استفاقت بغداد مجددا على وقع تفجير جديد استهدف هذه المرة سوقا للفواكه والخضار بحي الرشيدية وما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، فيما يستعد البرلمان لمناقشة تداعيات تفجير الكرّادة.
إعلان
لقي 13 عراقيا حتفهم وأصيب نحو 30 آخرين على الأقل جراء انفجار سيارة مفخخة في مجمع لبيع الفواكه والخضار شمالي بغداد اليوم الثلاثاء (12 يوليو/ تموز 2016)، وفق مصادر أمنية وطبية عراقية.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصادر من الشرطة العراقية أن "انفجار سيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق في مجمع لبيع الفواكه والخضر في منطقة الحسينية شمالي بغداد أدى إلى مقتل 13 شخصا وإصابة نحو 20 آخرين".وأضافت أن سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان لنقل الضحايا إلى المستشفيات القريبة، فيما خلف الانفجار أضرارا كبيرة وخسائر مادية. إلا أن مصادر أخرى أشارت إلى ارتفاع حصيلة المصابين إلى أكثر من ثلاثين إصابة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بشكل فوري عن التفجير ولكن تنظيم "الدولة الإسلامية" يقوم عادة بمثل هذه التفجيرات في العاصمة ومناطق أخرى من العراق حيث سيطر على مساحات واسعة من الأراضي منذ عام 2014.
وتشهد بغداد حالة تأهب قصوى تحسبا لوقوع هجمات جديدة بعد تفجير الكرّادة بوسط العاصمة العراقية في الثالث من يوليو/ تموز الذي حصد أرواح ما لا يقل عن 292 شخصا في أحد أدمى التفجيرات التي شهدها البلاد منذ إطاحة قوات تقودها الولايات المتحدة بصدام حسين قبل 13 عاما.
ويأتي هذا التفجير تزامنا مع جلسة للبرلمان العراقي اليوم الثلاثاء وهي جلسة اعتيادية سيتم فيها مناقشة تداعيات الوضع الأمني في بغداد بعد انفجار الكرّادة وإمكانية فتح تحقيق حول الحادث المفجع. من جهة أخرى، شهدت كافة أنحاء بغداد إغلاقا تاما وانتشارا كبيرا لقوات الجيش والشرطة قبيل انطلاق استعراض عسكري كبير وسط بغداد بمشاركة فصائل المتطوعين العراقيين وقوات في الجيش العراقي.
و.ب/ح.ح (د ب أ، رويترز)
العراق: بلير يعتذر عن وقوع "أخطاء" ويدافع عن قرار الحرب
بعد صدور تقرير لجنة التحقيق البريطانية بشأن غزو العراق سنة 2003، اعتذر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، معترفا بحدوث "أخطاء في التخطيط والعملية"، لكنه دافع عن الحرب معتبرا أنها جعلت العالم "أفضل وأكثر أمانا".
صورة من: picture-alliance/dpa
وجه جون شيلكوت رئيس لجنة التحقيق انتقادات قاسية لتوني بلير، معتبرا أن حرب العراق عام 2003 شُنت قبل استنفاد كل الحلول السلمية. وسرعان ما جاء رد بلير الذي بدا عليه التأثر قائلا: "كان القرار الأكثر صعوبة الذي اتخذته، وقمت بذلك بحسن نية"، مضيفا "أنا أتحمل كامل المسؤولية وأعبر عن ألمي وأسفي وأقدم اعتذاراتي".
صورة من: Reuters/S. Rousseau
اتُهم بلير الذي ترأس الحكومة بين عامي 1997 و2007 بتضليل الشعب البريطاني بتأكيده وجود أسلحة للدمار الشامل في العراق، الأمر الذي لم يتم التثبت منه أبدا. وهو ما كشفه تقرير لجنة تشيلكوت، الذي أثار غضبا شعبيا، حيث خرجت مظاهرات حاشدة ردد فيها المتظاهرون شعارات مثل "لقد كذب بلير، آلاف الأشخاص قد قتلوا" و"توني بلير مجرم حرب".
صورة من: Getty Images/P. Macdiarmid
أبرز التقرير كيف أن توني بلير كتب إلى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن في تموز / يوليو 2002 - أي قبل الغزو بتسعة شهور - قائلا "أنا معك مهما حدث".
صورة من: Win McNamee/Getty Images
شارك نحو 45 ألف جندي بريطاني في الحرب بين عامي 2003 و2009، لقي 179 جنديا منهم حتفه. من جهتها أعربت عائلات الجنود البريطانيين القتلى عن غضبها بعد نشر التقرير وتوعدت بملاحقة بلير قضائيا.
صورة من: AP
"السياسة البريطانية حيال العراق بنيت على أسس استخباراتية وتقييمات خاطئة"، من بين العبارات التي وردت في التقرير. فبحلول سبتمبر/أيلول 2004 مثلا، سحب جهاز (إس.آي.إس) تقارير استخباراتية استخدمها زعماء بريطانيون وأمريكيون لتبرير الغزو. وشمل ذلك مزاعم لحكومة توني بلير بأن بوسع صدام نشر أسلحة دمار شامل خلال 45 دقيقة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Dennis
تسبب غزو العراق بمقتل نحو 150 ألف عراقي، وفي إشاعة الفوضى في البلاد. فمنذ ذلك الحين، تعيش بلاد الرافدين حالة انفلات أمني غير مسبوق، مع احتدم النزاع الطائفي كما تدهورت الأوضاع السياسية والاقتصادية.
صورة من: AP
خلقت العراق، حسب بعض المراقبين، المناخ الملائم لنمو الحركات الجهادية ومن بينها تنظيم "داعش". وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "ذي غارديان": "الذين يعيشون في ظل النظام القاتل للدولة الإسلامية أو لنظام بشار الأسد يحق لهم القول أن الاجتياح الذي حدث قبل 13 عاما هو الذي فتح أبواب الجحيم"، بيد أن بلير نفى ذلك.