"قسد" تعلق عملياتها مع التحالف الدولي بسبب الهجوم التركي
٢ ديسمبر ٢٠٢٢
أوقفت قوات سوريا الديمقراطية جميع عمليات مكافحة الإرهاب المشتركة بعد أن كثفت تركيا قصفها وضرباتها الجوية في شمال سوريا في الأسابيع الماضية، فيما طالبت أنقرة واشنطن بتفهم موقفها إزاء عملية عسكرية جديدة قد تطلقها بسوريا.
كثفت تركيا قصفها وضرباتها الجوية على شمال سوريا في الأسابيع الماضيةصورة من: North Press Agency/REUTERS
إعلان
قال متحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية ( قسد)" اليوم الجمعة (الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2022) إنها أوقفت جميع عمليات مكافحة الإرهاب المشتركة بعد القصف التركي لمنطقة سيطرتها.
وقال آرام حنا لرويترز إن "كل عمليات التنسيق والعمليات المشتركة لمكافحة الارهاب مع التحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة وكذلك "جميع العمليات الخاصة المشتركة التي كنا ننفذها بانتظام" قد توقفت.
و" قوات سوريا الديمقراطية " هي جماعة مدعومة من الولايات المتحدة ساعدت في هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.
وكثفت تركيا قصفها وضرباتها الجوية على شمال سوريا في الأسابيع الماضية، وتستعد لعملية برية مستهدفة مقاتلين أكراداً سوريين تصفهم بأنهم إرهابيون، لكنهم يشكلون الجزء الأكبر من "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة.
ولطالما حذرت "قوات سوريا الديمقراطية" من أن التصدي لأي توغل تركي جديد ستحول الموارد بعيداً عن حماية سجن يضم مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" أو استهداف خلايا نائمة للتنظيم لا تزال تشن هجمات كر وفر في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) البريغادير جنرال باتريك رايدر للصحفيين في وقت سابق إن العمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لم تتوقف.
وقال مظلوم عبدي قائد "قوات سوريا الديمقراطية" في وقت سابق هذا الأسبوع لرويترز إنه يطالب برسالة "أقوى" من واشنطن بعد رؤية تعزيزات تركية غير مسبوقة على الحدود. وأضاف: "ما زلنا قلقين. نحتاج إلى تصريحات أكثر قوة ووضوحا لوقف تركيا... لقد أعلنت تركيا عن نيتها وهي تستطلع الآن الأمور. تتوقف بداية وقوع غزو على كيفية تحليلها لمواقف الدول الأخرى".
تركيا تطالب بتفهم دوافعها إزاء عمليتها في سوريا
من ناحية أخرى، طالب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الولايات المتحدة الخميس بإبداء التفهم إزاء عملية عسكرية جديدة قد تطلقها بلاده في سوريا، بعدما عبّرت واشنطن عن "معارضتها القوية" لمثل هذه الخطوة.
وتهدد تركيا منذ شهور بتنفيذ توغل جديد في شمال سوريا، وكثفت الاستعدادات خلال الشهر الماضي بعد هجوم دامٍ بقنبلة في إسطنبول حمّلت مسلحين أكراد المسؤولية عنه.
وقال أكار لصحفيين "طلبَت الولايات المتحدة منا إعادة التقييم. وأوضحنا لهم مواقفنا وشواغلنا وطلبنا منهم الوفاء بتعهداتهم. وأكدنا أنه ينبغي عليهم فهمنا".
وأضاف أن تركيا طلبت أيضا من الدول الحليفة التي لها وجود عسكري في سوريا عدم السماح للميليشيات المحلية برفع أعلامها واستخدام زيها العسكري. وقال "نذكّرهم بضرورة إبعاد الإرهابيين عنهم، ويتعين عليهم في النهاية قطع علاقاتهم مع المنظمات الإرهابية".
قلق أمريكي
جاء ذلك في الوقت الذي أعربت فيه الولايات المتحدة عن قلقها إزاء هجوم تركي بري جديد محتمل في شمال سوريا خشية أن يهدد ذلك سلامة الأمريكيين الذين يعملون مع شركاء أكراد لمحاربة ميليشيا تنظيم الدولة الإرهابية (داعش).
وأعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، متحدثا إلى نظيره التركي خلوصي أكار، عن معارضته الشديدة لعملية تركية جديدة، حسبما أفاد بيان صادر عن البنتاغون.
وقال أوستن إن الغارات الجوية الأخيرة هددت بالفعل بشكل مباشر سلامة الأفراد الأمريكيين. وقال أكار في المحادثة، وفقا لرواية أنقرة، إن العملية كانت تستهدف "إرهابيين".
وتقود وحدات حماية الشعب الكردية قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة. وتعتبر تركيا وحدات الحماية هي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وتصنفهما منظمتين إرهابيتين.
على مر التاريخ تشبث الأكراد بحلم إنشاء دولة مستقلة لهم، غير أن السياسة على أرض الواقع كان لها رأي آخر. في ما يلي ملف صور عن أبرز الأحداث التاريخية المفصلية للقضية الكردية في الشرق الأوسط.
صورة من: Metin Yoksu/AP Photo/picture alliance
معاهدة سيفر
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، جاءت معاهدة سيفر عام 1920 لتمنح الأكراد الأمل في إنشاء دولة مستقلة لهم. غير أن رفض حكومة أتاتورك الاعتراف بالمعاهدة جاء بمعاهدة جديدة، وهي معاهدة لوزان، التي غيرت موازين القوى لصالح تركيا وأجهضت حلم تأسيس الدولة الكردية المستقلة.
