لاجئ سوري يشكو من "الوعود الكاذبة" ويقرر العودة إلى سوريا
توماس فوسمان/ عبد الرحمان عمار٩ فبراير ٢٠١٦
لايزال مئات اللاجئين السوريين يتوافدون على ألمانيا هاربين من الحرب. غير أن توقعات بعضهم تصطدم بواقع مختلف كغياب فرص العمل المناسبة. أحد السوريين قرر العودة بعد سنتين من الإقامة في ألمانيا. التقرير التالي يكشف الأسباب.
إعلان
جاء السوري وسام فراشي (38 عاماً) إلى ألمانيا كلاجئ وقضى فيها الشهور العشرين الماضية. معظم الوقت كان يمضيه داخل غرفته في بلدة هوفلهوف الصغيرة في شرق ولاية وستفاليا شمال الراين. ولما غادر الغرفة لم يغلق الباب خلفه ولم يطفئ الضوء، كما ترك نصف كوب من القهوة على الطاولة.
بحث بدون جدوى عن عمل
السبب وراء قرار الرحيل هو عدم العثور عن ما كان يبحث عنه في ألمانيا: الأمن، وبدرجة أهم العمل كيفما كان نوعه. في سوريا كان يعمل مهندساً معمارياً مستقلاً وأيضا في العديد من الوظائف الأخرى، وهو أمر منتشر جدا في بلاده كما يقول: "ذهبت إلى مكتب العمل ومصلحة الوظائف الشاغرة لكن دون جدوى. وبحثت أيضا في كل المطاعم والمصانع وورش البناء. وشرحت للناس أنه يمكنني العمل أيضا كمزارع وليس بالضرورة كمهندس معماري". ويضيف وسام: "بقيت لمدة عام وعشرة أشهر بدون عمل، وهذا أدخل الملل والتذمر إلى نفسي، وبسبب ذلك مرضت". فشله في العثور على عمل جعل وسام فراشي يشعر أنه خارج المجتمع في ألمانيا وعلى هامش هذه المدينة الصغيرة.
تتوفر غرفة وسام داخل الشقق الخاصة باللاجئين على سرير، وموقد وطاولة وكرسي. غرف متواضعة داخل شقق غير مريحة، يعيش فيها الكثير من اللاجئين. "كيف يمكن للمرء أن يتواصل مع الألمان وأن يعثر على عمل؟ في هذا البيت كان هناك أشخاص يستهلكون الكوكايين والماريجوانا. وهناك أشخاص آخرون لم يسبق لهم العمل في ظرف عامين. فكيف يمكن للمرء أن يتواصل مع الناس الطيبين ويتعرف عليهم؟"
"وعود كاذبة"؟
يقصد وسام بـ"الناس الطيبين" الأشخاص الذين يساعدون اللاجئين على العثور على وظيفة. في بلدة هوفلهوف يوجد كثير من الناس الذين يكرسون وقتهم للاعتناء باللاجئين، وبدورهم يقولون إن الرجال الذين لا يتقبلون البقاء بدون عمل ويتذمرون من ذلك. وأمام هذا الوضع يلجأ البعض لشرب الكحوليات، بينما البعض الآخر يقضي وقته في اللعب. أما وسام فعندما يتحدث معه أحد الأشخاص حول ثقافة الترحيب باللاجئين في ألمانيا فهو يضحك. "اللاجئون الذين يأتون يعتقدون أن ألمانيا جنة، وهم يظنون أنه بإمكانهم أن يصبحوا ملوكا فيها. عندما جئت إلى هنا سألوني: ماذا تريد؟ وقيل لي يمكنك أن تحصل على هذا وذاك، لكن كل تلك الوعود مجرد كذب وكذب". لكن وسام لا يريد أن يتحدث عن مسؤولية شخصية محتملة كسبب وراء عدم الحصول على عمل، بدل تحميلها للسلطات والسياسيين فقط.
ندم على الوقت الضائع
لم يحمل وسام أي شيء معه سوى الملابس التي يرتديها، وبعض قطع البسكويت ليأكلها في الطريق، إضافة إلى أوراقه وتذكرة العودة إلى لبنان، حيث ستنتظره عائلته هناك لتأخذه إلى البيت في سوريا. ويوضح وسام أن الحرب لا توجد في كل مكان داخل التراب السوري، والأوضاع داخل قريته أصبحت هادئة كما سمع. وقبل أن يركب الحافلة في اتجاه مطار فرانكفورت، قال "شكرا ألمانيا". شكرٌ يصعب معرفة إن كان صادقا أم أن الأمر مجرد سخرية. وفي الأخير أضاف وسام أنه في حاجة إلى ممحاة "يمحي بها سنتين من الوقت الذي قضاه هنا من ذهنه".
