قراء DW: موقف مخزٍ للمؤسسة الدينية حيال جرائم داعش
٨ مارس ٢٠١٥تعليقا على استطلاع أجراه مراسل DWعربية حول ما تعرض له السريان الآشوريين في شمال شرق سوريا على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروف إعلاميا بداعش)، أرسل القارئ جعفر كرم من العراق برسالة إلى بريد التحرير ركز فيها بداية على الأرقام التي وردت في التقرير: "من المهم جدا الوقوف عند هذا التقرير وإعادة قراة النص أكثر من مرة. ومن خلال ذلك نجد أن على الأقل 35 عائلة من قرية واحدة تم خطفها، ومن ضمن المخطوفين: 53 رجلاً مسناً، و38 امرأة، و30 طفلاً. دون ذكر باقي الأعداد. ودون المرور على استراتيجية داعش في تنفيذ ما يراه في مصلحته، سواء كان خطف رجل مسن أو طفل أو امرأة حامل أو غيرها من الهمجية الوحشية التي يمارسها. فهذا أصبح من الأمور المعتادة". وتساءل جعفر: "لكن السؤال الأهم: لماذا أصبح هذا الأمر طبيعيا ومعتادا يمر على مسامعنا كأنه شيء عادي؟".
الإجابة من وجهة نظر جعفر كرم "تكمن هنا في موقف رجالات الدين في العالم العربي. هذا الموقف الجبان والمرائي والمنافق، حيث لم يتقدم شخص واحد منهم على الأقل بتقديم الاستنكار والتنديد، ويدعم هذا الاستنكار والتنديد بالأحاديث النبوية ويؤيدها بالآيات القرآنية الشريفة. ويطالب العالم بمد يد العون لهولاء الأبرياء. إذن إن موقف المؤسسة الدينية في العالم العربي موقف مخزٍ و مجرد من مبادئ الاسلام. إنهم بهذا الصمت العفن يساعدون داعش في تحقيق غايته وهي نشر الرعب باسم الإسلام. إن منظومة الإعلام العربي ذات إمكانيات مادية وبشرية هائلة ولكن في ما يخص مواقف كهذه لا نجد لها صوتا. وإن هذا السلوك تجاه هذه البربرية بحق الأبرياء سوف يكلف المؤسسة الاسلامية ثمنا باهضا".
مخاوف السنة في تكريت
وفي مقال نشره موقعنا خلال الأسبوع الماضي حول العملية العسكرية التي يشنها الجيش العراقي مع ميليشات موالية له لاستعادة السيطرة على تكريت ومدن أخرى استولى عليها تنظيم "الدولة الإسلامية " المتطرف في محافظة صلاح الدين، عالج المقال مخاوف السنة من خطر وقوع مجازر ترتكبها ميليشات شيعية، بعد رفع شعار "حرب بلا أسرى".
وحول محاربة الإرهاب، بعث إلينا القارئ الذي أسمى نفسه السامرائي برسالة إلكترونية، نقتبس منها: "الغرب يقاتل داعش مع الحكومة العراقية المجرمة وهو يقول إنه يكافح الإرهاب. وهذه الكلمة يستعملها الجميع من أجل تطبيق أهدافه. لو كان الغرب يحارب الإرهاب فعلا، لكان من الأولى محاربة المليشيات الشيعية التي تقتل الكبير والصغير وحتى الطفل الرضيع. أ ليس هذا إرهاب؟ والآن سرقة السيارات الحديثة في مدينة سامراء من قبل الحشد الشعبي في وضح النهار وأمام أعين الناس ولا يستطيع أحد أن يتكلم. أ ليس هذا إرهاب؟". ورأى القارئ بأن أفضل طريقة لمحاربة الإرهاب تتمثل في رفع الظلم: "إن الظلم يعمل ردة فعل ويجعل المظلوم ينتقم من كل من ظلمه. الأولى أن يعمل الغرب على مساعدة المظلومين. وبهذه الطريقة سوف يترك كثير من الشباب القتال مع الجماعات المسلحة".
المتابع لصفحة موقعنا على فيسبوك، عامر الارناؤوطي، يخالف السامرائي في الرأي، ويوضح أن: "وزير الدفاع سني وقادة الجيش سنة، كما انضمت عشائر سنية للحشد الشعبي من أجل القتال". ويرى عامر أن "السنة اليوم يقتلون في كل الوطن العربي وعلى يد حكام سنة وجيوش سنية. يقتلونهم تحت عنوان مكافحة الإرهاب أو حماية الأمن القومي. وهذا وأوضح مثال على ذلك حالة ليبيا. فلا أعلم لماذا هذه الحساسية لو طبقت الحكومة العراقية نفس قرارت ليبيا ومصر وتونس والإمارات والأردن والسعودية واليمن بقتال الإرهابيين؟؟".
