قبيل مؤتمر برلين.. الدبيبة يعلن إعادة فتح الطريق الساحلي
٢٠ يونيو ٢٠٢١
أعلن عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية إعادة فتح الطريق الساحلي الرئيسي وذلك، قبل أيام من مؤتمر برلين الثاني حول الأزمة الليبية، لكن قوات تابعة لخليفة حفتر قالت إن الطريق لا يزال مغلقاً.
إعلان
قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية اليوم الأحد (20 يونيو/حزيران 2021) إنه أعاد فتح الطريق الساحلي الرئيسي على خط المواجهة، فيما يشير إلى تحقيق تقدم في عملية السلام الهشة، غير أن قوات الشرق قالت إن الطريق لا يزال مغلقاً.
وتتفق خطوة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة إعادة فتح الطريق مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه العام الماضي في إطار المساعي الرامية للتخلص مما عانته ليبيا من فوضى وعنف على مدار عشر سنوات.
يأتي هذا التحرك قبل أيام من اجتماع القوى العالمية في برلين أو ما بات يعرف بـ "مؤتمر برلين اثنين" لبحث الأزمة الليبية وما تحقق من تقدم صوب توحيد مؤسسات البلاد المنقسمة وإجراء انتخابات مقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وكانت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، قد أشارت يوم أمس في القاهرة إلى أنها أجرت مباحثات مع وزير الخارجية المصري سامح شكري تناولت توجهات الحكومة الليبية في مؤتمر برلين الثاني المقرر عقده في 23 يونيو/ حزيران الجاري، والتطلعات لدعم خارطة الطريق.
وذكرت المنقوش أنها بحثت في القاهرة "مبادرة استقرار ليبيا"، التي ستطلق خلال مؤتمر برلين الثاني، والتي تهدف إلى تفعيل آليات مؤتمر برلين الأول والثاني، وقرارات مجلس الأمن 2570 و2571.
مغلق أم مفتوح؟
وأزال الدبيبة كومة من الرمال تسد الطريق عند الحاجز الأمني الأخير على الجانب الغربي من الخط الأمامي قبل أن ينطلق في موكب من السيارات صوب سرت الخاضعة لسيطرة قوات الشرق. غير أن وحدة إعلامية تابعة لقوات شرق البلاد بقيادة خليفة حفتر قالت إن الطريق لا يزال مغلقاً وإنه لا صحة لما أشيع عن إعادة فتحه.
ولم تعرف ليبيا - أحد منتجي النفط الرئيسيين في شمال أفريقيا - سلاماً واستقراراً يذكر منذ انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي على معمر القذافي في 2011 وانقسام البلاد في 2014 بين فصائل متحاربة في الغرب والشرق.
ورغم أن إعادة فتح الطريق ستمثل خطوة مهمة لعملية السلام التي تحظى بدعم دولي فلا تزال تحديات كبيرة قائمة، إذ تملك فصائل كثيرة السلاح منها قوات القائد خليفة حفتر في الشرق.
وفي وقت سابق اليوم الأحد أعلنت قوات حفتر في خطوة تؤكد استمرار نفوذها العسكري أنها أغلقت الحدود مع الجزائر بعد الانتشار بكثافة في الجنوب.
قرار متأخر
وكان المستهدف أن تنفذ قبل أشهر عملية إعادة فتح الطريق الساحلي وبنود أخرى في اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في سبتمبر/أيلول الماضي بعد انهيار هجوم قوات حفتر على طرابلس والذي استمر 14 شهراً. إلا أنه رغم استئناف الرحلات الجوية بين طرابلس ومدينة بنغازي في الشرق وإطلاق سراح بعض الأسرى بقي الطريق مغلقاً عند خط المواجهة.
وقد تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها الدبيبة من خلال عملية تفاوض عملت الأمم المتحدة على تسهيلها ودعمها المجتمع الدولي.
وعلى امتداد الطريق الساحلي سلط الحاجز الأمني المغطى ومحطة وقود محترقة الضوء على استمرار التوتر رغم ما تحقق من تقدم في العملية السياسية.
ع.ح/ أ.ح (د ب ا، رويترز)
في ذكراها العاشرة.. أبرز الشخصيات في مسار الأزمة الليبية
عشر سنوات مرت على اندلاع الثورة الليبية ضد نظام الرئيس الراحل معمر القذافي. وخلال هذه السنوات لعبت بعض الشخصيات دوراً أساسياً في مراحل مختلفة للأزمة التي تشهدها البلاد منذ ذلك الحين. فمن أبرز هذه الشخصيات؟
مصطفى عبدالجليل
يعد أبرز وجوه الثورة الليبية ضد نظام معمر القذافي. كان وزيراً للعدل في حكومة القذافي بين عامي 2007 و2011. وبعد أيام من انطلاق الثورة، قدم استقالته احتجاجاً على قمع المتظاهرين، ليصبح بعدها رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي تأسس ليكون واجهة الثورة. واستمر عبدالجليل في منصبه حتى آب/أغسطس عام 2012 عندما تم حل المجلس الوطني الانتقالي الذي سلم السلطة إلى المؤتمر الوطني العام.
