أكدت مصادر طبية وشهود عيان سقوط عدد من القتلى ومئات الجرحى، إصابة بعضهم حرجة، وذلك في هجوم صباح اليوم (السبت 12 مارس/ آذار 2011) عندما اقتحمت القوات اليمنية بعنف تجمعاً لمعتصمين في "ساحة التغيير" يطالبون برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من نحو خمسة أسابيع.

وأكدت شبكة "بي بي سي" الإخبارية، نقلاً عن مراسلها في العاصمة اليمنية صنعاء سقوط ستة قتلى ومئات الجرحى، بعد أن شنت الشرطة هجوماً فجر اليوم على متظاهرين يعتصمون منذ 21 فبراير/ شباط الماضي في ساحة جامعة صنعاء، مستخدمة الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد كبير باختناقات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع وغازات يقول الأطباء إنها غير معروفة وتصيب بالشلل والتشنجات.

وأوردت قناة الجزيرة الإخبارية أن السلطات اليمنية قطعت الكهرباء عن الساحة، بينما ناشد المعتصمون قوات الأمن السماح بدخول سيارات إسعاف إلى مقر الاعتصام، وسط إطلاق نار كثيف. وذكر مراسل الجزيرة أن هناك مطاردات بين رجال أمن بزي مدني ومتظاهرين في شارع الرباط بصنعاء.

وذكرت مصادر محلية لوكالة فرانس برس أن التوتر بين الطرفين ساد بشكل كبير بعد أن قام معتصمون بنصب خيام جديدة خارج ساحة جامعة صنعاء وخارج الحواجز الإسمنتية التي وضعتها السلطات حول مكان الاعتصام المطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس اليمني.

وأكد أطباء من الذين يسعفون الجرحى المعتصمين أنهم يواجهون صعوبة في التعامل مع آثار "غازات سامة" قالوا إن السلطات استخدمتها، مشيرين إلى أنها "تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي إلى غيبوبة". وكان متظاهر يمني توفي متأثراً بجروح أصيب بها في مواجهات يوم الثلاثاء الماضي بين الشرطة والمعتصمين في منطقة ساحة جامعة صنعاء.

ونقلت قناة الجزيرة الفضائية عن مراسليها في اليمن أن عشرات الآلاف خرجوا إلى الشوارع في مدينتي تعز وعدن وأن المواجهات التي أسفرت عن سقوط جرحى اندلعت عقب سماع الهجوم على المحتجين في صنعاء. وقال مراسل الجزيرة في تعز إن المتظاهرين الغاضبين سيطروا على مقار حكومية ، مؤكدا بأن الاشتباكات مازالت مستمرة.

في هذه الأثناء قالت وكالة الأنباء الفرنسية أن الشرطة اليمنية قتلت بالرصاص اليوم السبت تلميذا كان يشارك في تظاهرة مناهضة لنظام صالح في مدينة المكلا جنوب شرق اليمن، حين كانت الشرطة تفرق تظاهرة شارك فيها مئات التلاميذ في الفوة بالمكلا، على ما أفاد مصدر طبي وشهود.

ثناء أمريكي على تسوية صالح

وكان الرئيس اليمني قد اقترح الخميس التخلي عن صلاحيات الرئاسة والاستفتاء على دستور جديد والانتقال إلى نظام برلماني في غضون أقل من سنة، إلا أن المعارضة سارعت إلى رفض المبادرة. كما تعهد صالح أيضاً بحماية المتظاهرين.

من جهته أعلن البيت الأبيض أن جون برينان، مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب، أجرى أمس الجمعة اتصالاً بالرئيس اليمني لتهنئته على اقتراحه التخلي عن السلطة التنفيذية، داعياً المعارضة إلى الموافقة على هذه الخطة.

وكان عشرات الآلاف من المتظاهرين في عدد من المدن اليمنية قد خرجوا بعد صلاة الجمعة أمس للمطالبة بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وأصيب ما لا يقل عن 14 شخصاً بنيران القوات اليمنية عند محاولتها تفريق الحشود المطالبة بسقوط النظام في حي المنصورة بمدينة عدن جنوبي اليمن.

(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)

مراجعة: عبده جميل المخلافي