قبل تصويت بوندسرات- عودة الجدل بشأن الدول المغاربية "الآمنة"
١٤ فبراير ٢٠١٩
رغم استمرار الجدل في ألمانيا حول مشروع قرار ينص على تصنيف دول المغرب وتونس والجزائر آمنة لتسهيل إجراءات التعامل مع لاجئيها، يعتزم مجلس الولايات (بوندسرات) التصويت عليه الجمعة، فيما تدعو العفو الدولية إلى رفض القرار.
إعلان
يعتزم مجلس الولايات الاتحادي بألمانيا "بوندسرات" التصويت غدا الجمعة (15 شباط/فبراير 2019) على تصنيف الدول المغاربية، المغرب والجزائر وتونس، إلى جانب جورجيا على أنها مواطن أمنة.وتعتبر ألمانيا الدول أمنة في حال لم يتجاوز معدل الاعتراف بطالبي اللجوء المنحدرين منها بأقل من 2 بالمئة خلال العام المنصرم
من جانبها، دعت منظمة العفو الدولية حكومات الولايات الألمانية اليوم الخميس (14 شباط/فبراير 2019) إلى رفض المشروع الخاص بتصنيف تلك الدول ضمن المواطن الآمنة. وقال إلياس صليبة خبير شؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط في فرع المنظمة بألمانيا: "لا يزال يتعرض أشخاص للتمييز والاضطهاد في دول المغرب العربي، بسبب الديانة أو التوجه الجنسي أو المواقف السياسية". وأضاف أن المنظمة سجلت أيضا في عام 2018 في الدول الثلاث، حالات اضطهاد وتعذيب وسوء معاملة.
يشار إلى أنه دون موافقة مجلس الولايات، لا يمكن تنفيذ مشروع الحكومة الاتحادية الرامي لإدراج تلك الدول ضمن المواطن الآمنة.
لكن استمرار الجدل بين الأحزاب المعارضة، خصوصا حزب الخضر واليسار قد يتسبب في تأجيل التصويت على المشروع الحكومي الذي صادق عليه البرلمان الألماني مؤخرا. جدير بالذكر أن حزب الخضر شريك في ائتلاف حاكم في ثلاث ولايات فيما يشارك حزب اليسار في حكومات محلية في ثلاث ولايات أخرى.
ويتم تصنيف دول على أنها مواطن آمنة عندما يُفترض أنه لا يتم التعرض بها بشكل عام لاضطهاد سياسي أو عقوبة أو معاملة غير إنسانية أو مهينة، ومن شأن ذلك أن يتيح تسريع البت في قرارات اللجوء وعمليات الترحيل للأشخاص المنحدرين من تلك الدول.
وتندرج كل من غانا ومقدونيا وصربيا والبوسنة والهرسك، ضمن الدول المصنفة في ألمانيا على أنها مواطن آمنة.
ح.ع.ح/ي.ب(د.ب.أ)
تونس والجزائر والمغرب في قائمة ألمانيا "للدول الآمنة"
بسبب الصعوبات التي تواجهها ألمانيا في احتواء جميع اللاجئين الذين دخلوا أراضيها، أقدمت الحكومة الألمانية على إدراج بعض الدول في قائمة "البلدان الآمنة"، مما يساعدها على ترحيل من رفض طلب لجوئهم إلى بلدانهم الأصلية بسرعة.
صورة من: picture alliance/dpa
عبرت جهات رسمية في المغرب عن استعدادها للتعاون مع ألمانيا واستقبال مواطنيها المرحلين، في حين انتقدت منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش ذلك، .وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزير قال الاثنين (29 شباط/فبراير 2016) إن نظيره المغربي محمد حصاد تعهد بالنظر في طلبات إعادة اللاجئين المغاربة من ألمانيا في غضون 45 يوما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Bounhar
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال أثناء زيارته لبرلين في يناير/كانون الثاني 2016 بتعاون السلطات الجزائرية في عملية ترحيل الجزائريين الذي رفضت ألمانيا منحهم حق اللجوء. وقال سلال حينها إن بلاده مستعدة للتعاون بخصوص ذلك، لكن قبل إبعاد أي شخص إلى الجزائر "يجب بالطبع التأكد من أنه جزائري".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
تونس هي الأخرى، أبدت استعدادها لاستقبال مواطنيها المرفوضة طلبات لجوئهم في ألمانيا، كما أعلن ذلك وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي خلال مؤتمر صحافي مع مضيفه الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير مطلع العام الجاري.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Macdougall
إدراج تركيا ضمن "الدول الأمنة" حسب قانون اللجوء الألماني أثار مخاوف الأكراد من رفض طلبات لجوئهم. وتتهم منظمة العفو الدولية تركيا بفرض "عقاب جماعي" على الأكراد بسبب الإجراءات الأمنية في المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي البلاد. بيد أن نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل أوضح أن بلاده ستستمر في منح اللجوء للأكراد متى استدعى الأمر ذلك.
صورة من: Reuters/S. Kayar
إدراج دول غرب البلقان في قائمة "الدول الآمنة" يعني احتمال ترحيل الآف من طالبي اللجوء من هذه المنطقة إلى بلدانهم. أغلب هؤلاء اللاجئين هم من أقلية الروما ويدعون تعرضهم للاضطهاد ولانتهاك حقوقهم في البلدان التي يعيشون فيها.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Atanasovskia
ما ينطبق على الدول التي صنفتها ألمانيا باعتبارها "آمنة" ينطبق أيضا على اللاجئين القادمين من كوسوفو. فقد سبق لوزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير أن شدد على أن غير الملاحقين سياسيا في كوسوفو لن يحصلوا على إقامة دائمة في ألمانيا وسيعودون إلى بلدهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Endlicher
بعد إدخال تعديلات مشددة على قانون اللجوء في ألمانيا في تشرين/ أكتوبر 2015 أصبحت ألبانيا أيضا ضمن قائمة "الدول الآمنة" ومنذ ذلك الحين تم ترحيل مئات الألبان إلى بلادهم لافتقادهم إلى سبب قانوني يمنحهم اللجوء. فمعظم الألبان الذين وصلوا إلى ألمانيا كان هدفهم تحسين أوضاعهم الاقتصادية بالدرجة الأولى.