فندت الشرطة الألمانية خبر وفاة لاجئ سوري مريض جراء انتظاره دون الحصول على علاج، بعدما تبين أن القصة مختلقة. يأتي ذلك بعد أن اعترف متطوع بأنه اختلق القصة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وأنه لا أساس لها من الصحة.
إعلان
أعلنت الشرطة الألمانية مساء الأربعاء (27 يناير/كانون الثاني 2016) أن الخبر الذي نشر في بادئ الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن تتداوله وسائل الإعلام الألمانية لينتشر كالنار في الهشيم حول وفاة لاجئ سوري لطول انتظاره أمام مكتب للصحة والشؤون الاجتماعية في برلين دون حصوله على العلاج، إنما هو خال من الحقيقة. وأكدت أن المتطوع الذي نشر الخبر قد اعترف في التحقيق معه بأن كل ما كتبه إنما هو نسج من الخيال ولا علاقة له بالواقع، وبالتالي فإن الخبر كاذب بالكامل.
من جهته، طالب وزير داخلية ولاية برلين، فرانك هينكل، بمحاسبة المتطوع الذي اختلق قصة وفاة لاجئ بعد انتظاره أياما للحصول على الخدمات الصحية والاجتماعية المتاحة للاجئين. وقال هينكل اليوم الخميس (28 يناير/ كانون الثاني) في برلين إن هذه الفعلة "من أكثر الأعمال القذرة والدنيئة التي عشتها في حياتي". وأوضح هينكل أن السلطات المعنية في برلين قضت ساعات للبحث عن لاجئ يفترض أنه توفي جراء تقصير إدارة الشؤون الصحية والاجتماعية في برلين.
انقسام كبير في ألمانيا بعد أحداث كولونيا
أعمال التحرش الجنسي التي قام بها أجانب يشتبه أن غالبيتهم من اللاجئين تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا دفعت البعض إلى المطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت البعض يطالب بتفادي تجريم فئة معينة داخل المجتمع.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
الكثير من اللاجئين يعول على المستشارة الألمانية في إيواء أكبر عدد ممكن ممن فروا من أعمال الحرب وظروف العيش القاهرة للاستقرار في ألمانيا. لكن أعمال التحرش الجنسي التي قام بها مؤخرا لاجئون في كولونيا جلبت للمستشارة ميركل سيلا من الانتقادات وحملت سياستها مسؤولية ما حدث.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست زيهوفر وجد في اعتداءات الأجانب في كولونيا على نساء ألمانيات ليلة رأس السنة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، غير أن زعيم حزب الخضر تشيم أوزدمير اعتبر أن القوانين السائدة كافية لمعاقبة من يخل بالقانون. في المقابل طالب حزب الخضر بدعم الشرطة والعدالة بالموظفين والتجهيزات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
يوليا كلوكنير زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية رينانيا بلاتينا اعتبرت أن نسبة لا يستهان بها من الرجال المنحدرين من دول عربية لا تحترم المرأة. وتطالب كلوكنير باعتماد وثيقة تفاهم مع كل لاجئ تضبط الحقوق والواجبات لخدمة الاندماج.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
الرئيس يواخيم غاوك الذي سبق له أن زار مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن حث المواطنين على ضبط النفس وحذر من الترويج لصورة عدائية للإسلام.
صورة من: DW/K.Kroll
أعمال التحرش التي مارسها لاجئون في كولونيا قوت جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
أيمن مازييك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا حذر من وضع المسلمين تحت شبهة عامة، وقال بأنه لا يمكن ربط أعمال كولونيا بالدين أو الوطن الأصلي، معتبرا أن الجناة كانوا شبانا يتحركون تحت تأثير الكحوليات.
صورة من: picture-alliance/dpa
تجاوز عدد الشكاوى التي تلقتها الشرطة في كولونيا 500 شكاية غالبيتها من نساء تعرضن للتحرش الجنسي. وخرجت بعض النسوة للاحتجاج ضد ما حصل لشجب كل أشكال التحرش والعنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لاله أكغون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهي من أصول تركية اعتبرت أن المتحرشين ضد النساء أمام محطة القطار الرئيسية بكولونيا يعانون من الكبت في بلدانهم الأصلية، وفي ألمانيا بلاد الحرية أطلقوا العنان لهواجسهم الشخصية. وتقول أكغون إن هؤلاء الرجال يحملون صورة عدائية ضد المرأة.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
9 صورة1 | 9
وكان متطوع في خدمة اللاجئين قد زعم أمس الأربعاء أن شابا سوريا في الرابعة والعشرين من عمره قد توفي ليلة الثلاثاء/الأربعاء بعد أن وقف عدة أيام انتظارا للحصول على الخدمة المتاحة له من إدارة الشؤون الصحية والاجتماعية في برلين. وكتب المتطوع على صفحته على فيس بوك يقول إنه أخذ هذا الشاب معه للبيت بعد أن رأى أنه أصيب بحمى شديدة ثم توفي الشاب وهو في طريقه للمستشفى بعد أن توقف قلبه عن الخفقان. ثم قام المتطوع بإزالة هذا المنشور من على حسابه في فيس بوك واختفى لمدة يوم قبل أن يعاود الظهور مساء أمس ويعترف أثناء تحقيق الشرطة معه بأنه اختلق القصة. ولم تذكر الشرطة دافع الشاب وراء هذا العمل.