قصة أغرب من الخيال.. صياد ينجو بأعجوبة بعد أن "ابتلعه" حوت!
١٢ يونيو ٢٠٢١
في قصة تشبه تفاصيلها أفلام المغامرات والخيال العلمي، زعم صياد أمريكي أنه نجا بأعجوبة بعد قيام حوت بابتلاعه حيا بالقرب من مدينة بوسطن الأمريكية. فكيف وصل الرجل إلى فم الحوت؟ ومن الشاهد على صدق القصة العجيبة؟
إعلان
في قصة قد تبدو للبعض من نسج الخيال، قال صياد أمريكي إنه في ولاية ماساتشوستس الأمريكية أنه نجا من موت محتم بعدما "ابتلعه" حوت أحدب لفترة وجيزة قبل أن يقذفه حياً في المحيط.
وعقب وصول القصة لصحيفة "كايب كود تايمز" المحلية، قرر الصياد المتحدر من مدينة بروفينستاون الواقعة على مسافة مئتي كيلومتر شرق بوسطن "توضيح ما حدث"، على حد قوله.
وأشار الصياد إلى أن جسده مليء بالكدمات، إلا أن قبضة الحوت لم تتسبب في كسر أي من عظامه، كما شكر باكارد فرق الإغاثة بمدينة بروفينستاون "لعنايتهم ومساعدتهم" لدى إدخاله المستشفى لفترة وجيزة.
وردا على سؤال لقناة "سي بي إس إن بوسطن" المحلية الأمريكية، أوضح باكارد أنه كان يغطس على عمق حوالى 13 مترا عندما "شعر فجأة بضربة قوية وتحول كل شيء للون الأسود".
وظن الصياد في بادئ الأمر أنه تعرض لهجوم من سمكة قرش، لكنه ظل قادرا على التنفس بفضل جهاز الغطس الذي كان بحوزته ولم يكن يشعر بأي ألم ناجم عن عضة قرش، "وعندها أدرك ما يحصل". ووصف باكارد تلك اللحظة قائلا: "قلت حينها يا إلهي، أنا في شدق حوت يحاول ابتلاعي!".
وأضاف باكارد: "كنت أفكر في أنني سأموت. فكرت في أطفالي وزوجتي وفي أن الخروج من هنا مستحيل". ولكن فجأة عاد الحوت إلى السطح وبدأ تحريك رأسه وقذف الصياد في الهواء ليهبط في المياه ويخرج سالما، على حد وصفه.
وتعتبر مدينة بروفينستاون، التي شهدت الواقعة العجيبة، واحدة من المناطق التي تقتات بها الحيتان في هذا الموسم، وفقا لمديرة دراسات الحيتان الحدباء في مركز الدراسات الساحلية بالمدينة جوك روبنز.
وأكدت روبنز على "معرفتها الشخصية" بالأشخاص المعنيين حيث أن الشاهد على الحادث ابن أحد الباحثين والخبراء في الحيتان، لتقول روبنز: "لدي كل الأسباب التي تدفعني إلى تصديق ما يقولون".
ورغم أنها لم تشهد شيئا ولا يمكنها التيقن مما حصل، كما لم تسمع قبلا بمثل هذه الواقعة، ترى روبنز أنه "ربما كان (الصياد) في المكان الخطأ واللحظة الخطأ".
وأوضحت الخبيرة أن هذه الحيتان عندما تكون جائعة، "تغوص في عمق المياه بشدق مفتوح وتبتلع الأسماك والمياه بسرعة كبيرة ثم تلفظ الماء عبر البالين (عظمة الحوت) الذي يعمل بطريقة تشبه الفلتر (المرشح)". وأضافت روبنز أن شدق الحوت عريض جدا، إلا أن الحلق لدى تلك الكائنات المائية ضيق "ولا يمكنها ابتلاع أي شيء ضخم كإنسان مثلا".
كما أشارت روبنز إلى أن الحوت، والذي وصفه الشهود بأنه يافع، ربما "لم يرصد وجود دخيل في جوفه"، ومن الممكن أن يكون "فوجئ" إثر ابتلاع الرجل وبالتالي فتح شدقه لاحقا لإخراجه.
يشكل نفوق 12 حوتا على سواحل بحر الشمال لغزا يحاول الخبراء فكه من خلال تشريح جثث الحيتان. الجوع والتدريبات العسكرية في البحار، على قائمة الأسباب المحتملة.