شكوك حول الحرب على "داعش"
وفي موضوع خبري ذي صلة بالحرب على الإرهاب، نشره موقع DW تحت عنوان: "مسؤول أمريكي: محاربة داعش ليست من أولويات تركيا"، كتب لنا راغب الحايك من سوريا رسالة إلكترونية طويلة، نورد أهم ما جاء فيها: "لو أرادوا إبادة داعش لأبادوها. فالإحداثيات العسكرية كما رأيناها في الأفلام الوثائقية للحرب العالمية الثانية تحدد مكان العدو بدقة متناهية. والآن نحن في العام 2015، ويستطيعون الحصول على الإحداثيات بدقة إلى درجة معرفة رقم لوحة السيارة، فهل من المعقول أن داعش تتجول بمئات السيارات بخط واحد والتواجد بأماكن عديدة والأقمار الصناعية لم ترها؟ أم رأوها وغضوا الطرف لسبب متفق عليه من وراء الكواليس. لم يعد الإنسان ساذجا، بل الساذج من يخطط وينفذ وباعتقاده أن الناس قد صدقته".
ثم يشكك راغب بجدية ضرب التحالف لمقاتلي داعش: "لو افترضنا أن داعش تُضرب، لماذا لم نرى إلى الآن أي قتيل منهم؟ لماذا لم يتم ملاحقة الأمر ومعرفة هوية المقتول عبر حامضه النووي ومن هو ومن أين ومن عائلته؟ لماذا لا يتم هذا؟ هل يخجلون من أن نقول (إن التحالف) يضرب المدنيين؟ وفي ليبيا أين القتلى اللذين ضربتهم مصر؟".
ويرى راغب الحايك بأن الأمر برمته يتلخص في أن "داعش لها مهمة، ولن تقف إلا عندما يقال لها قفي؟ وداعش لا تُضرب إنما من يُضرب هم الأسرى والمدنيون ومن تريدهم داعش أن يموتوا من عناصرها وهي ليست بحاجتهم، وإنما أُتي بهم بعد تغرير ليكونوا كومبارس لعمليات القتل".
ثم يتوجه راغب بتحذير: "انتبهوا أيها الشباب من يريد أن يذهب إلى داعش قد يكون كومبارس فقط ليقتل على أيدي من صنع داعش. كونوا واعين. 60% من مجندي داعش يموتون لأن داعش تعطي أمكنة وإحداثيات تواجدهم لصانعها ليضربهم وأهمهم المجندين اللذين أتوا من أمريكا وأوروبا. فهم يقومون بتصفية هؤلاء على الأراضي العربية. والعرب غير المرغوب بهم في البلاد العربية فليس كلهم مقاتلين. داعش تحتفظ بالمقاتلين والمفكرين والمخططين الأقوياء، ولكن الضعفاء يؤهلونهم ليقتلوا على أيدي الصانع. انتبهوا أيها الشباب فليس هذا ديننا ولسنا نحن هكذا".
"أحكام القضاء في البحرين سياسية"
بعد أن أصدرت محكمة بحرينية حكما بالإعدام على شيعة مدانين بقتل رجال شرطة، كتب إلينا أحمد الموسوي من البحرين يقول: "البحرينيون معاقبون على كل حال. هذه الأحكام سياسية بامتياز؛ حيث أن من يجر الشباب المعارضين الى العنف هي الحكومة، سواء عن عمد أو من خلال العنف الذي تستخدمه ضدهم في الشارع والسجون. النظام في البحرين يمنع التظاهرات ويلاحق النشطاء ويعتقل قادة المعارضة الذين بالمناسبة بينهم سني ليبرالي هو ابراهيم شريف".
ويبرهن أحمد الموسوي على كلامه هذا بأن "الأحكام القاسية في البحرين، التي يصدرها القضاء غير المستقل، لم تصدر تجاه هؤلاء المتهمين في قضية قتل فقط. فهناك مئات الشباب المعارضين تحكم عليهم محاكم النظام بالسجن لثلاث ولخمس سنوات ولعشر سنوات بتهم التجمهر غير المرخص، أو بتهم إهانة الملك، أو بتهم حرق إطارات السيارات!! والجدير بالذكر أن بين هؤلاء من يُحكم بسبب آرائه في تويتر".
صعوبات أمام طالبي اللجوء في ألمانيا
تعليقا على مقال نشرناه حول المحطة الأولى لطالبي اللجوء في ألمانيا، أرسل إلينا القارئ الذي أسمى نفسه "الشاهين"، متحدثا من تجربة شخصية عاشها، وعلق بالقول: أقترح "تغيير اسم مكتب الهجرة واللجوء إلى مكتب السياحة والرعاية الاجتماعية. لأن المضطهدين والمهددة حياتهم بخطر الموت يتم مساواتهم بالقادمين السياح من دول شرق أوربا أو إفريقيا. وإن طول الإجراءات وتعقيدها يكلف ميزانية الحكومة المالية الكثير. والله لولا الحروب والتهديد لما خرجنا من بلادنا. علما أنني ضابط عراقي لاجئ في المانيا منذ ستة أشهر ومن عاصمة خلافة داعش ومهدد بالذبح ولم أمنح حق اللجوء في ألمانيا بعد".
تنويه: هذه حلقة خاصة من تعليقات قراء ومتابعي DW عربية التي ننشرها تباعاً حتى يتسنى للآخرين الاطلاع على وجهات نظرهم. يرجى ملاحظة أن المحرر يحتفظ بحق اختصار وتنقيح نصوص الرسائل، كما أن الآراء الواردة فيها تعبر عن رأي أصحابها وليس عن رأي DW عربية.