قصة لجوء سوري تتحول للعبة فيديو يعيش أجواءها الأوروبيون
٢٤ أغسطس ٢٠١٧
استطاع لاجئ سوري إشراك الآخرين في أوروبا والغرب ككل في معايشة قصة هروبه من النظام السوري ولجوئه إلى أوروبا، وذلك في قالب ممتع بعد أن حولت شركة في النمسا قصته إلى لعبة فيديو مسلية تعزز وعي لاعبيها حول مآسي المضطهدين.
إعلان
عبد الله لاجئ تائه في غابة، جلبه إليها مهرِّب. وبضغط زر على لوحة المفاتيح بالإمكان تحريك الصورة الكاريكاتورية على شاشة الحاسوب بهدف إخراجه من متاهته في أدغال الغابة، لكن عبد الله يصطدم فجأةً برجل مسلح، فتتلون الشاشة باللون الأحمر كإشارة إلى وجود خطر، ثم تبدأ مواجهة بين الاثنين.
لعبة فيديو تمزج الخيال بالواقع. فلعبة الفيديو هذه مستوحاة من قصة حقيقية وقعت لعبد الله كرم الذي اضطر للفرار وتمكن من اللجوء عام 2014 من سوريا إلى النمسا، بحسب ما نقل موقع الشركة المنتجة للعبة. وبذلك حقق عبد الله (21 عاما) حلما بالتعاون مع شركة ألعاب حوَّلت قصة هروبه ولجوئه إلى لعبة فيديو. إذ ينزح عبد الله إلى تركيا بقرار من والديه بعد أن عايش شقيقه ظروفا صعبة في تبادل لإطلاق النار خلال إحدى المظاهرات المناهضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
لحظة فراق عبد الله لوالديه أصعب لحظة في حياته. يظهر في اللعبة أن منزل عبد الله في سوريا بيت عربي جميل له باحة مفتوحة على السماء، في حين أن عبد الله على أرض الواقع كان يسكن مع والديه في مبنى ذي نمط حديث. يصبح لاعب الفيديو جزءاً من المشهد وخصوصا حين يُذكَر في اللعبة أن من الأفضل عدم الحديث مع الجيران حول المشاركة في المظاهرة لأنهم قد يبلغون مخابرات النظام بذلك. كما تظهر في اللعبة صورة نمطية لدى الأوروبيين وهي وجود جمال في شوارع المدن السورية. لكن في الواقع لا توجد جمال في شوارع مدن بلاده كما يقول عبد الله، وفق ما ينقل عنه موقع بينتو الألماني الإلكتروني.
وبهذه اللعبة (اسمها Path out) استطاع عبد الله إشراك الآخرين في أوروبا والغرب في معايشة قصته بقالب ممتع. يشار إلى أن شركة Causa Creations المنتجة لهذه اللعبة لها باع طويل في إنتاج الألعاب السياسية. وتهدف الشركة من هذه اللعبة إيصال فكرة لمن يلعبها، تتمثل بمعنى الحرية.
بعد هروبه من سوريا وصل اللاجئ السوري أنس إلى ألمانيا بحثا عن مستقبل أفضل. التقط أنس صورة سيلفي مع المستشارة ميركل. صورة قد تغير حياة أنس، لكنها سببت له المتاعب أيضا، ما دفعه إلى رفع دعوى قضائية ما تزال نتائجها مفتوحة.
صورة من: Anas Modamani
لم يكن اللاجئ السوري أنس معضماني يتوقع أن يكون قريبا من المستشارة الألمانية بهذا الشكل. فخلال زيارة ميركل إلى إحدى مراكز إيواء اللاجئين في برلين التقط أنس صورة سيلفي مع أنغيلا ميركل. صورة تكمل ألبوم أنس الذي وثق خطوات رحلته الشاقة إلى ألمانيا. لكن تلك الصورة صارت وبالا عليه، فقد انتشرت على موقع فيسبوك بشكل يربطه بتفجيرات واعتداءات إرهابية.
صورة من: Anas Modamani
تعرض بيت أنس في سوريا للقصف، ما جعله يهرب صحبة عائلته إلى مدينة سورية أخرى. ومن هناك انطلقت رحلة هربه في اتجاه أوروبا، على أمل أن تلتحق به عائلته في وقت لاحق. في البداية اتجه أنس نحو لبنان وبعدها إلى تركيا، حيث أكمل رحلة هربه إلى اليونان عبر البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: Anas Modamani
كان أنس قريباً من الموت خلال رحلته في قارب مطاطي عبر المتوسط للعبور من تركيا إلى اليونان. فالقارب كان مكتظاً فانقلب وكاد أن يغرق.
صورة من: Anas Modamani
من اليونان انطلق أنس في رحلة استمرت خمسة أسابيع، مشياً على الأقدام، في اتجاه مقدونيا وهنغاريا ثم النمسا.وفي سبتمبر/ أيلول 2015، وصل أنس إلى ميونيخ، هدفه الأول. وبعد ذلك بقليل قرر الانتقال إلى برلين. ومنذ ذلك الحين وهو يعيش في العاصمة الألمانية.
صورة من: Anas Modamani
بعد وصوله، انتظر أنس ليوم كامل أمام مكتب استقبال اللاجئين.الوضع كان صعباً، وزاده فصل الشتاء صعوبة. بعدها انتقل أنس إلى مركز اللاجئين في منطقة شبانداو، حيث التقط صورة السيلفي مع ميركل. وللفت الانتباه إلى أوضاع اللاجئين، وجد أنس في الصورة مع ميركل فرصة جيدة.
صورة من: Anas Modamani
بعد انتشار صورته مع ميركل في العديد من المنابر الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، تواصلت عائلة ألمانية معه. أنس يعيش الآن منذ حوالي سنة مع هذه العائلة، التي تدعمه بشكل كبير، على حد تعبيره.
صورة من: Anas Modamani
بمساعدة عائلة مووي تمكن أنس من الحصول على مكان مناسب لتعلم اللغة الألمانية، ليبدأ بعدها تدريباً مهنياً. ولكن أمله الكبير هو أن يتم قبول طلب لجوئه، ليتمكن من جلب عائلته إلى ألمانيا.
صورة من: Anas Modamani
يأمل أنس في حياة كريمة وآمنة في ألمانيا. ولكنه يشعر بالقلق مؤخراً إزاء الموقف السلبي تجاه اللاجئين من قبل بعض الجهات. ولهذا فهو يخشى أن ينعكس ذلك سلباً على القوانين الخاصة باللاجئين في ألمانيا بشكل عام وعلى طلب لجوئه بشكل خاص.