ميركل تدعو السياسيين الألمان للحوار وتجاوز الجدل حول الهجرة
٦ فبراير ٢٠٢٥
حضت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل السياسيين على تهدئة التوترات قبل الانتخابات المقررة هذا الشهر، بعدما أثار حزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي من يمين الوسط الغضب بقبوله دعم اليمين الشعبوي في البرلمان.
وفي حديثها في فعالية في مدينة هامبورغ، قالت ميركل إن المشهد السياسي أصبح مستقطبا بشكل متزايد بعد الأحداث الأخيرة في البرلمان الألماني (بوندستاغ). وقالت المستشارة السابقة أمام جمهور تجاوز عدده ألف شخص في الحدث الذي استضافته صحيفة "دي تسايت" الأسبوعية: "علينا الآن (...) استعادة الوضع الذي يمكن فيه التوصل إلى حلول وسط مرة أخرى في المستقبل".
ومع بقاء أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات، قالت ميركل إنه يبدو من غير المرجح أن يحصل أي تجمع سياسي على أغلبية مطلقة. وأضافت ميركل، التي قادت ألمانيا بين عامي 2005 و2021،: "يعني هذا أنه سيتعين على الأحزاب الديمقراطية أن تتحدث مع بعضها البعض مرة أخرى".
وقالت المستشارة السابقة إنه من المهم توضيح المواقف المختلفة في الحملة الانتخابية، "ولكن ببساطة يجب أن يكون هناك استعداد لتقديم تنازلات".
"من الصواب عدم الصمت"
وانتقدت ميركل الأسبوع الماضي حزبها المسيحي الديمقراطي، الذي ينتمي إلى يمين الوسط، وهو في المعارضة حاليا، لتمريره اقتراحا في البرلمان لإجراء إصلاحات متشددة في سياسة الهجرة بأصوات من حزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي المصنف متطرفا في بعض ولايات ألمانيا. وانتقدت ميركل قرار "تمكين الأغلبية بأصوات حزب البديل من أجل ألمانيا للمرة الأولى في تصويت في البوندستاغ الألماني".
وأدى قبول حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي لدعم حزب البديل من أجل ألمانيا في البرلمان الأسبوع الماضي من أجل إقرار قانون يتعلق بالهجرة، إلى كسر أحد أكبر المحرمات بين الاحزاب الألمانية بعدم التعامل مع اليمين المتطرف.
وأثار ذلك احتجاجات جماهيرية ضد الحزب وزعيمه فريدريش ميرتس، المرشح الأوفر حظا في الانتخابات هذا الشهر، وانتقادات من جانب المستشار أولاف شولتس وجماعات حقوقية بسبب خرق "جدار الحماية" ضد حزب البديل من أجل ألمانيا.
واعتبرت ميركل التي تعد أكثر وسطية من ميرتس أن هذه الخطوة "خاطئة"، في تدخل نادر من قبلها في مجريات السياسة اليومية. وقالت ميركل إنها "شعرت أنه من الصواب عدم الصمت في مثل هذا الموقف الحاسم"، مشيرة إلى أن الوقت قد حان الآن للأحزاب الرئيسية للمضي قدما وتجاوز هذا الجدل.
ع.ش/ ع.ج (د ب أ، أ ف ب)
كلمات وداع مؤثرة من قادة العالم للمستشارة ميركل
تنهي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مسارها السياسي بعد 16 عامًا في المنصب. وبهذه المناسبة توجه إليها عدد كبير من قادة العالم الحاليين والسابقين بكلمات مؤثرة. في هذه الجولة المصورة نستعرض بعضها.
صورة من: Guido Bergmann/Bundesregierung/Getty Images
أشاد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بميركل قائلا إنها "صديقة عظيمة وصديقة شخصية له وللولايات المتحدة الأمريكية"، ووصفها بأنها امرأة "تاريخية". وخلافا لسلفه دونالد ترامب فإن علاقة ميركل ببايدن أفضل بكثير. رغم ذلك ظلت العلاقة هادئة.
