وصل إلى ألمانيا خلال العام الجاري حوالي نصف مليون لاجئ، أكثر من مائة ألف منهم في شهر آب/ أغسطس الماضي، حسب نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابرييل، واصفا تقاسم عبء 160 ألف لاجئ في أوروبا بـ"نقطة في بحر".
إعلان
أعلن سيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية أمام البرلمان اليوم الخميس (العاشر من أيلول/ سبتمبر 2015) أن 450 ألف لاجئ وصلوا إلى ألمانيا منذ بداية العام، بينهم 37 ألفا في الأيام الثمانية الأولى من شهر أيلول/ سبتمبر.
وقال غابرييل "حتى يوم أمس سجلت ألمانيا 450 ألف لاجئ بينهم 105 آلاف في آب/ أغسطس و37 ألفا في الأيام الثمانية الأولى من أيلول/ سبتمبر"، موضحا أن "أكثر من مائة ألف آخرين سيسجلون في أيلول/ سبتمبر". وأضاف "في آب/ أغسطس كان عددهم 105 ألفا". وتابع "هذا يثبت بصراحة أن تقاسم عبء 160 ألف لاجئ في أوروبا ليس سوى خطوة أولى"، مشيرا "يمكننا القول أيضا إنه نقطة في بحر".
وتتوقع ألمانيا استقبال 800 ألف طالب لجوء في العام الجاري، ما يعادل ضعف الرقم المسجل السنة السابقة بأربع مرات، وهو رقم قياسي في أوروبا. واقترحت المفوضية الأوروبية الأربعاء خطة لتقاسم 160 ألف شخص لكن برلين تطالب بنظام حصص لتوزيع اللاجئين عبر دول الاتحاد الأوروبي التي تواجه أسوأ أزمة هجرة منذ عقود.
ألمانيا قادرة على مواجهة أزمة اللاجئين
وفي ذات السياق، أكد نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد الألماني أنه يمكن لبلاده تمويل التصدي لأزمة اللجوء بدون تقليص الخدمات للمواطنين أو زيادة الضرائب. وخلال مناقشة الميزانية بالبرلمان الألماني "بوندستاغ"، قال غابرييل إنه يمكن لألمانيا تحقيق ذلك، لأنها التزمت بنهج في السياسة الاقتصادية وسياسة التمويل ولم تتلق أي ديون جديدة. وتابع قائلا: "إن ذلك يؤتى ثماره حاليا"، وأكد أن الاقتصاد الألماني لا يزال في مسار نمو قوي. وأضاف أن توقعات النمو التي وضعتها الحكومة للعامين الجاري والقادم بمقدار 1,8 بالمائة لكل عام تعد واقعية.
وبالنظر إلى زيادة أعداد اللاجئين في ألمانيا، ناشد غابرييل الأوساط الاقتصادية ببدء مبادرة تدريب للاجئين بالتعاون مع النقابات والأوساط السياسية، مشددا أنه إذا تمّ إلحاق اللاجئين بالعمل على نحو سريع، يمكن حينئذ حل أحد أكثر المشاكل التي تواجه ألمانيا وهي نقص العمالة المتخصصة.
ع.خ/ و.ب (أ ف ب، د.ب.أ)
اللاجئون أكبر تحد تواجهه ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية
ندد الرئيس الألماني غاوك والمستشارة ميركل بشدة بأعمال العنف الأخيرة ضد اللاجئين. وتوقعت أوساط حكومية أن يصل عدد اللاجئين 800 ألف شخص هذا العام، وهو الأكبر في تاريخ ألمانيا الحديث. رغم ذلك تحاول ألمانيا مواجهة هذا التحدي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Ujvari
أكدت المستشارة أنغيلا ميركل أنه لن يكون هناك تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين في ألمانيا، وذلك عقب زيارتها لمركز إيواء اللاجئين في مدينة هايدناو بولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا، والذي شهد لعمال شغب قبل أيام من اليمين المتطرف.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
قوبلت زيارة المستشارة ميركل بصيحات استهجان ومظاهرة ضدها وضد اللاجئين في هايدناو. ورفعت إحدى المتظاهرات لوحة كتبت عليها "خائنة الشعب" موجهة اتهامها للمستشارة ميركل، فيما أصيب العديد من رجال الشرطة في المواجهات وأعمال الشغب في المدينة من قبل اليمين المتطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
وزار الرئيس الألماني يواخيم غاوك مركزا آخر لإيواء اللاجئين في برلين. وامتدح غاوك المتطوعين من أجل خدمة اللاجئين قائلا: المتطوعون يريدون إظهار أن هناك ألمانيا براقة تتجلى بسطوع في مواجهة ألمانيا المظلمة، التي نشعر بها عندما نسمع عن هجمات على نزل للاجئين أو حملات معادية للأجانب".
