أدان البابا ليو الرابع عشر استغلال الفقراء ودعا إلى وحدة الكنيسة الكاثوليكية خلال قداس التنصيب في ساحة القديس بطرس أمام عشرات الآلاف وسط هتاف الحشود "يحيا البابا".
تعهد البابا ليو بالعمل من أجل الوحدة حتى تصبح الكنيسة الكاثوليكية علامة للسلام في العالم.
صورة من: Alberto Pizzoli/AFP/Getty Images
إعلان
بدأ البابا ليو الرابع عشر عهده رسميا على رأس الفاتيكان اليوم الأحد (18 مايو/أيار 2025) بالتودد إلى المحافظين، الذين شعروا بالتهميش في عهد سلفه، داعيا إلى الوحدة ومتعهدا بالحفاظ على إرث الكنيسة الكاثوليكية وعدم الاستسلام لإغراء الاستبداد بالقرار.
وقام البابا ليو بأول جولة بالسيارة الباباوية أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس قبل أن تجرى مراسم تنصيبه رسميا ليصبح البابا 167 (السابع والستين بعد المائة) للكنيسة الكاثوليكية الرومانية خلال قداس في الهواء الطلق.
ولوّح مهنئون من بين المحتشدين بأعلام الولايات المتحدة وبيرو، حيث يعتبر سكان البلدين أنه أول بابا من بلديهما.
وولد البابا البالغ من العمر 69 عاما في شيكاغو، وقضى سنوات عديدة مبشرا في بيرو، وهو يحمل أيضا جنسية بيرو.
وهتفت الحشود "يحيا البابا"، و"بابا ليو" وهو اسمه بالإيطالية، بينما كانت سيارته البابوية المميزة ذات السقف المفتوح تجوب ساحة القديس بطرس.
وقاد نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، الذي اعتنق الكاثوليكية واختلف مع البابا فرنسيس بشأن سياسات البيت الأبيض المتشددة المتعلقة بالهجرة، وفدا أمريكيا إلى جانب وزير الخارجية ماركو روبيو، وهو كاثوليكي أيضا.
إعلان
وفي عظته، التي تُليت باللغة الإيطالية بطلاقة، قال ليو إنه بصفته راعيا للكاثوليك الرومان البالغ عددهم 1.4 مليار حول العالم، لن يتراجع أمام تحديات العصر، وإنه سيواصل، على الأقل في القضايا الاجتماعية كمكافحة الفقر وحماية البيئة، إرث البابا فرنسيس.
وأضاف ليو أن الكرادلة الذين انتخبوه اختاروا شخصا "قادرا على الحفاظ على التراث الغني للإيمان المسيحي، وفي الوقت نفسه، على استشراف المستقبل، لمواجهة أسئلة وهموم وتحديات عالم اليوم".
المستشار الألماني فريدريش ميرتس من بين القادة الذين حضروا قداس تنصيب البابا ليو على رأس الكنيسة الكاثوليكية.صورة من: Remo Casilli/REUTERS
لقاء فانس وزيلينسكي بعد صخب البيت الأبيض
وأعلن الفاتيكان أن البابا ليو سيستقبل في وقت لاحق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال البايا في ختام القداس إن "أوكرانيا تنتظر مفاوضات من أجل إحلال سلام عادل ودائم".
وكان زيلينسكي من بين القادة السياسيين والدينيين من أنحاء العالم الذين حضروا القداس حيث شهدت ساحة القديس بطرس في الفاتيكان مصافحة بينه و جيه دي فانس في لقاء هو الأول منذ خلافهما في واشنطن قبل أشهر.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزيلينسكي وفانس قد التقوا أخر مرة في البيت الأبيض في فبراير/شباط الماضي، عندما اختلفوا بشأن مستقبل السلام في أوكرانيا في اجتماع متلفز، تم وصفه بأنه أحد أسوأ حادث دبلوماسي في التاريخ الحديث.
وفي السياق ذاته، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إنه ومعه قادة بريطانيا وفرنسا وبولندا يرغبون في التحدث مع ترامب قبل الاتصال الهاتفي المزمع بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين.
