قرار إعدام الخنازير يثير غضب كثير من المصريين وانتقادات منظمة الصحة
٣٠ أبريل ٢٠٠٩أعلنت السّلطات المصرية اليوم (30 أبريل / نيسان) أنّ قرار إعدام كل قطعان الخنازير، الذي اتّخذته أمس الأربعاء (29 أبريل / نيسان) هو إجراء احترازي لمواجهة أنفلونزا الخنازير. وكان وزير الصحة المصري حاتم الجبلي قد أعلن أمس الأربعاء (29 أبريل/نيسان)، عقب اجتماع وزاري مع الرئيس المصري حسني مبارك، أنّه تقرّر ذبح كل قطعان الخنازير الموجودة في مصر، وذلك في إطار إجراءات اتخذتها البلاد لتجنب ظهور مرض انفلونزا الخنازير في البلاد. وشدّد الوزير المصري على أنّ هذا القرار، الذي يعدّ الأوّل من نوعه في العالم، يأتي في إطار حملة وقائية خوفا من ظهور المرض وانتشاره في البلاد. وأكّد الجبلي على أن "الموقف خطير جدا وحسّاس ويتم التعامل معه بمنتهى الجدية"، مشيرا إلى أنّ بلاده كانت من أكثر الدول تأثرا بأنفلونزا الطيور، التي كانت أودت بحياة 26 شخصا.
تضرر اقتصادي للآلاف المصريين
من جهتها، انتقدت منظمة الصحة العالمية اليوم القرار المصري. وقالت في بيان إن المعلومات العلمية المتوافرة حاليا لديها توضح أنّ هذا النوع من الفيروس ينتقل عن طريق الإنسان وليس هناك دليل على إصابة خنازير أو على انتقال العدوى عن طريق هذا الحيوان. وأضافت المنظمة أن إعدام الخنازير لن يساعد في الحماية من المخاطر على صحة البشر أو الحيوانات.
على صعيد آخر، أثار القرار الحكومي بإعدام قطعان الخنازير غضب مربي وتجار لحوم الخنازير في البلاد، مشيرين إلى أن هذا القرار يهدّد مصدر رزق الآلاف من العائلات المصرية. ففي محافظة القليوبية بشمال القاهرة أقام مربّوا الخنازير، الذين ينتمي غالبيتهم إلى الطائفة القبطية المسيحية، حواجز على الطرق لمنع رجال الشرطة والأطباء البيطريين، الذين قدموا بموجب المرسوم الحكومي لمكافحة انفلونزا الخنازير، من الدخول إلى مزارع تربية الخنازير. كما أجبروهم على العودة أدراجهم من خلال رميهم بالحجارة. وفي سياق متصل أعرب عادل إسحاق، وهو مربي خنازير في حيّ منشية ناصر شمال شرق القاهرة، لوكالة فرنس بريس عن سخطه على القرار الحكومي، مشدّدا بالقول إن "خنازيرنا في صحّة جّيدة وليست مريضة وهي كل رأسمالنا". وأضاف الرجل، وهو أب لعشرة أطفال، "كيف سنعوض رأسمالنا هذا إذا ذبحت الخنازير".
قلق من تداعيات القرار الحكومي
كما تضرّر من هذا القرار أيضا جامعوا القمامة في مصر، الذين يعتمدون على الخنازير في تدوير الفضلات العضوية، ذلك أن 40 بالمائة من هذه المخلّفات يتم تقديمها علفا للخنازير. بيد أن الدكتور حامد سماحة، نائب وزير الزراعة ورئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، يؤكّد أن مصدر الخطر يكمن في توطّن مرض أنفلونزا الطيور في مصر وأن هناك مخاوف من أن تساعد الخنازير على تحوره لينتقل من الإنسان للإنسان.
على الرغم من أن الحكومة وافقت على ذبح الخنازير في مجازر خاصة تحت إشراف طبيب بيطري وبيع لحومها، إلاّ أن مربّي وتجار لحوم الخنزير يرون أن الذبح سيتسبب في خسائر كبيرة لهم أيضا. وعلّلوا ذلك بأن كميات اللحوم المعروضة للبيع ستكون أكبر من الطلب، معربين عن تخوّفهم من انخفاض أسعارها وكذلك من عزوف الناس عنها. ففي سياق متّصل أعربت هالة مرقس، وهي مالكة مصنع وسلسلة محلات لبيع لحوم الخنزير، عن قلقها بشأن قرار الذبح متسائلة "أين سنبيع كل هذه الكميات في ظل حالة الرعب التي بثها الإعلام لدى الناس وجعلتهم يحجمون عن شراء لحوم الخنزير في مصر".
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
تحرير: عبده المخلافي