صورة من: picture-alliance/dpa/I.Wagner
يحاول الخبراء حل لغز العثور على 12 من حيتان العنبر النافقة على ثلاث من الجزر الواقعة قبالة مدينة بريميرهافن الألمانية. ويجري فحص جثث الحيتان التي يزيد طولها على عشرة أمتار، من أجل التعرف على سبب نفوقها بعد أن جنحت باتجاه الشاطئ.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Wagner
جرى نقل الحيتان من الجزر لتسهيل عمليات تشريحها. ووصفت آلموت كوتفيتس، وكيلة وزارة البيئة بولاية سكسونيا السفلى، عملية نقل الحيتان من الجزر بـ "الصعبة ولكن المدهشة في الوقت نفسه". وترجع صعوبة نقل الحيتان لوزنها الضخم، إذ أن وزن أنثى حوت العنبر يصل لحوالي 15 طنا أما وزن الذكر فيصل إلى 60 طنا.
صورة من: picture-alliance/dpa/I.Wagner
جرى أولا فصل جلد الحيتان عن جسدها قبل إزالتها باستخدام أجهزة الرفع، وهي عملية وصفها أحد المتابعين لـ DW بالقاسية وقال: "ثمة شعور بالألم عند رؤية عملية تقطيع وتشريح هذا الحيوان الجميل".
صورة من: picture-alliance/dpa/I.Wagner
من المقرر نقل الهيكل العظمي لأحد الحيتان لجامعة غيسين، ويعمل الخبراء على معالجة العظام بطريقة تسمح بعرضها للزوار.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
أظهرت النتائج الأولية لتشريح الحيتان، أنها كانت تعاني من نقص حاد في التغذية. وتقول آلموت كوتفيتس إن معدة وأمعاء الحيتان كانت خاوية تماما. وهي تحتاج لالتهام كميات هائلة من الطعام وهو أمر غير متوافر في بحر الشمال، لذا يرجح الخبراء أن الجوع هو على الأرجح سبب نفوق الحيتان.
صورة من: Reuters
لكن التشريح أظهر أن بعض الحيتان النافقة لم تكن تعاني من الجوع، إذ أن معدتها كانت ممتلئة. لذا يبحث الخبراء عن أخرى أسباب لنفوق هذه الحيتان.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. van Elten
حيتان العنبر بشكل عام يصعب عليها العيش في بحر الشمال الذي يبلغ عمقه 100 متر فقط. فهي تغطس عادة إلى عمق آلاف الأمتار وبالتالي فليس لديها فرصة كبيرة في العيش في بحر الشمال، كما يوضح خبراء الطب البيطري.
صورة من: picture-alliance/Wildlife
تعتبر هذه الواقعة أخف بكثير مما وقع في الهند الأسبوع الماضي، حيث جنح أكثر من 80 حوتا إلى سواحل ولاية تامل نادو. ونفقت معظم هذه الحيتان بعد جنوحها باتجاه الساحل. ويقول العلماء إن عدد الحيتان التي تجنح باتجاه الشواطئ يقدر سنويا بالآلاف.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
تتسم بعض أنواع الحيتان بالانتماء الشديد لمجموعاتها، وهو ما يزيد من فرص نفوق أعداد كبيرة منها. ففي حال جنوح أحد حيتان هذه المجموعات باتجاه الشاطئ فإن باقي المجموعة تتبعه غالبا كنوع من الولاء، وبالتالي تواجه نفس المصير.
صورة من: Getty Images/J. J. Mitchell
يحذر العلماء من أن الضوضاء التي تحدثها السفن والتدريبات العسكرية والأنشطة البشرية الأخرى، التي تضر بالكائنات الحية البحرية. وتتميز الحيتان بشكل خاص بسمع مرهف للغاية لذا فإن الضوضاء تربكها بشدة وهو ما يزيد من احتمالية جنوحها ثم نفوقها، كما يقول علماء الأحياء المائية.
صورة من: AFP/Getty Images/J. Kriswanto
تؤدي العواصف الشمسية إلى اضطراب في المجال المغناطيسي للأرض والذي تعتمد عليه الحيتان في تحديد الاتجاهات. وبالتالي فهذه العواصف تؤدي لخلل في آلية حركة الحيتان وتسهيل جنوحها. ووفقا للخبراء فقد وقعت ثلاث من هذه العواصف بنهاية ديسمبر/كانون الأول 2015 وهو ربما يكون أحد أسباب جنوح الحيتان باتجاه بحر الشمال ثم نفوقها لاحقا.