في خطوة غير معتادة، أطلقت قسيستان مثليتان قناة لهما على الموقع الشهير "يوتيوب". ويأمل هذا الثنائي في التعريف بشكل كبير بحياتهما والوصول إلى جمهور أكبر في ألمانيا.
إعلان
امرأتان في ثوب أسود تقفان في الكنيسة. تقول إحداهما وتضع يدها على كتف الآخرى "نحن زوجان من المثليات هنا في القرية". هذه هي الطريقة التي يبدأ بها أول فيديو على موقع "يوتيوب"، لكل من إيلين (35 عاماً) وشتفي رادك (34 عاماً).
وفي الأصل، يشير المصطلح الإنجليزي "queer" (غير معتاد أو غريب) إلى شيء ينحرف عن القاعدة. وفي وقت لاحق تم استخدامه بشكل رئيسي بطريقة تحقيرية لأولئك الأشخاص، الذين يحيدون عن التيار الرئيسي في حياتهم الجنسية.
واليوم، يستخدم المثليون جنسياً وثنائيئ الجنسي والمتحولين جنسياً المصطلح نفسه "queer" لوصف أكبر عدد ممكن من أشكال الحياة الجنسية البشرية. "بالنسبة لي، يعني هذا التصرف عكس القاعدة وإحباط التوقعات"، توضح إيلين. وينطبق هذا الأمر على إيلين وشتفي اللتان تقدمان عبر قناتهما على "يوتيوب" صورة تخالف النمط الرائج.
إيلين ذات الشعر الأحمر والأظافر الطويلة تحب وضع المكياج. أما شتفي صاحبة الشعر القصير، فإنها تحب ارتداء أحذية رياضية في أوقات فراغها. ويعيش الثنائي منذ 2017 في قرية صغيرة يسكنها حوالي 2000 نسمة وقد تسببتا منذ البداية في إثارة الشك في محيطهما، حيث تعتبر شتفي قسيسة محلية في كنسية القرية.
وتقول إيلين، التي تعمل في كنيسة تبعد بحوالي 40 كيلومتراً تقريباً عن مدينة هانوفر إن "(queer) والكنيسة ليست مشكلة على الإطلاق". أما شريكتها شتفي، فإنها تضيف: "الأمر ليس سهلاً، فهناك بالتـأكيد أصوات منتقدة". ويحب الثنائي (إيلين وشتفي) أن تتعارضا مع بعضهما البعض، لكن من دون أن تغضب إحداهما من الآخرى.
وتنحدر إيلين من ولاية شمال الراين ويستفاليا، حيث ترعرت في منزل كاثوليكي. و"بسبب قضية نسائية" تحولت إيلين إلى الكنيسية الإنجيلية وهي في الـ 18 عاماً. في حين، تنحدر شتفي من العاصمة الألمانية برلين، إذ كانت لديها رغبة مبكرة في أن تصبح قسيسة في قرية ما.
برلين تحتضن مسيرة الفخر للمثليين
01:08
وتعارف الثنائي أثناء فترة الدراسة في برلين، ثم انتقلا بعدها سوياً إلى ولاية براندنبورغ. وفي الفيديوهات التي تنشر على قناتهما في "يوتيوب" لا تكاد توجد مواضيع محرمة. وتأخذ شتفي وإيلين الأشخاص، الذين يتابعونهم على "يوتيوب" في جولة على غرار: تناول الإفطار يوم الأحد وتلخيص الوقت الذي قضيانها في الكنيسة ومراسم الصلاة وغيرها من الأمور.
وتوكد إيلين أن إنشاء قناة "آندرس آمين" هو نتاج "فكرة مجنونة". وتقول في هذا الصدد: "أغلب محتويات الكنيسية الموجودة على موقع يوتيوب تأتي من دوائر محافظة". وأضافت: "نريد أن نظهر مدى تنوع الكنيسية الإنجيلية وتعددها، كما أنها توفر منزلاً لأشخاص مثلنا".
وحصدت بعض مقاطع الفيديو عدة آلاف من المشاهدات، حيث شجعت العديد من التعليقات هذا النوع غير العادي من الفيديوهات. وكتب أحد المعلقين قائلاً "أفضل ما تقدمه الكنيسة على الإنترنت. أنتما رائعتان".
من جهة آخرى، هناك أيضاً أصوات منتقدة لما يقدمه الثنائي على قناتهما في "يوتيوب"، حيث وصفهما أحد المعلقين بأنهما تسيئان إلى دورر القسيسات. أما القسيسات شتفي وإيلين، فإنهما تأخذان الأمر بهدوء "لاندع ذلك يزعزع ثقتنا".
ر.م/ع.ج.م ( ك. ن. أ)
أمثلة على المثلية الجنسية في الطبيعة...
