"يجب الآن التركيز على إعادة البناء" في سوريا، بحسب الرئيس بوتين، الذي أكد مشاركة بلده بأكبر وفد في مؤتمر حول اللاجئين يعقد في دمشق. ولم تتضح حتى الآن الجهات الأخرى المشاركة فيه، فيما قال الأسد إن عودة اللاجئين "أولوية".
إعلان
عبر اتصال بالفيديو مع الرئيس السوري بشار الأسد، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020) أن عودة اللاجئين إلى سوريا ضرورة لإعادة بناء البلاد، وذلك قبل يومين من عقد مؤتمر دولي حول اللاجئين السوريين.
وتنظم دمشق بدعم روسي يومي الأربعاء والخميس (11 و12 نوفمبر/ تشرين الثاني) مؤتمراً حول عودة اللاجئين إلى سوريا وكذلك النازحين داخليا إلى منازلهم بالبلاد. ولم تتضح حتى الآن الجهات المشاركة فيه. إلا أن لبنان المجاور سيرسل وزير الشؤون الاجتماعية ممثلاً عنه. وسيحضر المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا عمران رضا المؤتمر بصفة "مراقب".
وقال بوتين: "هناك أكثر من 6.5 مليون لاجئ خارج سوريا، معظمهم مواطنون قادرون على العمل ويمكنهم المشاركة في إعادة بناء بلادهم"، بحسب نسخة من الحوار خاصة بالكرملين.
وقال بوتين في الحوار إن سوريا يجب أن تركز حاليا على إعادة البناء، فيما تعرضت الجماعات المتطرفة في البلاد للهزيمة إلى حد كبير. وأضاف: "روسيا تؤيد عقد مؤتمر دولي بشأن اللاجئين، والوفد الروسي سيكون من أكبر الوفود المشاركة". وتابع قوله: "عاد أكثر من 850 ألف مواطن سوري من الخارج وأكثر من 1.3 مليون عادوا إلى أماكن سكناهم الدائمة داخل البلاد".
الأسد: عودة اللاجئين أولوية
من جهته شدد الرئيس السوري بشار الأسد على أن الحكومة السورية ترى أن عودة اللاجئين أولوية. وقال: "الحكومة السورية ليست فقط مستعدة بل هي متحمسة للخروج بهذه النتائج من أجل أن نرى أكبر عدد منهم (اللاجئين) يعود خلال الأشهر القليلة القادمة."
وأضاف الرئيس السوري: "بالنسبة لنا في سوريا لدينا آمال كبيرة في هذا المؤتمر بأن يخرج بنتائج عملية"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا).
واعتبر الأسد أن "العقبة الأكبر" أمام عودة اللاجئين "بالإضافة إلى بقاء الإرهاب في بعض المناطق التي يفترض أن يعودوا إليها (...) هي الحصار على سوريا"، في إشارة إلى العقوبات التي تفرضها دول غربية على بلاده، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وعلّق آمالا على الجهود الروسية من ناحية "إمكانية تخفيف أو رفع أو إزالة هذا الحصار"، موضحاً أن إعادة اللاجئين "بحاجة إلى تأمين الحاجات الأساسية الضرورية لمعيشتهم كالمياه والكهرباء والمدارس... بالإضافة الى موضوع تحريك الاقتصاد".
هل ستشارك تركيا في المؤتمر؟
وتحذر منظمات حقوقية من أن توقّف المعارك في مناطق عدة في سوريا لا يعني أنها باتت مهيئة لعودة اللاجئين في ظل افتقارها للبنى التحتية والخدمية وتعبر عن خشيتها من حصول انتهاكات لحقوق الإنسان.