صورة من: Reuters/S. Loos
مئات اللاجئين الجدد في انتظار تقديم طلبات اللجوء في أحد مراكز استقبال اللاجئين الجدد في ألمانيا. وتواجه ألمانيا حاليا أكبر موجة لاجئين في تاريخها الحديث، وتوقعت أوساط رسمية ألمانية أن يصل عدد اللاجئين هذا العام إلى 800 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
العدد الكبير المتزايد للاجئين بدأ يشكل تحديا كبيرا أمام الألمان. وبدأت بعض المدن الألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء مؤقتة للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
اليمين المتطرف استغل مخاوف بعض الناس من تزايد عدد اللاجئين وبدأ ينظم نفسه في مظاهرات واحتجاجات ضد اللاجئين. فيما ازدادت في الأشهر الأخيرة الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين وحرقها في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ZB/N. Bachmann
حذرت منظمات غير حكومية ألمانية من تنامي عنف اليمين المتطرف وتزايد أعمال العنف والكراهية ضد اللاجئين في العامين الأخيرين، وأشارت الأرقام الرسمية إلى تزايد كبير في هذه الأعمال. فيما دعا وزير العدل الألماني هايكو ماس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لوقف نشر مشاركات مستخدميه ذات المحتويات اليمينية المتطرفة والمليئة بالكراهية والعداء.
أغلب السياسيين الألمان نددوا بأعمال العنف ضد اللاجئين. فيما وصف نائب المستشارة ميركل، زيغمار غابريل، المعتدين بـ"الأوغاد". ومنذ ذلك الحين يتعرض المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتزعمه غابريل، لاعتداءات عنصرية.
صورة من: DW/R. Fuchs
تضامن الآلاف من الألمان مع اللاجئين في محنتهم، وتظاهر العديد منهم مرحبين باللاجئين ومنددين بالمظاهرات المضادة التي وصفوها "بالعنصرية". بالإضافة إلى ذلك يعمل آلاف الألمان كمتطوعين دون مقابل مالي في خدمة اللاجئين وفي مختلف المدن.
صورة من: imago/C. Ditsch
نجحت مبادرات ألمانية في كسب الكثير من الشباب اللاجئين إلى سوق التدريب المهني والعمل. فيما يطالب قانون الدراسة الألماني جميع الأطفال تحت سن 16 بالدراسة في المدارس الألمانية إلزاميا ومجانا.
صورة من: DW/C. Röder
لكن أغلب اللاجئين الراغبين في القدوم إلى ألمانيا لا يعرفون تفاصيل أزمة اللجوء في ألمانيا، وأكثر ما يهمهم هو النجاة بحياتهم وعبور البحار والدول وصولا إلى مكان آمن يستقبلهم، كما هو حال هؤلاء اللاجئين بالقرب من جزيرة كوس اليونانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Palacios
لاجئون يدخلون حدود الاتحاد الأوروبي عابرين من صربيا إلى المجر. رغم كل الصعوبات والمشاكل تبقى ألمانيا من أفضل البلدان في الاتحاد الأوروبي في التعامل مع العدد الكبير من اللاجئين. وقد سهلت السلطات الألمانية إجراءات قبول اللاجئين السوريين والعراقيين، فيما تحاول حكومات بعض الدول الأوروبية، كالمجر، وضع الجيش في مواجهة اللاجئين.