قصة "المتشرد" التي دغدغت قلوب وجيوب الملايين.. نصب واحتيال
١٧ نوفمبر ٢٠١٨
بعدما تناولت وسائل إعلام أمريكية ودولية قصة "متشرد" ساعد امرأة بمنحها آخر فلس في جيبه، كشفت وسائل إعلام أمريكية عن أن القصة ملفقة ومن نسج الخيال من أجل كسب المال، الذي وصل مبلغا كبيرا بعد حملة تبرع واسعة لصالح المتشرد.
إعلان
قبل سنة تردد قصة قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية في الكثير من وسائل الإعلام العالمية وذلك بسبب معانيها الإنسانية العميقة، فقد ادعت امرأة أمريكية أن "متشرداً" منحها 20 دولارا كان أخر ما يملكه في جيبه من أجل أن تشتري وقوداً لسيارتها، التي توقفت على نحو مفاجئ في قارعة الطريق.
وكنوع من رد الجميل أطلقت المرأة بمعية صديقها حملة تبرعات لـ"لمتشرد"، حيث تمكنت من جمع مبلغ كبير بلغ حوالي 400 ألف دولار للمتشرد، الذي كسب قلوب الناس في أرجاء متفرقة حول العالم، بسبب موقفه "النبيل" الذي نال عليه الثناء والشكر.
لكن القضاء الأمريكي فجر أمس الخميس (15 نوفمبر/تشرين الثاني 2018) مفاجأة من العيار الثقيل بشأن هذه القصة، فقد ذكر موقع صحيفة "يو إس إيه توداي" أن النيابة العامة وجهت اتهامات للمرأة وصديقها فضلاً عن "المتشرد" بالتآمر والسرقة عن طريق الخداع، وأضاف أن الثلاثة نسجوا القصة من وحي الخيال من أجل كسب المال فقط.
ونقل موقع صحيفة "ذا غارديان" عن المدعي العام في برلنغتون سكوت كوفينا قوله إن حملة التبرع، التي تم إطلاقها من أجل التبرعات كانت "مبنية على كذبة"، وأضاف: "كانت خيالية وغير قانونية وهناك عواقب"، وأردف أن الأموال التي تم التبرع بها يجب إعادتها إلى الأشخاص الذين ساهموا في حملة التبرع.
في المقابل، أشار موقع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن السلطات اعتقلت "المتشرد"، فيما تم إخلاء سبيل المرأة وصديقها الأربعاء ( 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018). وأضاف أن محاكمة الأشخاص الثلاثة ستبدأ قريباً بتهمة التآمر والسرقة عن طريق الخداع، وتابع أنهم يُواجهون عقوبة سجنية لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات في حال إدانتهم.
ر.م/ع.ج.م
المنازل الخشبية كبديل عن التشرد والعيش في الشوارع
باتت المنازل الخشبية الصغيرة تشكل في الكثير من المدن الألمانية ملاذا للأشخاص الذين يفتقدون لسكن. فهذه المنازل الصغيرة، التي يبينها متطوعون توفر للمتشردين، وخاصة النساء منهم، فرصة للعيش في غرف خاصة بعيدا عن حياة التشرد.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
وأخيرا أصبحت آنا تتوفر على مأوى، بعد أن كانت تقضي ليلها ونهارها في العراء. بالرغم من أن غرفة آنا لا تتعدى سبعة متر مربع إلا أنها تتسع للأغراض الأساسية مثل السرير وخزانة الملابس وطاولة. الفضل في ذلك يرجع إلى مشروع مشترك بين كاريتاس (منظمة إغاثة كاتوليكية) و جامعة هامبورغ التطبيقية. تسع نساء يستفدن حاليا من هذا المشروع الذي يوفر لهن مأوى خاص في حاويات سكنية، بعد أن كن ينمن في الشوارع.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
تقع الحاويات السكنية التي أنشأتها منظمة كاريتاس في وسط جامعة هامبورغ للعلوم التطبيقية. وكانت الحاجة ماسة لإنشاء مثل هذه المآوي السكنية الخاصة بالنساء بالنظر للصعوبات التي تعاني منها السيدات بدون مأوى، حيث يكن باستمرار عرضة للعنف والاستغلال الجنسي. وتوجد في هامبورغ وحدها أكثر 2000 سيدة بدون مأوى.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
