قتلى بين مقاتلي المعارضة السورية في تفجير بمعبر أطمة
٦ أكتوبر ٢٠١٦
قتلى في صفوف مقاتلي المعارضة السورية المدعومة من أنقرة، في تفجير استهدف معبر أطمة الحدودي بين سوريا وتركيا، تبناه تنظيم "داعش". فيما يسود هدوء مؤقت الحي الشرقي لحلب بعد أهدأ ليلة تشهدها المدينة منذ انهيار الهدنة.
إعلان
قتل 29 مقاتلا على الأقل اليوم الخميس (السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2016) من الفصائل السورية المعارضة المدعومة من أنقرة، في تفجير انتحاري تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية"، عند معبر أطمة على الحدود بين سوريا وتركيا، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد بارتفاع حصيلة التفجير الذي هزّ منطقة معبر أطمة الحدودي في ريف إدلب (شمال غرب) إلى "29 مقاتلا من الفصائل على الأقل بينهم قادة عسكريون". وكانت حصيلة سابقة للمرصد أشارت إلى مقتل عشرين مقاتلا، وإصابة عشرين آخرين بجروح. وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" التفجير في بيان تداولته مواقع وحسابات جهادية.
وتزامن التفجير وفق المرصد مع "تجمع عند المعبر لتبديل المناوبات بين مقاتلي الفصائل" في ريف حلب الشمالي الشرقي. وهو ما أكدته أيضا وكالة "الأناضول" للأنباء التركية التي أوردت في حصيلة أولية أن عدد القتلى بلغ عشرون، وأن التفجير وقع أثناء "تبديل المناوبات".
في وقت سابق أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن حالة من الهدوء تسود مدينة حلب منذ الساعات الأولى لليوم الخميس. وأورد بيان صادر عنه حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه، أن الطائرات الحربية والمروحية توقفت عن استهداف الأحياء الشرقية من المدينة.
ووصف المرصد هذه الليلة بأنها الأهدأ منذ انهيار الهدنة الروسية الأمريكية في التاسع عشر من أيلول/سبتمبر الماضي. وكانت "القيادة العامة للجيش السوري" أعلنت أمس تقليص عدد الضربات الجوية والمدفعية على أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة "للمساعدة بخروج من يرغب من المواطنين باتجاه المناطق الآمنة". وتوعد الجيش السوري أيّ شخص سيظل في مدينة حلب ولا يغتنم الفرصة المتاحة لإلقاء السلاح أو المغادرة، بالتأكيد على أنه سيلقى "مصيره المحتوم".
وجاء في بيان صدر في وقت متأخر أمس الأربعاء عن "القيادة العامة للجيش السوري" بأن الجيش قطع جميع خطوط الإمداد عن المسلحين في شمال المدينة وأن لديه معلومات دقيقة عن أماكن مقراتهم ومستودعاتهم في الأحياء الشرقية لحلب.
على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري أيضا بأن قوات النظام السوري انتزعت نصف حي بستان الباشا الذي كان تحت سيطرة المعارضة. وذلك في تقدم للقوات النظامية مدعومة بالجيش الروسي ومليشيات موالية. وأكد الجيش السوري سيطرته على نصف حي البستان القريب من أحد خطوط المواجهة في حلب الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام.
ش.ع/و.ب (د.ب.أ، رويتر، أ ف ب)
في صور: معارك بلا هوادة وحرب بلا نهاية - حلب تحت النار
صورة من: Reuters/A. Ismail
"ماذا بقي من حلب؟"، لعل هذا السؤال الذي يطرحه هذا الطفل الذي يتأمل ما خلّفه القصف المتواصل على المدينة الجريحة المنكوبة؟ أو فقط لعله يتساءل عما بقي من بيت أهله وأين سيقضي ليلته دون سقف قد لا يقيه راجمات الأسد ولا قاذفات حلفائه الروس. في غضون ذلك، تتواصل معاناة عشرات الآلاف من سكان حلب...والعالم لا يحرك ساكنا!