صورة من: Guido Bergmann/Bundesregierung/Getty Images
وصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ميركل بأنها تتمتع "بروح الدعابة والبراغماتية الحكيمة"، مضيفا أنها "بوصلة أخلاقية لا هوادة فيها". ووجه أوباما الخطاب لميركل بالقول "سعيد جدا لأني أصبحت صديقا لك".
صورة من: Reuters/M. Kappeler
رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل أثنى على ميركل ووجه لها خطابا مؤثرا جاء فيه: "أنت نصب تذكاري. المجلس الأوروبي بدون أنغيلا كروما بدون الفاتيكان أو باريس بدون برج إيفل. سنفتقد حكمتك، خاصة في الأوقات الصعبة".
صورة من: Reuters/V. Mayo
رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي السابق جان كلود يونكر هو من الشخصيات التي عملت لسنوات عن قرب مع ميركل. وجمعته بالمستشارة الألمانية عدة قمم أوروبية ودولية. ويقول عن ميركل: "أنا أقدرها كعمل فني كامل. لأنها تتكون من أجزاء كثيرة ... خلال 16 عامًا عملت الكثير على نحو صحيح ولم تقم بأي خطأ جوهري".
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
يعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقرب شريك لميركل داخل الاتحاد الأوروبي. ورغم أن ميركل لم تستجب للكثير من مطالب ماكرون لإدخال إصلاحات مالية في الاتحاد، إلا أن العلاقة بينهما لم تتأثر سلبا. وغرد ماكرن مخاطبا ميركل: "شكرًا لك عزيزتي أنغيلا على المعارك التي خضتها من أجل أوروبا".
صورة من: John Thys/AFP/dpa/picture alliance
يبقى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الشريك الأكثر صعوبة لميركل خصوصا بسبب دوره في إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك فجونسون جامل ميركل خلال زيارتها الوداعية إلى لندن. وشكر المستشارة على "التزامها التاريخي، ليس فقط من أجل العلاقات الألمانية البريطانية، ولكن للدبلوماسية في جميع أنحاء العالم".
صورة من: David Rose/Daily Telegraph/empics/picture alliance
لو كان الأمر بيد توني بلير لبقيت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. ويقول رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عن تعامل ميركل مع مفاوضات خروج لندن من الاتحاد: "كان إنجازا رائعا أن نحافظ على التماسك في أصعب مرحلة مرت بها أوروبا".
صورة من: Gretel Ensignia/AP Photo/picture alliance
علاقة ميركل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم تكن سهلة. واجهتهما مشاكل عدة في عدة مجالات منها ملف حقوق الإنسان. غير أن أردوغان امتدح ميركل ووصفها بـ "الصديقة" و "المستشارة العزيزة" وبأنها "سياسية متمرسة لديها دائما مقاربة معقولة وموجهة نحو الحل".
صورة من: OZAN KOSE/AFP
في ولايتها الأولى والثانية كانت ميركل من بين المعجبين بصعود الصين. لكن الوضع تغير في نهاية منصبها كمستشارة حيث صارت أكثر تشككًا. وودعها الرئيس الصيني شي جين بينغ بشريط فيديو وصفها فيه بـ "الصديقة القديمة للصين".
صورة من: Liu Bin/XinHua/dpa/picture alliance
تهرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقييم ميركل. وسئل مؤخراً عما إذا كان سيفتقدها فكان رده: "كانت في السلطة لمدة 16 عامًا، وهو أمر رائع". وأضاف أنه كان بإمكانها الترشح مرة اخرى. والتقطت هذه الصورة للسياسيين عام 2007 عندما سمح بوتين بدخول كلبه رغم علمه أن ميركل تخشى الكلاب، الأمر الذي لم تظهره خلال اللقاء.
صورة من: ITAR-TASS/imago images
يقضي الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن وقت فراغه بشكل أساسي في الرسم. من بين اللوحات التي رسمها بريشته لوحة لأنغيلا ميركل التي زارته مرة في مزرعته في تكساس. وفي حديث لدويتشه فيله (DW) قال بوش الابن "أنغيلا ميركل شغلت منصبها المهم للغاية بإتقان وكرامة. لقد فعلت الأفضل لألمانيا، وهي فعلت ذلك على أساس المبادئ".