صورة من: Imago/United Archives International
جمهورية مهاباد
في الثاني والعشري من يناير/ كانون الثاني من عام 1946، ولدت جمهورية مهاباد الكردية بدعم من الاتحاد السوفييتي. واتخذت الجمهورية الكردية من مدينة ماهاباد في أقصى شمال غرب إيران عاصمة لها. وكان قاضي محمد ومصطفى البارازاني مؤسسي الجمهورية. لكن بسبب تراجع الدعم السوفييتي بسبب ضغوط إيران، سقطت الجمهورية بعد شهور من تأسيسها.
صورة من: Imago/S. Simon
ثورة الشيخ سعيد بيران
في عام 1923 أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة. وبعد أقل من عامين على تأسيسها، واجهت الدولة الفتية أول انتفاضة كبرى قام بها الأكراد في جنوب شرق تركيا بقيادة الشيخ سعيد بيران. الانتفاضة كانت ضد سياسة القمع التي تتبعها حكومة أتاتورك ضد الأقلية الكردية. لكن سرعان ما تم قمع التمرد، وأُعدم الشيخ بيران.
صورة من: Gemeinfrei
الأزمة مع العراق
في عام 1974 تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك ودعا الأكراد إلى ثورة جديدة ضد الحكومة العراقية.
صورة من: picture-alliance/dpa
اتفاقية الجزائر 1975
وقعت هذه الاتفاقية بين الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وشاه إيران آنذاك محمد رضا بهلوي، وأشرف عليها الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، وكان الهدف منها هو وقف النزاعات بين الدولتين حول الحدود. لكن بعد إلغاء صدام حسين للاتفاقية، انهارت الانتفاضة الكردية بسبب انقطاع دعم إيران لها.
صورة من: Gemeinfrei
تأسيس حزب العمال الكردستاني
كان تأسس حزب العمال الكردستاني محطة بارزة أيضا. وبعد سنوات من العمل، تأسس الحزب بتاريخ 27 نوفمبر 1978، بشكل سري. وكان من بين المؤسسين عبد الله أوجلان، والذي اختير رئيسا للحزب. بدأ الحزب صغيرا قبل أن يبلغ ذروة نشاطه في تسعينات القرن العشرين. وقد دعا للكفاح المسلح ضد الدولة التركية.
صورة من: AFP
الصراع المسلح ضد تركيا
في عام 1984 شن حزب العمال الكردستاني أولى هجماته المسلحة على الجيش التركي. ومعها اندلعت حقبة الصراع المسلح التي بلغت ذروتها في التسعينات، وأدت لعشرات الآلاف من الضحايا على الجانبين. وجرى تصنيف حزب العمال كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول كثيرة أخرى. و
صورة من: AP
مجزرة حلبجة
في عام 1988، تعرضت مدينة حلبجة الكردية لغارات بالسلاح الكيماوي في إطار ما عُرف بحملة "الأنفال"، التي قام بها النظام السابق برئاسة صدام حسين ضد الأكراد. يذكر أن الهجوم الكيماوي على حلبجة أسفر عن مقتل ما بين 3500 إلى 5000 شخص، وفقاً لمصادر مختلفة، فيما قدر عدد المصابين بحوالي عشرة آلاف شخص.
صورة من: Safin Hamed/AFP/Getty Images
انتفاضة 1991 في العراق
بدأت قوات من الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت. لكن سرعان ما أخمدها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بالقوة، ما تسبب في نزوح أكثر من مليون كردي إلى دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
القبض على أوجلان
استقر أوجلان لسنوات في سوريا، واضطر فيعام 1998 للخروج منها بعد تهديدات تركية باجتياح الأراضي السورية. وفي 1999، تمكنت تركيا بالتعاون مع أجهزة استخبارات دولية، من اعتقال أوجلان في عاصمة كينيا ونقلته إلى تركيا، حيث خضع للمحاكمة وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد.
صورة من: Reuters
أزمة الاستفتاء
في سبتمبر/ أيلول عام 2017 أعلن رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، عن إجراء استفتاء شعبي لاستقلال الإقليم عن العراق. لكن ذلك قوبل برفض شديد من الحكومة في بغداد. كما رفضت الأمم المتحدة الإشراف على عملية الاستفتاء.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/Y. Keles
سقوط عفرين
بعد حملة عسكرية استمرت ثمانية أسابيع لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة عفرين بشمال سوريا، سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في الثامن عشر من مارس/ آذار 2018 على مدينة عفرين، التي شكلت أحد "الأقاليم" الثلاثة التي أنشأ الأكراد فيها الإدارة الذاتية. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: Reuters/K. Ashawi
فبراير 2025: دعوة أوجلان لحل الحزب وإلقاء السلاح
بعد سنوات من المفاوضات مع أوجلان في سجنه ومع مقربين منه، توصلت الدولة التركية إلى تفاهم معه، وخرج أوجلان في 27 فبراير 2025 بخطاب تلاه سياسيون أكراد زاروه في سجنه، ودعا فيه أوجلان إلى حل حزب العمال وإلقاء السلاح، والانخراط في مسار المصالحة.