وقال ميرتس إنه ناقش الأمر مع ماركو روبيو في أثناء حضوره قداس تنصيب البابا ليو الرابع عشر، مضيفا "تحدثت مع ماركو روبيو في أمور منها مكالمة الغد. اتفقنا على الحديث مجددا بين قادة الدول الأربع والرئيس الأمريكي استعدادا لاتصاله (مع بوتين)"
تحرير: صلاح شرارة
"بابا الشعب والمهمشين" - مسيرة غير تقليدية للبابا الراحل فرنسيس
البابا فرنسيس يسوعي أرجنتيني، محب للكرة والتانغو، معروف بالعفوية والحيوية، "حالم" و"يغفو أحيانا أثناء الصلاة"، سعى بلا كلل إلى تحقيق هدفه الرئيسي وهو إصلاح الكنيسة الكاثوليكية لجعلها أكثر اهتماما بالفقراء والمهمشين.
صورة من: Domenico Stinellis/AP/ picture alliance
أول بابا من أمريكا اللاتينية
انتخب البابا فرنسيس خليفة للبابا السابق بندكيت السادس عشر، الألماني الذي قدم استقالته من منصبه. وهو أول بابا من الرهبنة اليسوعية ومن أمريكا اللاتينية. وأول بابا للكنيسة الكاثوليكية من خارج أوروبا منذ البابا غريغوري الثالث في القرن الثامن الميلادي. وبعد مسيرة غير تقليدية أعلن الفاتيكان وفاته الاثنين 21 أبريل/ نيسان 2025 عن 88 عاما.
صورة من: Reuters
رئيس أساقفة بوينس آيريس
ولد البابا فرنسيس في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيريس باسم خورخي ماريو بيرغوليو في 17 ديسمبر/ كانون الأول عام 1936. وتخصص في مجال الكيمياء قبل أن يصبح رئيس أساقفة بوينيس آيريس. وكان والده محاسبًا مهاجرًا من إيطاليا، أمّا والدته فقد ولدت في بيونس آيرس في الأرجنتين لكنها من أصول إيطالية أيضًا.
صورة من: L'Osservatore Romano/AP Photo/picture alliance
داعية سلام
طالب أكثر من مرة بإيقاف الحرب في أوكرانيا وغزة والسودان، والتقى لاجئين أوكران في روما، تركوا ديارهم بسبب الحرب التي شنتها روسيا على بلادهم. ودعا البابا المعارض بشدّة لتجارة الأسلحة إلى السلام في أوكرانيا والشرق الأوسط.
صورة من: GUGLIELMO MANGIAPANE/REUTERS
في الموصل القديمة
زار العراق بعد جائحة كورونا، وهو أول بابا يزور العراق. حضر صلاةً من أجل ضحايا الحرب في "ساحة الكنيسة" (حوش البيعة) في البلدة القديمة بمدينة الموصل، بعد تحرير المدينة من تنظيم داعش الإرهابي، الذي قام بسبي وتهجير مئات الآلاف من الأقليات الدينية أبرزها الإيزيديين والمسيحيين.
صورة من: Vatican Media/REUTERS
لقاء مع السيستاني
خلال زيارته العراق توجه البابا فرنسيس لزيارة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، وهو من أكبر المرجعيات الدينية الشيعية بالعراق والعالم في منزله المتواضع في مدينة النجف. كان البابا الأرجنتيني يؤمن بالحوار مع الأديان الأخرى خصوصا الإسلام.
صورة من: Balkis Press/ABACA/picture alliance
زيارة مصر
خلال زيارته مصر في الثامن والعشرين من نيسان/ أبريل 2017 التقى أيضا بشيخ الأزهر، الشيخ أحمد الطيب. وقد برز البابا فرنسيس بدفاعه إلى أقصى حدّ عن كنيسة "منفتحة على الجميع"، لدرجة أن معارضيه المحافظين ذهبوا إلى حدّ اتهامه بـ"الهرطقة" لانفتاحه على الأشخاص الذين تزوّجوا مجددا بعد طلاقهم والسماح لهم بتناول القربان المقدس.
صورة من: Reuters/M. Abd El-Ghany
مع اللاجئين في ليسبوس
زار اللاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية. شجب البابا استمرار كل أشكال العنف، من الاتجار بالبشر إلى كوارث الهجرة، مرورا بالاستغلال الاقتصادي. ودافع عن اللاجئين وحقوقهم. واصطحب 12 لاجئا إلى إيطاليا على طائرته وطلب من مؤسسات كنسية العمل على وقف تهريب البشر وأنماط الاسترقاق الحديثة.
