قتلى بينهم طيار في أعنف هجوم روسي على أوكرانيا منذ بدء الحرب
محي الدين حسين د ب أ ، أ ف ب ، رويترز
٢٩ يونيو ٢٠٢٥
شنّت روسيا ضربات جوية مكثفة على أوكرانيا أسفرت عن مقتل طيار مقاتلة إف-16 وإصابة عدة أشخاص. وتحدث مسؤول عن "أكبر هجوم جوي روسي" منذ بداية الحرب. وأكد زيلينسكي ضرورة تعزيز الدفاع الجوي لبلده.
الجيش الأوكراني أعلن فقدان ثالث طائرة مقاتلة من طراز إف-16 منذ بداية الحرب صورة من: Efrem Lukatsky/AP/picture alliance
إعلان
قتل قائد مقاتلة إف-16 وأُصيب سبعة أشخاص على الأقل بجروح ليل السبت / الأحد (29 حزيران/يونيو 2025) في ضربات روسية وصفها مسؤول أوكراني بأنها "أكبر هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بداية الحرب".
وبينما وصلت محادثات وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف إلى طريق مسدود، تواصل روسيا قصفها اليومي للبلدات والقرى الأوكرانية. وأفاد تعداد أجرته القوات الجوية الأوكرانية بأنّ روسيا التي تحتل حوالي 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، أطلقت ما مجموعه 537 سلاحًا جويًا على أوكرانيا منها 477 مسيّرة متفجّرة و60 صاروخًا من أنواع متعدّدة، مضيفة أنّه تمّ اعتراض 475 مسيّرة و39 صاروخًا. وأشار المصدر ذاته إلى "ستة آثار" لضربات روسية، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.
وقال رئيس قسم الاتصالات في القوات الجوية الأوكرانية، يوري إهنات، لوكالة أسوشيتد برس (أ ب)، إنه "أضخم هجوم جوي" تتعرض له البلاد، بالنظر إلى عدد الطائرات المسيرة وطرازات الصواريخ المختلفة المستخدمة.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين قرّر منذ فترة طويلة مواصلة الحرب، على الرغم من دعوات السلام من المجتمع الدولي". وأضاف أنّ "أوكرانيا يجب أن تعزّز دفاعها الجوي، وهو أفضل سبيل لحماية الأرواح"، داعيًا الغرب إلى تقديم مزيد من الدعم لتعزيز الدفاعات الجوية لبلده ومجددًا تأكيده أنّه "مستعد لشراء" أنظمة أمريكية، مثل الباتريوت.
وحتى الآن، لم يستجب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يتقرّب من روسيا منذ شباط/فبراير، لطلب كييف. وقال مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين الأحد إنه أجرى محادثات هاتفية مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) جون راتكليف، بعد أول اتصال بينهما جرى في منتصف آذار/مارس.
وبسبب الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا أُصيب ستة أشخاص على الأقل بجروح، بينهم طفل، في منطقة تشيركاسي (وسط)، حسبما أفادت الشرطة الأوكرانية عبر تيلغرام. وفي منطقة إيفانو-فرانفيسك الواقعة في غرب البلاد بعيدًا عن الجبهة، أُصيبت امرأة بجروح و"نُقلت إلى المستشفى"، وفقًا للمسؤولة الإقليمية سفيتلانا أونيشتشوك. وفي الصباح، قُتل رجل ستيني في هجوم بطائرة مسيّرة على سيارته في منطقة خاركيف (شمال شرق)، وفقا للسلطات الإقليمية.
في المقابل، أعلن الجيش الروسي اعتراض ثلاث مسيّرات أوكرانية ليل السبت الأحد.
مقتل قائد مقاتلة إف -16
وإضافة إلى هؤلاء المدنيين، قُتل طيار خلال الليل عندما تعرّضت طائرته من طراز إف-16 لـ"أضرار" في الجو، "من دون أن تتاح له فرصة للخروج منها"، وفقًا للقوات الجوية. وقال زيلينسكي في كلمة تكريمًا للطيار، وكان برتبة ليفتنانت كولونيل، إنّه دمّر "سبعة أهداف جوية" أطلقتها روسيا خلال الليل.
وذكر سلاح الجو الأوكراني أن قائد الطائرة إف-16 بذل كل ما بوسعه وحلق بالطائرة لإبعادها عن منطقة سكنية لكن لم يكن لديه الوقت للقفز من الطائرة. وأضاف عبر تطبيق تيلغرام "استخدم الطيار جميع أسلحته على متن الطائرة وأسقط سبعة أهداف جوية. وفي أثناء إسقاط الهدف الأخير، لحقت أضرار بطائرته وبدأت في السقوط".
وقال الجيش إن أوكرانيا فقدت ثالث طائرة مقاتلة من طراز إف-16 منذ بداية الحرب أثناء القتال. ويعتبر فقدان الطيارين المدربين في الغرب على مقاتلات إف-16 الأمريكية أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لأوكرانيا. وتعتبر الخسائر من أسراب طائرات إف-16 نادرة نسبيًا حتى الآن.
وتأتي هذه الهجمات الجديدة عقب تصريح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الأول الجمعة، بأن موسكو مستعدة لجولة جديدة من محادثات السلام المباشرة في إسطنبول. ومع ذلك، لا تظهر الحرب أي مؤشرات على التراجع، إذ لم تسفر جهود السلام الدولية بقيادة الولايات المتحدة حتى الآن عن حدوث أي تقدم. وكانت جولتان من المحادثات عقدتا مؤخرًا بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول قصيرتين، ولم تحققا أي تقدم نحو التوصل إلى تسوية.
تحرير: و.ب
إعلان
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.