ومن جهتها قالت لبنان إنها سوف ترسل وزير الشؤون الاجتماعية بحكومة تصريف الأعمال رمزي مشرفية إلى المؤتمر. ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري وأغلبهم يعيشون في مخيمات غير رسمية. بينما يستضيف الأردن حوالى 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
أسلاك شائكة وبعض الأمل - اللاجئون السوريون حول العالم
فيما يناقش قادة العالم خلال قمة تعقدها الأمم المتحدة في نيويورك أخطر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، تبقى مواقف الدول بشأن استقبال اللاجئين متباينة. جولة من الصور حول وضعية اللاجئين السوريين حول العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Gouliamaki
فيما أغلقت الأغلبية العظمى للدول الأوروبية أبوابها أمام اللاجئين، كانت ألمانيا، وبنسبة أقل السويد، من أكثر الدول استقبالاً للاجئين. ففي غضون أشهر فقط استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ، أغلبهم من السوريين. ورغم الترحيب الذي أبداه الكثير من الألمان إزاء اللاجئين، إلا أن قدومهم بأعداد كبيرة لم يرق للعديد أيضاً، إذ تسببت سياسة الأبواب المفتوحة في خسائر انتخابية لحزب المستشارة أنغيلا ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
تركيا، التي تستضيف أكثر من 2,7 مليون نسمة، هي بلا منازع أكبر بلد يستقبل اللاجئين السوريين في العالم. ووسط توافد سيل اللاجئين على أوروبا العام الماضي انطلاقا من تركيا، تعهدت بروكسل بدفع 3 مليارات يورو لدعم اللاجئين السوريين وإحياء محادثات عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي مقابل أن تساعد أنقرة في الحد من عدد الأشخاص الذين يحاولون الوصول لأوروبا من تركيا. إلا أن هذا الاتفاق يبقى هشاً.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
لبنان، هذا البلد الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه 5,8 ملايين نسمة، يستقبل أكثر من مليون لاجئ سوري يقيم معظمهم في مخيمات عشوائية وسط ظروف معيشية صعبة. وبالتالي، فإن لبنان، الذي يتسم بالموارد الاقتصادية المحدودة والتركيبة السياسية والطائفية الهشة، يأوي أكبر نسبة من اللاجئين بالمقارنة بعدد سكانه، إذ أن هناك لاجئاً سورياً مقابل كل خمسة مواطنين لبنانيين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Mohammed Zaatari
الأردن، ورغم صغر مساحته وعدد سكانه، إلا أنه من أهم الدول المستقبلة للاجئين السوريين. فوفقاً للأمم هناك نحو 630 ألف لاجئ سوري مسجل في المملكة الأردنية، بينما تقول السلطات إن البلاد تستضيف نحو 1,4 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا في آذار/ مارس 2011. ويعيش 80 بالمائة منهم خارج المخيمات، فيما يأوي مخيم الزعتري في المفرق، وهو الأكبر، نحو 80 ألف لاجئ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Adayleh
يبدو أن أغلبية دول الخليج ترفض استقبال الللاجئين السوريين على أراضيها، باستثناء السعودية التي استقبلت نحو 500 ألف لاجئ سوري، دون أن تكون لهم رسمياً وضعية لاجئ، منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. الدول الأخرى فضلت تمويل مخيمات وبرامج مخصصة للاجئين للسوريين في دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
استقبلت السويد نحو 160 ألف طالب لجوء العام الماضي، لكن الأعداد انخفضت إلى نحو ألفين في الشهر بعد تطبيق قيود على الحدود وإجراءات تجعل من الأصعب على اللاجئين دخول الاتحاد الأوروبي. كما تبنى البرلمان السويدي الصيف الماضي قواعد أكثر صرامة حيال طالبي اللجوء، ومن بينها عدم منح تصاريح إقامة دائمة لكل من تم منحهم حق اللجوء في البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Nilsson
الدنمارك استقبلت بدورها في 2015 أكثر من 21 الف طلب لجوء، بارتفاع بنسبة 44 بالمائة مقارنة مع 2014، لكن ذلك أقل بكثير من عدد الطلبات في جارتها الشمالية السويد. كما أن الدنمارك كانت من أول الدول التي سارعت بفرض اجراءات التدقيق العشوائي للهويات على طول الحدود الألمانية بهدف منع "أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين" من الدخول إلى البلاد. وقبلها قامت بتخفيض المساعدات المالية المخصصة للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.Sörensen
المجر كانت من أولى الدول الأوروبية التي قامت بمد أسلاك شائكة على طول حدودها مع بدء توافد سيل اللاجئين عبر طريق البلقان لمنعهم من دخول أراضيها. كما أن المجر وبولندا وسلوفاكيا وجمهورية تشيكيا لا تزال ترفض أي آلية الزامية لتوزيع اللاجئين. كما رفضت دعوات سابقة من ألمانيا وإيطاليا واليونان بالتضامن أوروبياً في معالجة ملف اللجوء والهجرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Ujvari
سلوفاكيا من الدول الشرق أوروبية التي ترفض استقبال اللاجئين. وفي تصريح لأحد قادتها السياسيين مطلع العام الجاري جاء فيه أن البلاد لاترغب في استقبال اللاجئين المسلمين، معللة أن هؤلاء يختلفون ثقافياً عن سكان البلاد وأنه لا يوجد في سلوفاكيا مساجد ودور عبادة كافية لهؤلاء. كما شهدت البلاد احتجاجات قادها يمينون متطرفون ضد اللاجئين (الصورة).
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Gavlak
الولايات المتحدة ورغم كبر مساحتها وكثافتها السكانية التي تقدر بـ320 مليون نسمة، إلا أنها حددت سقف عدد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم البلاد العام الجاري بـ10 آلاف شخص. كما يتعين على هؤلاء الخضوع للإجراءات أمنية مكثفة ومشددة. ورغم ذلك هناك سياسيون من الحزب الجمهوري الذين يرفضون استقدام لاجئين من سوريا لأسباب أمنية. على أي حال واشنطن أعلنت أنها سترفع العدد بنسبة 30 بالمائة خلال العام القادم.