دفاتر التلوين لتعليم الأطفال اللاجئين اللغة الألمانية
الصورة أكثر تعبيراً من ألف كلمة وكلمة، لكنها تساهم أيضاً في تعلم كلمات جديدة. الرسامة "كونستانزي فون كيتزينغ" أسست مشروع الكتاب الملون على شبكة الإنترنت، لتعليم الأطفال اللاجئين اللغة الألمانية.
صورة من: Constanze von Kitzing
ماهو عدد الأدوات والحاجيات المنزلية التي تظهر في هذه الصورة والتي يمكنك أن تتعرف على أسمائها باللغة الألمانية؟ إليك واحدة من عشرات الرسوم التوضيحيية باللونين الأبيض والأسود التي يمكن الإستفادة منها، وهي توفر للأطفال اللاجئين المشاركة بمشروع الرسومات الملونة التي تمَكنهم من تعلم مفردات اللغة الألمانية التي سيحتاجونها في حياتهم اليومية.
صورة من: Alexa Riemann
رسمت مختلف الرسومات التوضيحيية من قبل رسامين من مدارس فنية مختلفة تبرعوا بجهدهم في هذا المشروع، وبعض الرسومات تتضمن نصوصاً توضيحيية. لا توضح هذه الصورة الكلمة التي تدل على نوع الطعام فحسب، بل هي تدل أيضاً على أنواع الطعام المُفَضَلة لدى الألمان، فعلى الإفطار يحبون البيض المسلوق، وعلى الغداء يحبون النقانق، وعلى العشاء يحبون الخبز.
صورة من: Susanne Schiefelbein
تقول مؤسسة المشروع الرسامة كونستانزي فون كيتزينغ: "عادة لا ينظَر اللاجئون في بلادهم التي قدموا منها إلى الشرطة والاطفاء باعتبارهما أجهزة صديقة تُقدم العون والمساعدة لهم. لذا فإن من أحد أهداف هذه الرسومات هو بناء الثقة بين السلطات الألمانية وبين اللاجئين".
صورة من: Tanja Graumann
نأمل ألا يتعرض الأطفال اللاجئون لأي حادثة حريق حقيقية، لكن يظل من الأفضل لهم أن يطلعوا على مهام رجال الإطفاء. فلربما تروق هذه المهنة للأطفال فيختاروها كعمل لهم في المستقبل. اللافتة الظاهرة على يمين الصورة تحمل عبارة: "تدريبات على إخماد الحريق."
صورة من: Jeanne Klöpfer
مواقع البناء تثير فضول الأطفال في جميع أنحاء العالم، وألمانيا تعج بمواقع البناء تلك. و يمكن للشبان أن يتعلموا وبسرعة كلمة "باغر" الألمانية التي تعني "الحفارة" وأن تكون تلك الكلمة من الكلمات الألمانية المُفضلة لديهم.
صورة من: Anja Meyer
الحيوانات الأليفة التي يُمكن الاحتفاظ بها وتربيتها في المنازل تختلف من بلد إلى آخر. أما الحيوانات الأكثر شيوعاً لدى الألمان هي الكلاب والقطط.
صورة من: Lea Dohle
قضية التعامل مع القمامة في ألمانيا تعد علماً بحد ذاته. تُفْرزُ كل المواد بدقة وتوضع كل مادة على حدة، يوضع الورق ومشتقاته في صندوق خاص به، وكذلك الأمر بالنسبة للزجاج، والنفايات العضوية، وبقية المواد القابلة للتدوير في محاولة للتقليل من كميات القمامة وجعلها تشكل أصغر حجم ممكن. وهذه الصورة التوضيحيية لاتفيد القادمين الجُدد إلى ألمانيا فحسب بل تُفيد أيضاً بتذكير المقيمين فيها منذ زمن طويل.
صورة من: Alexa Riemann
يبدأ كثير من الأطفال اللاجئين بعد وصولهم بفترة بسيطة إلى ألمانيا بالذهاب إما إلى المدارس أو إلى دور الحضانة. تُظهر هذه الصورة كيفية تفاعل الأطفال مع بعضهم البعض بإسلوب مؤدب.
صورة من: Susanne Kuhlendahl
هذه الصورة تُظهر الحياة في المدينة بكل ما تتضمنه: المشاه والسيارات، والدراجات، والكلاب، والأسواق. التجوال في شوارع مدينة غريبة قد يُكون مذهلاً. توضح هذه الصورة أهم ما يُمكن مشاهدته في الشارع، مثل وجود مخبز عند كل زاوية على سبيل المثال.
صورة من: Sabine Wiemers
هذه الصورة التوضيحيية للرسامة كونستانزي فون كيتزينغ والتي رسمتها بنفسها تمزج بين اللعب وبين تعلم اللغة. ويمكن استخدام الصورة للتدريب على تعلم كلمات ألمانية مثل "‘هوزه" وتعني "بنطال"، وكلمة "روك" وتعني "تنورة"، وكلمة "ياكي" وتعني "جاكيت"، ويمكن فصل الكلمات ومن ثم تطبيقها وإلباسها للدمية الورقية.