المزدوجة مسموح به في الدول المانحة للجنسية، حسب الخبيرة في القانون الأوروبي.

في 30 حزيران/يونيو 2013 انضمت كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبيصورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images

رومانيا وبلغاريا

وتشير أرقام غير رسمية إلى أن حوالي مليون ونصف مواطن من جمهورية مولدافيا تقدموا بطلبات للحصول على الجنسية الرومانية. ويبدو أن هدفهم سهل المنال، كما توضح تراونمولر، نظرا لتضمن قانون الجنسية لمواد تسمح للدوائر الرسمية من اتخاذ قرارات في صالح الراغبين في الحصول على الجنسية، فالقانون المجري على سبيل المثال، يسمح للمواطنين من ذوي الأصول المجرية، والذين يتكلمون اللغة المجرية الحصول عليها، مثلما يستطيع أيضا كل شخص من أصل بلغاري الحصول على الجنسية البلغارية.

ومنذ انضمام بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2007 ، تحولت البلاد إلى وجهة قصدها حوالي مليوني مواطن من مقدونيا. مع العلم أن المقدونيين يمكنهم الحصول على الجنسية اليونانية بسهولة، إلا أن التحولات الكثيرة في حدود اليونان سابقا، دفعت إلى تغيير شروط الحصول على الجنسية اليونانية.

وبالنسبة للقوانين الكرواتية، يعد احترام تقاليد البلد وأعرافه شرطا أساسيا للحصول على الجنسية الكرواتية حسب تراونمولر. وترى الشابة إيما أن هذا الشرط ينطبق عليها تماما، فهي تحتفل بأعياد الميلاد وتشارك المسلمين أعيادهم أيضا. أما الصعوبات التي تواجهها إيما فهي أن تشرح كتابيا لماذا تعتبر نفسها كرواتية.

كارين تراون مولر من قسم القانون الدولي والعلاقات الدولية في معهد الحقوق الأوروبية والدولية في جامعة فيناصورة من: DW/E. Numanovic

وتؤكد خبيرة القانون الأوروبي تراونمولر أن مثل هذه التسهيلات للحصول على الجنسية، لا تقتصر على دول شرق أوروبا ووسطها فحسب، وإنما هي أيضا مُعتمدة في اليونان وإيطاليا واسبانيا التي يتم التعامل فيها بذات الطريقة مع طلبات الحصول على الجنسية من طرف مواطني دول أمريكا اللاتينية.

ويبقى التوصل إلى اتفاق على المستوى الأوروبي لإلغاء "تسهيلات" الحصول على الجنسية في شرق أوروبا ووسطها أمرا معقدا، فقوانين التجنيس شأن سيادي يخص كل دولة على حدة، تماما كما ينص على ذلك القانون الدولي. وترى تراونمولر عدم وجود أي إطار قانوني يلزم الدول الأعضاء باتباعه.

في المقابل، وجهت دول كإيطاليا وفرنسا وغيرها انتقادات شديدة اللهجة إلى الوافدين الجدد، خاصة وأن إيطاليا على وجه الخصوص هي المحطة الأولى لمواطني مولدافيا فور حصولهم على الجنسية الرومانية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW