قبل لقاء الشرع.. ترامب يتحرك لرفع العقوبات عن سوريا
عارف جابو أ ف ب، د ب أ، رويترز
١٣ مايو ٢٠٢٥
رحبت دمشق بتحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرفع العقوبات عن سوريا و"تطبيع العلاقات" معها لإعطائها "فرصة للسلام"، فيما أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيلتقي نظيره السوري أحمد الشرع غدا في الرياض على هامش زيارته الخليجية.
ترامب يستجيب لطلب ولي العهد السعودي والرئيس التركي برفع العقوبات عن سورياصورة من: Alex Brandon/AP Photo/picture alliance
وأعلن ترامب أن جهود التقارب جاءت بناء على حث من جانب ولي العهد السعودي الأميرمحمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال ترامب عن سوريا: "هناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح"، مضيفا: "أقول حظا سعيدا يا سوريا. أرونا شيئا خاصا".
وكانت الولايات المتحدة تدرس كيفية التعامل مع الرئيس السوري أحمد الشرع منذ توليه السلطة في ديسمبر/ كانون الأول بعد الإطاحة ببشار الأسد. وقد احتشد قادة دول الخليج لدعم الحكومة الجديدة في دمشق، ويريدون أن يحذو ترامب حذوهم، معتقدين أنها حصن ضد عودة النفوذ الإيراني إلى سوريا، حيث ساعدت إيران في دعم حكومة الأسد خلال حرب أهلية دامت 13 عاما. وترك الرئيس السابق جو بايدن القرار لترامب، الذي لم تعترف إدارته رسميا بعد بالحكومة السورية الجديدة.
ولا تزال العقوبات المفروضة على دمشق في عهد الأسد قائمة. وقال البيت الأبيض قبل تصريحات ترامب: "الرئيس وافق على تحية الرئيس السوري أثناء زيارته للسعودية غدا". وتمثل هذه التعليقات تغييرا ملحوظا في لهجة ترامب، الذي كان حتى الآن متشككا بشدة في الرئيس السوري أحمد الشرع.
ومن المقرر أن يصبح الشرع أول زعيم سوري يلتقي رئيسا أمريكيا منذ أن التقى حافظ الأسد الراحل بيل كلينتون في جنيف عام 2000. إذ أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيلتقي غدا الأربعاء في السعودية مع الرئيس السوري أحمد الشرع. وقال البيت الأبيض إن "الرئيس وافق على استقبال الرئيس السوري أثناء زيارته للسعودية غدا".
دمشق ترحب برفع العقوبات
وفي أول رد فعل رأى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني اليوم الثلاثاء أن قرار الرئيس الأمركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن بلاده الذي أعلن عنه من الرياض، "نقطة تحوّل محورية" لسوريا. ورحّب الشيباني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بتصريحات ترامب بشأن "رفع العقوبات التي فُرضت على سوريا". وأضاف الشيباني "يمثل هذا التطور نقطة تحول محورية للشعب السوري، بينما نتجه نحو مستقبل من الاستقرار، والاكتفاء الذاتي، وإعادة الإعمار الحقيقية بعد سنوات من الحرب المدمّرة".
إعلان
وتابع الشيباني "ننظر إلى هذا الإعلان بإيجابية بالغة، ونحن على استعداد لبناء علاقة مع الولايات المتحدة تقوم على الاحترام المتبادل، والثقة، والمصالح المشتركة".
وقال ترامب خلال كلمة له في العاصمة السعودية التي يزورها في إطار جولة خليجية تشمل الإمارات وقطر، وسط التصفيق الحار "سأصدر الأوامر برفع العقوبات عن سوريا من أجل توفير فرصة لهم" للنمو.
كما وجه الشيباني الشكر للسعودية على دورها في تيسير رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا. وقال "الدبلوماسية السعودية أثبتت مجددا أنها صوت العقل والحكمة في محيطنا العربي. مساهمتكم الفاعلة في رفع العقوبات عن سوريا تعكس حرصا حقيقيا على وحدة سوريا واستقرارها وعودة دورها الفاعل في الإقليم".
"لا مبرر" لبقاء العقوبات
ومنذ بداية النزاع السوري في عام 2011، فرضت الولايات المتحدة سلسلة من العقوبات على الحكومة السورية وعلى الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وعدد من أفراد عائلته وشخصيات حكومية واقتصادية في البلاد.
وفي العام 2020، دخلت مجموعة جديدة من العقوبات حيز التنفيذ بموجب قانون "قيصر" استهدفت العديد من أفراد عائلة الأسد والمقربين منه، بينهم زوجته أسماء الأسد، بما يشمل تجميد أصولهم في الولايات المتحدة. وفرضت بموجب القانون عقوبات مشددة على أي كيان أو شركة تتعامل مع النظام السوري. ويستهدف القانون كذلك قطاعات البناء والنفط والغاز.
وهدف القانون إلى منع بقاء الأسد من دون محاسبة على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها حكمه. كذلك يحظر على الولايات المتحدة تقديم مساعدات لإعادة بناء سوريا، إلا أنه يعفي المنظمات الإنسانية من العقوبات جرّاء عملها في سوريا.
وطالبت السلطات الجديدة مرارا منذ وصولها إلى الحكم في 8 كانون الأول/ديسمبر برفع العقوبات المفروضة على قطاعات ومؤسسات رئيسية في البلاد منذ اندلاع النزاع في 2011. و كان الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع اعتبر خلال زيارته باريس الأسبوع الماضي أنه لم يعد هناك "مبرر" لبقاء العقوبات على سوريا بعد سقوط الأسد.
تحرير: عماد غانم
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي