لقاء ترامب وزيلينسكي- ألمانيا تطالب بضمانات قوية لأوكرانيا
محي الدين حسين د ب أ، أ ف ب، رويترز
١٨ أغسطس ٢٠٢٥
قبيل لقائه زيلينسكي وداعميه الأوروبيين، استبعد ترامب استعادة أوكرانيا للقرم أو انضمامها للناتو، مؤكدًا أن الرئيس الأوكراني يمكنه إنهاء الحرب مع روسيا فورًا. وجددت ألمانيا مطالبتها بضمانات أمنية قوية لأوكرانيا.
وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول طالب بضمانات أمنية قوية لأوكرانياصورة من: Ukrainian Presidential Press Service/AFP
إعلان
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت متأخر الأحد (17 آب/أغسطس 2025) أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادر على إنهاء الحرب مع روسيا "على الفور"، لكنه استبعد استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم أو انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال" عشية اجتماعه المقرر في البيت الأبيض مع زيلينسكي وقادة أوروبيين، "بإمكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريبًا، في حال أراد ذلك، أو يمكنه مواصلة القتال". وأضاف "لا استعادة للقرم التي منحها أوباما (قبل 12 عامًا من دون إطلاق رصاصة واحدة) ولا انضمام لأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي".
وكان ترامب، الذي استضاف نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة لإجراء محادثات ثنائية تهدف إلى إنهاء الحرب، قد حث كييف على عقد اتفاق مع موسكو، قائلًا "روسيا قوة كبيرة جدًا، وهم ليسوا كذلك".
من جهته أكد زيلينسكي لدى وصوله إلى واشنطن مساء الأحد لإجراء محادثات مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، أن جميع الأطراف تريد نهاية سريعة للحرب، داعيًا للتوصل إلى سلام دائم. وكتب زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي "جميعنا نتشارك رغبة قوية بإنهاء هذه الحرب بسرعة وعلى نحو موثوق".
ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي مع ترامب الاثنين إلى جانب مجموعة من القادة الأوروبيين. وسيكون برفقة زيلينسكي عدد من الحلفاء الأوروبيين، من بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، عن مشاركتهم.
ورحب الزعيم الأوكراني بهذه "الوحدة" الأوروبية خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، مضيفًا أنه لا يعرف "بالتحديد" ما ناقشه الرئيسان الروسي والأمريكي خلال قمتها التي عقدت في ألاسكا الجمعة. وأكد المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف الأحد أن روسيا قدمت "بعض التنازلات" بشأن خمس مناطق أوكرانية، في إشارة إلى خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
وكتب ترامب الأحد على منصته تروث سوشال "تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!"، بدون أن يورد مزيدًا من التفاصيل. لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حذّر من "تداعيات" تشمل إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا، في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام.
ألمانيا تطالب بضمانات قوية لأوكرانيا
وطالب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بتقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا التي تتعرض لغزو روسي منذ نحو ثلاث سنوات ونصف.
وقال فاديفول خلال اجتماعه مع نظيره الياباني تاكيشي إيوايا في العاصمة طوكيو اليوم الاثنين (18 آب/أغسطس 2025) إن اجتماع اليوم المرتقب بين ترامب وزيلينسكي وشركاء أوروبيين في واشنطن سيدور حول عناصر حل تفاوضي نحو تحقيق سلام عادل في أوكرانيا، وأضاف: "تحقيق ذلك يتطلب ضمانات أمنية قوية... على أوكرانيا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بفعالية حتى بعد وقف إطلاق النار وإبرام اتفاق سلام".
وقال فاديفول في بيان للصحفيين في العاصمة اليابانية: "من الجيد والمهم أن يجعل الرئيس ترامب هدفه إنهاء القتل في أوكرانيا... من أجل سلام عادل ودائم، يجب على موسكو أن تتحرك أخيرًا. وإلى أن يتحقق ذلك، يجب زيادة الضغط على روسيا، أيضا من خلال زيادة المساعدات لأوكرانيا".
إعلان
"جبهة أوروبية موحدة مع أوكرانيا"
وكان ماكرون انتقد الأحد نظيره الروسي بوتين، معتبرًا أنه "لا يريد السلام" مع أوكرانيا بل يريد "استسلامها". وأكد الرئيس الفرنسي أنه "لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين"، مطالبًا بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا. وبخصوص اجتماع الاثنين، قال ماكرون إن "رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين"، وسؤال الأمريكيين "إلى أي مدى" هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
ورحبت فون دير لايين "بعزم الرئيس ترامب على توفير ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة" من معاهدة الناتو لأوكرانيا، مشددة على وجوب أن تتمكن كييف من الحفاظ على وحدة أراضيها.
وكان ترامب، عند عودته من ألاسكا، أشار إلى إمكانية تقديم ضمانات مستوحاة من المادة الخامسة من معاهدة الناتو -لكن من دون منح أوكرانيا عضوية في الحلف- وهو أمر تعتبره موسكو تهديدًا وجوديًا.
من جانبها، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني إلى العمل على تحديد "بند أمن جماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجددًا".
وسيكون الاجتماع في واشنطن الاثنين مع الرئيس الأميركي، الأول من نوعه منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وقد جاء نتيجة المحادثات الدبلوماسية المكثفة.
تحرير: يوسف بوفيجلين
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.