صورة من: Reuters/A. Ismail
حتى عندما قصفت الصواريخ التي أطلقتها قوات الأسد مدعومة بقوات روسية المستشفيات، على غرار مستشفى ميم 10 والمعروف باسم "مستشفى الصخور" الواقع في شرق حلب وقُتل اثنان من المرضى وأصيب العشرات منهم، لم يحرك العالم ساكنا. البعض ندد وناشد... والأسد - مدعوما بحلفائه روسيا وإيران وحزب الله - يواصل الحرب على شعبه.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وفيما تتفاقم معاناة المدنيين، تحتفل قوات الأسد بتقدمها على حساب فصائل المعارضة في حلب... ودمشق تؤكد أن جيشها سيواصل حملته العسكرية الكبيرة - بمؤازرة من فصائل تدعمها إيران وغطاء جوي روسي - لاستعادة السيطرة.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
في غضون ذلك، يشيع الحلبيون يشيعون موتاهم إلى مثواهم الأخير في حرب تعددت فيها الجبهات وتنوعت فيها الأطراف بين من يدعم الأسد جهراً وسراً وبين من يدعم المعارضة بالسلاح بشكل مباشر أو غير مباشر. حرب وُصفت بـ"الوحشية" من قبل الأمم المتحدة، فيما تتحدث الصور التي تصلنا عنها عن "بشاعة" تكاد لا تجد ما يضاهيها في الشرق الأوسط منذ عقود طويلة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
ومن لم يحالفه الحظ بالهرب إلى خارج البلاد، يكون مصيره إما الموت أو الإصابة أو العيش في هلع يومي. الأكيد أن أكبر ضحايا هذه الحرب هم الأطفال. فقط بعض الصور التي تصلنا من حلب توثق مدى معاناة هؤلاء: ففي آب/ أغسطس الماضي، صدمت صورة الطفل عمران بوجهه الصغير الملطخ بالدماء والغبار وهو يجلس داخل سيارة إسعاف، الملايين حول العالم بعد إنقاذه من غارة استهدفت الأحياء الشرقية في حلب. وما لا نعرفه كان أعظم!
صورة من: picture-alliance/AA/M. Rslan
حتى قوافل المساعدات الإنسانية التي جاد بها المجتمع الدولي للتخفيف بعض الشيء من معاناة المدنيين في حلب لم تسلم من القصف. فقبل أسبوعين تعرضت قافلة مساعدات في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي للقصف ما أسفر عن مقتل "نحو عشرين مدنياً وموظفاً في الهلال الأحمر السوري، بينما كانوا يفرغون مساعدات إنسانية من الشاحنات"، وفق الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.
صورة من: picture alliance/newscom/O. H. Kadour
وفيما يبقى المجتمع الدولي عاجزا حتى على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حلب وإتاحة المجال لتوصيل المساعدات الإنسانية والطبية إلى المدنيين المحاصرين، يبقى أصحاب الخوذات البيضاء "الأبطال" في عيون العديد من الحلبيين. رغم الحديد والنار ورغم الصواريخ والقاذفات، ظلوا في مدينتهم لمد يد المساعدة وإنقاذ الأرواح من تحت الأنقاض.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وبينما يقضي أقرانها في أغلبية دول العالم أوقاتهم في المدرسة أو في اللعب، تجد هذه الطفلة السورية نفسها مجبرة على الوقوف في صف طويل من أجل الحصول على بعض من الطعام الذي توزعه بعض المنظمات الانسانية - طبعا إن سملت هي بدورها من قصف قوات الأسد وقاذفات الطائرات الروسية. بالنسبة للعديد هذه الصورة إنما حالة تبعث للحزن، ولكنها واقع مر لعشرات الآلاف من الأطفال السوريين...
صورة من: picture-alliance/AA/E. Sansar
وفيما يتحمل العديد من الحلبيين الواقع المر بالكثير من الصبر، نفذ صبر واشنطن خلال مفاوضاتها مع روسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا. وروسيا، التي عبرت طبعاً عن أسفها لذلك، تواصل دعمها للأسد. مراقبون يتحدثون عن لعبة بوتين في الشرق الأوسط من أجل حمل أمريكا وحلفائها الغربيين على إسقاط العقوبات المفروضة على بلاده بشأن دورها في أوكرانيا. إذن سوريا ليست إلا ورقة تفاوض للي ذراع أمريكا؟
صورة من: Getty Images/AFP/J. Samad
في الأثناء يواصل مجلس الأمن الدولي نقاشاته ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا لم ينفك يتحدث عن الأزمة السورية ومعاناة الشعب السوري - وخاصة المدنيين في حلب - ويناشد المجتمع الدولي وخاصة المنخرطين في الصراع السوري بعضا من "الشفقة"... والكل يدين ويكرر الدعوات إلى إيجاد حلول سياسية. فهل من آذان صاغية؟
صورة من: Reuters/A.Kelly
إلى حين إيجاد حل للأزمة السورية... إن وجد أصلا، يبقى العديد من المدنيين في حلب يواجهون مصيرهم بأنفسهم تحت القصف المتواصل دون أن تلوح في الأفق بادرة عن نهاية معاناتهم. فهل من أمل في غد أفضل؟
شمس العياري