فطور مشترك في الصباح: تتولى أخصائية اجتماعية بالتعاون مع طلبة من شعبة العمل الاجتماعي، رعاية السيدات اللواتي يعشن في هذا المأوى الخاص طيلة أيام الأسبوع، كما يرافق الطلبة ساكنات المأوى إلى الدوائر الحكومية ، والهدف من ذلك هو مساعدتهن لحصول على سكن دائم. بيد أن غلاء أسعار الإيجار تجعل من ذلك هدفا صعب المنال.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
Sie bietet Härtefällen eine Heimat
حسب أندريا هينوبيك، التي تترأس قسم "الحد الأدنى من المعيشة" في منظمة كاريتاس، فإن النساء يعشن في هذا المأوى المؤقت حوالي ثلاث سنوات، وتقول هينوبيك، التي تعمل أيضا محاضرة في جامعة هامبورغ "نستقبل في المأوى نساء ليست لديهن أي إمكانية للسكن في مكان آخر أو اللواتي تم طردهن من سكنهن لسبب أو لأخر". وكثيرا ما تؤدي الإصابة بالأمراض أو كثرة الديون إلى فقدان السكن والتشرد.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
روزن المتحول جنسيا إلى امرأة والبالغ من العمر 34 عاما قدم قبل أعوام من بلغاريا إلى ألمانيا من أجل العمل. لكنه أصيب بمرض، ليجد نفسه في الشارع بدون مأوى. ويواجه المتحولون جسنيا صعوبات في إيجاد سكن لهم مع النساء، كما أنهم لا يشعرون بالراحة عند سكنهم في مآوي خاصة بالرجال. وعن ذلك يقول روزن "هنا يطرح السؤال ماهو معيار تصنيفي كإمرأة حتى أتمكن من السكن في المآوي الخاصة بالنساء؟".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
هنا أشعر بالآمان، تقول سارة المتحولة أيضا جسنيا لامرأة، سارة البالغة من العمر 39 عاما والمنحدرة من سلوفاكيا عانت كثيرا في حياتها. فعندما كانت طفلة بترت ساقها بسبب حادثة سير، وفي سن الخامسة عشرة دخللت عالم الدعارة. عاشت سارة أعواما كثيرة في الشارع، والآن بفضل مشروع كاريتاس وجامعة هامبورغ أصبحت لديها غرفتها الخاصة.
صورة من: picture alliance/dpa/G. Wendt
جولانا السلوفاكية تعيش أيضا في الحاويات السكنية. وشأنها شأن باقي السيدات هناك لا تتلقى أي مساعدات اجتماعية من الدولة. فمشروع الحاويات السكنية هذا مخصص للنساء اللواتي يصعب عليهن الحصول على المساعدات العادية، بسبب إصابتهن بأمراض عقلية أو بسبب الإدمان أو الدعارة أو بسبب عدم صدور قرار نهائي بشأن إقامتهن في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
فكرة إنشاء مآوي صغيرة للمتشردين موجودة أيضا في مدن ألمانية أخرى مثل كولونيا. ففي أحد الأيام تفرج المصور سفين لوديك على تقرير تلفزيوني من الولايات المتحدة الأمريكية حول بناء منازل خشبية للأشخاص بدون مأوى. فبادر مباشرة بعدها لشراء معدات وشرع في بناء مآوي صغيرة للمتشردين في مدينة كولونيا. وعن ذلك يقول لوديك "الهدف هو إعادة الناس إلى الحياة الطبيعية".
صورة من: DW/K. Brady
يستخدم لوديك فناء منزله كورشة لإنشاء المآوي الصغيرة. وتبلغ تكلفة بيت خشبي واحد 600 يورو إضافة إلى تكاليف النقل. ويحق للأشخاص الذين سيسكنون في هذا المزل مستقبلا أن يشاركوا في تجهيزه، كاختيار لون الصباغة ونوع السقف وشكل النوافذ. ولتسهيل عمله في هذا المشروع قام لوديك بتأسيس جمعية ويعتمد في تمويل المشروع على التبرعات.
صورة من: DW/S. Lüdecke
قضى بيتر 17 عاما في الشوارع بدون مأوى، والآن انتقل مع كلبه للعيش في منزل خشبي صغير. ويقول لوديك الذي يرجع له الفضل في حصول بيتر على مأوى "لقد بكى من شدة الفرح". توجد في مدينة كولونيا 25 وحدة سكنية على شكل بيوت خشبية صغيرة وتوجد وحدات سكنية مشابهة أيضا في نورنبيرغ وبرلين. للإشارة فإن سلطات المدينة لا تتحمس كثيرا لمثل هذه المآوي المؤقتة وتفضل تحويل المتشردين إلى مراكز الإيواء الخاصة.