صورة من: picture alliance / dpa
محمود جبريل
يعتبر محمود جبريل من أبرز الشخصيات السياسية الليبية التي تخلت عن نظام القذافي. أنشأ حزب تحالف القوى الوطنية السياسي وقاد أول حكومة بعد الانتفاضة الشعبية في 2011. وابتعد عن الساحة السياسية عقب انتخابات 2012 وإقرار قانون يحظر على المسؤولين السابقين بنظام القذافي تقلد المناصب العامة. توفي في الخامس من أبريل/ نيسان 2020 بعد إصابته بفيروس كورونا.
صورة من: picture-alliance/dpa
عبدالحكيم بلحاج
كان أبرز قادة "معركة طرابلس" التي سيطرت فيها القوات المعارضة على العاصمة، وتولى بعدها رئاسة المجلس العسكري للمدينة، قبل أن يستقيل ويعلن تأسيس "حزب الوطن" الإسلامي. وكان بلحاج من مؤسسي تنظيم "الجماعة الليبية المقاتلة" الجهادي السلفي بعد أن عاد من أفغانستان التي كان قد هاجر إليها للمشاركة فيما يعرف بـ"الجهاد الأفغاني" ضد القوات السوفييتية.
صورة من: picture alliance/dpa
محمد يوسف المقريف
هو أول رئيس للمؤتمر الوطني العام في ليبيا الذي انتخب عضواً فيه على قائمة حزب الجبهة الوطنية. وشغل المقريف، الحائز على دكتوراه في المالية من بريطانيا، مناصب عديدة في نظام القذافي خلال السبعينيات. وفي 1980 استقال من منصب سفير ليبيا في الهند وانضم إلى المعارضة في المنفى وأسس مع منشقين آخرين الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا. قدم استقالته كرئيس للمؤتمر الوطني العام في 2013 امتثالاً لقانون العزل السياسي.
صورة من: STR/EPA/dpa/picture alliance
نوري بوسهمين
الرئيس الثاني والأخير للمؤتمر الوطني العام في ليبيا الذي سلم السلطة التشريعية لمجلس النواب الليبي عام 2014. ويعد بوسهمين أول أمازيغي يتولى منصباً سياسياً عالياً في ليبيا، وهو حائز على إجازة في الحقوق من جامعة بنغازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
عقيلة صالح عيسى
انتخب كأول رئيس لأول مجلس نواب ليبي بعد عهد القذافي. وهو حاصل على إجازة في الحقوق، وتقلد مناصب قضائية عدة في ليبيا في عهد القذافي. كما كان عضواً في اللجنة القضائية في "المجلس الوطني الانتقالي" عام 2011. ينتمي لقبيلة العبيدات، إحدى أشهر القبائل في ليبيا.
صورة من: AFP/A. Doma
خليفة حفتر
يعد أحد أبرز الشخصيات السياسية والعسكرية في المشهد الليبي بعد سقوط حكم القذافي. انشق عن نظام القذافي أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وأقام فترة في المنفى بالولايات المتحدة ثم عاد إلى ليبيا. في سنة 2015 عينه مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق قائداً عاماً للجيش. تسيطر قواته "الجيش الوطني الليبي" على شرق ليبيا ويحظى بدعم مصر والإمارات ودول أخرى.
صورة من: picture-alliance/ Balkis Press
فايز السراج
انتُخب رئيساً لحكومة الوفاق الوطني –المعترف بها دولياً والتي تتخذ من طرابلس مقراً لها- في تشرين الأول/أكتوبر عام 2015. وكان قبل ذلك عضواً في مجلس النواب عن طرابلس. وهو مهندس معماري كما يحمل درجة ماجستير في إدارة الأعمال. أما سياسياً فهو عضو حزب التحالف القومي الوطني في طرابلس وعضو الهيئة التحضيرية للحوار الوطني. والده مصطفى السراج، كان سياسياً ووزيراً للاقتصاد ثم التعليم في العهد الملكي بليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Turkish Presidency
محمد المنفي
اختير المنفي (على اليسار) رئيساً للمجلس الرئاسي في ليبيا في شباط/فبراير 2021. ينحدر المنفي من إقليم برقة، وينتمي لقبيلة "المنفي" بأقصى الشرق الليبي، وهي إحدى أكبر قبائل الشرق، ومن أشهر أبنائها المعروفين "عمر المختار". شغل المنفي منصب سفير ليبيا في اليونان، قبل أن يتم طرده على خلفية اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا نهاية عام 2019.
صورة من: twitter.com/Mohamedelmonfy
عبدالحميد دبيبة
تم انتخابه رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية الليبية في شباط/فبراير 2021. وهو رجل أعمال ينتمي إلى مدينة مصراتة، وحصل على درجة الماجستير في الهندسة من جامعة تورنتو بكندا. ويشغل دبيبة منصب رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للتنمية والاستثمار القابضة، وله نشاط سياسي تمثل في تشكيله تيار "ليبيا المستقبل" الذي يترأس مجلس إدارته.
صورة من: Mucahit Aydemir/AA/picture alliance
موسى الكوني
فاز بعضوية المجلس الرئاسي في شباط/فبراير 2021. ينحدر من قبائل "الطوارق" الامازيغية، وولد بمدينة غدامس جنوب غرب طرابلس. كان الكوني يشغل منصب سفير ليبيا في مالي أيام نظام العقيد الليبي معمر القذافي، قبل أن يعلن انشقاقه عن النظام على خلفية أحداث الثورة الليبية عام 2011. كما شغل الكوني منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عن الجنوب الليبي، قبل أن يتقدم باستقالته. إعداد: محي الدين حسين