عملية الاقتران بالجنس نفسه ليست طبيعية فحسب في عالم الحيوان، بل هي عملية شائعة الحدوث أيضاً، إذ تشير الدراسات أن مايقارب الـ1500 نوع من الحيوانات تجامع شريكاً من نفس الجنس. في جولتنا هذه سنعرفكم على بعض منها.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
يزداد النشاط الجنسي المثلي بين ذكور الزرافات مقارنة مع النشاط بين الإناث والذكور، إذ بيّنت الدراسات أن من خلال متابعة أكثر من 90 في المائة من السلوك الجنسي لدى الزرافات، أن لديها ميلاً إلى الجنس نفسه. وتعرف الذكور كيفية ملاطفة الطرف الآخر الذي يبدأ عادة بعناق الرقاب الذي يمكن أن يدوم لأكثر من ساعة.
صورة من: imago/Nature Picture Library
تظهر إناث وذكور الدلافين ميولاً مثلية إلى الجنس نفسه، ويترافق ذلك مع استخدام خطومها القارورية الشكل. وعادة ما تكون الميول الجنسية لدى ذكور الدلافين موجهة إلى الجنسين، غير أنها تمر بفترات تصبح فيها حصرية للجنس ذاته.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
الميول المثلية شائعة بين الأسود أيضاً، إذ يقوم ذكران أو أربعة ذكور بتشكيل تحالف يجمع بينهم، ويتم تعزيز هذا التحالف بإقامة علاقات مثلية فيما بينهم. لكن العديد من الباحثين يشيرون إلى أن طبيعة هذه العلاقة أقرب ما تكون إلى العلاقة القوية بين ذكرين بعيداً عن المثلية.
صورة من: ARTIS/R. van Weeren
النشاط الجنسي المثلي بين ذكور ثيران البيسون هو أكثر شيوعاً من العلاقة بين ذكور وإناث ثيران البيسون، لأن إناث البيسون تتزاوج مرة واحدة في السنة، وإذا لم تُشْبِع ذكور البيسون رغبتها خلال موسم التزاوج، فإنها تلجأ إلى إقامة علاقة مثلية مع ذكور آخرين.
صورة من: imago/Nature Picture Library
تنخرط ذكور وإناث قرود المكاك في علاقات مثلية مع بعضها البعض، ولكن بينما تستمرالعلاقة المثلية بين القرود يوماً واحداً فقط، نلاحظ أن العلاقة المثلية بين إناث قرود المكاك تشكل رابطاً قوياً يجمع الإناث ويساعدها على البقاء معاً والدفاع عن بعضها البعض ضد الأعداء.
صورة من: picture alliance/robertharding
تُعرف أعشاش طيور القطرس في جزيرة هاواي بأنها تضم تجمعاً كبيراً من الطيور مثلية الجنس، إذ ما يقارب 30 في المائة من كل الأعشاش في جزيرة هاواي تشغلة أنثيان من طائر القطرس تبقيان معاً طوال حياتهما، وتتحملان معاً عبء رعاية الفراخ التي نتجت من علاقة بطيورٍ ذكور هي بالأصل على علاقات بإناث طيور أخرى.
صورة من: imago/Mint Images
تعتبر حياة قرود البابون الأشبه بحياة الإنسان، ويُعرف عن هذه القرود سعيها للمتعة الجنسية، إذ تقيم ذكور وإناث قرود البابون علاقة مثلية مع نفس الجنس، وأكثر من ثلثي العلاقات المثلية تمارسها إناث قرود البابون، كما تنشط العلاقة المثلية بين هذين الذكرين من قرود البابون.
صورة من: picture-alliance/F. Lanting
مثل العديد من الطيور، يكتفي طائر البجع بزوجة واحدة ويظل الزوجان معاً طوال حياتهما، غير أن ذكرالبجع يقوم باختيار شريك من نفس جنسه، ويعتبر نحو 20 في المائة من أزواج طيور البجع من المثليين جنسياً، وهم ينشئون عائلات مع بعضهم البعض، وأحياناً تقوم الأنثى بإقامة علاقة مع أنثى أخرى وتنتهي العلاقة بوضع تلك الأنثى الأخرى لبيضها فتطردها من العش وتحتض بيضها في عملية تُعرف بتبني البيض.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/P. Frischknecht
يصل ذكر حيوان الفظ المائي إلى سن البلوغ في الرابعة من عمره، ولحين وصوله إلى سن البلوغ يعيش حصراً حياة المثليين، غير أنه فور وصول معظم الذكور إلى سن البلوغ يبدأ بإقامة علاقة مع الإناث خلال موسم التكاثر، بينما يتابع الذكور إقامة علاقة مثلية مع بقية الذكور طوال بقية العام.
صورة من: imago/Nature in Stock
.تشير الدراسات إلى أن ما يُقارب 8 في المائة من ذكور الأغنام تفضل إقامة علاقة مثلية مع ذكورأغنام أخرى حتى ولو كانت إناث الأغنام في فترة الخصوبة. وبينت الدراسة أن بُنية الأدمغة لدى الأغنام المثلية الجنس تختلف عن بُنية أدمغة نظرائها التي تفضل الجنس الآخر. كما أن تفرز كميات أقل من الهرمونات الجنسية.
غ.د/ ي.أ