صورة من: Andreas Solaro/AFP/Getty Images
الهجوم عليه
هاجم الكاثوليك المحسوبون على اليمين المتطرف البابا الأرجنتيني بسبب دعواته إلى استقبال المهاجرين، إذ رأوا في ذلك خطرا على هوية أوروبا المسيحية. لكن البابا، القادم من شوارع بيونس آيريس لم يتوقف عن الدفاع عن حقوق المهاجرين. ووجّه بانتظام توبيخات قوية للزعماء الأوروبيين، الذين يعارضون وصول المهاجرين وانتقد القادة الشعبويين.
صورة من: Reuters/A. Bianchi
في زلزال إيطاليا
البابا فرنسيس يُصلّي أمام الأنقاض في بلدة أماتريتشي، إيطاليا، في الرابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2016، عند وصوله للقاء الأشخاص الذين نجوا من الزلزال الذي ضرب بلدة أماتريتشي.
صورة من: picture-alliance/dpa/L´Osservatore Romano
فيزيائي ورجل دين
البابا فرنسيس يستقبل ستيفن هوكينغ عالم الفيزياء النظرية الراحل، خلال اجتماع مع الأكاديمية البابوية للعلوم في الفاتيكان، في الثامن والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.
صورة من: REUTERS
يزور السجناء
زار مرات عدة السجون في إيطاليا وفي دول أخرى. الصورة خلال زيارته إلى مركز كُوران فرومهولد للإصلاح والتأهيل في السابع والعشرين من شهر سبتمبر/ أيلول عام 2015 في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا. عرف البابا فرنسيس بأسلوبه القريب من الناس، ما أكسبه شعبية كبيرة.
صورة من: Getty Images/D. Maialetti
عاشق كرة القدم
كان البابا فرنسيس، هاويا للموسيقى وكرة القدم، وكان لا يستسيغ العطلات، وجدول أعماله يحفل غالبا بنحو عشرة مواعيد في اليوم. كان مشجعا للكرة. وحينما كان في بوينس آيريس كان يشاهد المباريات مع عامة الناس في المقاهي. في الصورة خلال استقباله المنتخب الألماني لكرة القدم في القصر الرسولي في الفاتيكان 14/11/ 2016.
صورة من: picture-alliance/Catholic Press Photo/IPA
السلام في الأراضي المقدسة
قضية السلام في الأراضي المقدسة كانت مما يشغل باله كثيرا. في الصورة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. دعا الى وقف الحرب في قطاع غزة، وأظهر تعاطفا مع الضحايا المدنيين. وفي ظهوره الأخير في عيد الفصح، ندّد في كلمة تلاها أحد مساعديه بـ"وضع مأساوي مخجل" في قطاع غزة، محذّرا في الوقت ذاته من "تنامي جو معاداة السامية الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami/ANSA
بابا متواضع
في روما، نظر البعض إلى الأسلوب غير المألوف لفرنسيس على أنه ثورة أو تمرد، معتبرين أنه أعطى الموقع طابعا أقلّ رسمية. فقد فضّل السكن في شقة صغيرة في دار الضيافة في الفاتيكان على القصر الرسولي، وكان يدعو بانتظام مشردين وسجناء إلى طاولته. كان البابا فرنسيس يعبّر عن مشاعره لمن يلتقيهم ... وحتى أثناء جائحة كوفيد أو أثناء جلوسه على كرسيه المتحرك، لم يرفض المصافحة قط.
صورة من: Reuters/S. Rellandini
ترامب والبابا
في 11 فبراير/ شباط 2025، كرّر إدانته عمليات الطرد الجماعي للمهاجرين التي يعتمدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما أثار غضب البيت الأبيض. في الصورة ترامب وزوجته وابنته خلال زيارة إلى الفاتيكان في عام 2017. فرنسيس كان من أشدّ منتقدي الليبرالية الجديدة وقد ركّز رسالته على الدعوة الى العدالة الاجتماعية والبيئة والدفاع عن المهاجرين الهاربين من الحروب والفقر. تحرير: صلاح شرارة