تسبّب تفجير بعبوتين ناسفتين استهدف حافلة عسكرية في دمشق بمقتل 13 شخصاً على الأقل، وفق ما ذكر الاعلام السوري، في حصيلة دموية هي الأعلى منذ سنوات.
إعلان
ذكر الإعلام السوري الرسمي الأربعاء (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2021)، أن 13 شخصا قتلوا وجرح 3 جراء تفجير حافلة للجيش السوري وسط العاصمة دمشق.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن "تفجير إرهابي بعبوتين ناسفتين أثناء مرور حافلة مبيت عند جسر الرئيس في دمشق"، مشيرة الى أن "الحصيلة الأولية للتفجير الإرهابي 13 شهيداً وثلاثة جرحى".
بينما قالت مصادر مقربة من القوات الحكومية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن "خمسة عناصر من الجيش السوري قتلوا وأصيب أكثر من 15 آخرين بينهم حالات حرجة خلال تفجير عبوتين ناسفتين بحافلة تقلهم عند جسر الرئيس في منطقة البرامكة وسط العاصمة دمشق".
وقالت المصادر :"احترقت الحافلة بالكامل وتعرضت بعض السيارات لأضرار خلال تواجدها بالمكان"، وأن "وحدات الهندسة قامت بتفكيك عبوة ثالثة كانت مزروعة في المكان الذي وقع فيه التفجير بدمشق".
مسائيةDW : مسار جنيف.. هل ما زال الرهان عليه لحل الأزمة السورية؟
21:00
ويعد الهجوم أعنف هجوم تعيشه دمشق في السنوات الثلاث الأخيرة. بينما وخلال سنوات النزاع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات، وقعت انفجارات ضخمة في العاصمة السورية أسفرت عن عشرات القتلى وتبنت معظمها تنظيمات جهادية، بينها تفجير تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" في آذار/مارس 2017 واستهدف القصر العدلي مسفراً عن مقتل أكثر من 30 شخصاً. وسبقه في الشهر ذاته، تفجيران تبنتهما هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) واستهدفا أحد أحياء دمشق القديمة وتسببا بمقتل أكثر من سبعين شخصاً، غالبيتهم من الزوار الشيعة العراقيين.
ومنذ 2019، باتت الانفجارات نادرة، بعدما تمكنت القوات النظامية منذ العام 2018 من استعادة السيطرة على أحياء في العاصمة كانت تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما على الغوطة الشرقية التي شكلت لسنوات أبرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، والتي لطالما استهدفتها بالقذائف.
وإن كانت التفجيرات الضخمة تراجعت إلى حد كبير في دمشق، إلا أن العاصمة السورية لا تزال تشهد بفترات متباعدة تفجيرات محدودة بعبوات ناسفة.
و.ب/ا.ف (د ب أ، رويترز)
مواجهة بين أنقرة ودمشق... ساحتها إدلب
شهدت إدلب خلال الأسابيع الماضية تصعيداً عسكرياً حاداً بين النظام السوري وتركيا، مما يضع المنطقة تحت تساؤلات حول إمكانية تحول هذه المواجهة إلى منحنى أخطر، فما هي آخر التطورات بين الطرفين حتى اللحظة؟
صورة من: picture-alliance/dpa/AA/M. Said
قتلى بين الطرفين
دق كل من النظام السوري وتركيا ناقوس الخطر بعد أن ثار غضب الأخيرة لمقتل 8 أتراك؛ من بينهم خمسة جنود في قصف طال موقعين لها خلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي، لترد أنقرة بقصف مواقع سورية موقعة 13 قتيلاً. وأسفرت الغارات السورية عن ارتفاع عدد القتلى الأتراك، ليبلغ حتى هذه اللحظة 14 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Idilbi
نقاط مراقبة تحت المراقبة!
تخضع ثلاث نقاط مراقبة تركية لحصار من النظام السوري، ويشار إلى أن تركيا تملك اثنتي عشر نقطة مراقبة في إدلب، وذلك بموجب اتفاق روسي تركي يعود لعام 2018. وقد أجج الصراع على النقاط التركية المحاصرة الخلاف بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/AA
إسقاط طائرة هليكوبتر تعود للجيش السوري الحكومي
في الحادي عشر من الشهر الحالي سقطت مروحية عسكرية تابعة للنظام السوري أثناء تحليقها في سماء إدلب، مما أدى إلى مقتل عسكريين سوريين. واتهمت وسائل إعلام تركية الفصائل السورية بهذا. ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن مصدر عسكري إصابة "إحدى طائرات الهليكوبتر العسكرية بصاروخ معاد " فوق منطقة النيرب في ريف إدلب الجنوبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. Alsayed
تقدم على الطريق الدولي
تركز تقدم جيش النظام السوري على ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي المجاور، حيث يمر طريق "إم 5" الدولي، فارضاً سيطرته على عدة بلدات وقرى. ويشكل الطريق أهمية استراتيجية إذ يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية في حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Maher
تعزيز تركي
قامت القوات التركية بتعزيز نقاط المراقبة التابعة لها بعناصر من قوات المهام الخاصة "الكوماندوز"، وذلك وسط تدابير أمنية مشددة. تضمنت التعزيزات عربات عسكرية مختصة بالتشويش الراديوي، وسيارات إسعاف عسكرية مدرعة.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Haj Kadour
النزوح الأكبر
أدى تصاعد العنف بين الطرفين إلى موجة نزوح كبيرة، وصلت إلى 700 ألف سوري حتى اللحظة، وذلك هروباً من 200 ضربة جوية نفذها طيران النظام السوري في منطقة إدلب، كما ذكر المبعوث الأمريكي الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري. فيما وصفتها الأمم المتحدة بـ"أسوأ موجة نزوح منذ بدء الحرب".
صورة من: Getty Images/AFP/A. Watad
وضع مأساوي!
يعاني النازحون من الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، دون مكان مبيت يأويهم، مع تعاظم الوضع المأساوي في المحافظة التي تصل نسبة النازحين فيها إلى 40% من السكان، خاصة بعد سيطرة النظام السوري على الممرات الإنسانية التي كانت تزودهم بمساعدات الطوارئ الدولية؛ بما فيها الغذاء.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Al Sayed
"على الناتو التدخل"
طالبت تركيا من خلال وزير دفاعها خلوصي آكار، بتدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" بهدف وقف هجمات قوات النظام السوري على إدلب. وكان أردوغان أعلن في وقت سابق عن "مواصلة الرد" على أي هجمات سورية، مهدداً بعملية واسعة في المحافظة إن لم تتوقف القوات السورية عن زحفها.
صورة من: DHA
البيت الأبيض: لا تدخل عسكري في إدلب
جاء الموقف الأمريكي تجاه الأزمة في إدلب عن طريق مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، والذي أكد عدم وجود نية للتدخل العسكري في المحافظة، بينما ذكرت مصادر أمريكية أخرى أن واشنطن تفكر في دعم العسكريين الأتراك عبر تقديم معلومات استخباراتية ومعدات عسكرية، مؤكدة وقوفها إلى جانب تركيا.
صورة من: picture-alliance/AP/E. Vucci
موسكو في كفة الميزان الأخرى
اعتبر دبلوماسيون روس أنّ الأحداث في إدلب تؤثر سلباً على العلاقات الروسية التركية، فيما ذكر الكرملين في عدة مناسبات سياسية أنه لا يمكن لموسكو الوقوف مكتوفة الأيدي أمام هجمات المسلحين ضد النظام السوري. إعداد مرام سالم
صورة من: picture-alliance/Zuma/Kremin Pool/E. Biyato