يعاني بايرن ميونيخ حاليا من قصر قامة مدافعيه بعد إصابة المدافعين طوال القامة بالفريق. مسألة تضعف بعض الشيء فرص بايرن أمام يوفنتوس في دوري الأبطال، حسب البعض. بينما يرى آخرون أن هناك حلولا وأن طول القامة عائق أحيانا.
إعلان
يواجه بايرن ميونيخ مشكلة حاليا قبل مواجهته مع يوفنتوس تورين مساء غد الثلاثاء (23 فبراير/ شباط) في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم (تشامبيونزليغ). وهذه المشكلة هي قصر قامة لاعبي خط دفاعه مقارنة مع مدافعي ومهاجمي الفرق الأخرى في البطولة. فالصورة المرتبطة في الأذهان عن المدافع بصفة عامة هي طول القامة، فمثلا غيرارد بيكيه مدافع برشلونه يبلغ طوله 1.93 متراً. وفي ريال مدريد هناك الفرنسي رافائيل فاران 1.91 متراً ويقف بجوار سيرغيو راموس غير الطويل لحد ما (1.83 متراً)، لكن شراسة راموس وقوته وإجادته للضربات الرأسية تعوض عدم طول قامته.
أصيب طوال القامة ولم يبق إلا القصار
مدافعو بايرن ميونيخ الأساسيون، الذين يتمتعون بطول القامة مثل جيروم بواتينغ، وخافي مارتينيز وهولغر بادشتوبر هم حاليا مصابون. ولم يبق سليما سوى مدافعين قصار القامة مثل فيليب لام (1.70 متر) و خوان بيرنات (1.70 متر) ويوشوا كيميش (1.76) و ديفيد آلابا (1.80). وهناك أيضا مهدي بن عطية (1.90 متر) إلا أن لياقة المدافع المغربي حاليا ضعيفة، فهو عائد لتوه من الإصابة.
ويرى الفرنسي بيكسنت ليزارازو مدافع بايرن السابق، الذي فاز معه بدوري أبطال أوروبا (2001) وفاز مع فرنسا بكأس العالم (1998) أنه بالنظر إلى غياب المدافعين الأساسيين، فإن بايرن يدخل مباراة يوفنتوس "بفرص سيئة بعض الشيء"، حسب ما نقلت مجلة كيكر الألمانية في عدد الاثنين (22 فبراير/ شباط). ويأسف ليزارازو، الذي كان مدافعا أيسر، ولم يكن طويل القامة، لغياب جيروم بواتينغ بصفة خاصة ويقول: "إنه قائد الدفاع، ومن الصعب أن تجد أحدا يلعب مثله ويعطي التغطية بهذا الشكل الآمن."
ما هي الحلول عند قصر قامة المدافعين؟
يقول ماتياس زامر المدير الرياضي لبايرن ميونيخ، إن المدافعين قصار القامة "عليهم أن يقفزوا عاليا". وتتساءل مجلة كيكر الألمانية: "يقفزوا عاليا؟ هل هذه المسألة بسيطة حقا؟"
أما آرين روبين، فيؤكد في هذه الحالة على أهمية الترابط والتضامن بين خطوط الفريق إضافة إلى "روح الفريق"، ووجوب تطبيق هذه القيم على أرض الملعب، لمواجهة هجوم يوفنتوس الذي يبلغ متوسط طول لاعبيه 1.90 متراً سواء موراتا أو بونوتشي أو مانذدوكيشت أوغيرهم.
لابد أن أن يكون هناك ذكاء فردي وجماعي بالنسبة لطريقة لعب خط الدفاع حول فيليب لام وبيرنانت، الذين يبلغ متوسط طولهم 1.70 متراً. وتنقل كيكر عن الأسطورة كرويف قوله إن "الاستحواذ على الكرة هو أفضل ضمان لعدم دخول مرماك أهدافا". ويطبق غوارديولا هذه الطريقة ونجح فيها تماما مع برشلونة، حيث التمريرات المتقنة البناءة وتبديل أماكن اللعب بشكل مفيد.
هناك طريقة أخرى وهي محاولة إبقاء الكرة في نصف ملعب الخصم، بمعنى ألا تتعدى خط منتصف الملعب، وعند فقدانها ينقض اللاعبون وبسرعة من أجل العودة إلى الاستحواذ عليها، ويقول غوارديولا: "يجب أن نمنع المنافس من الوصول إلى منطقة الجزاء الخاصة بنا، وبهذا يصبح أقل خطورة." ويعترف مدرب بايرن ميونيخ، حسب المجلة الألمانية، أنه بالنسبة للكرات العالية داخل منطقة جزاء بايرن فإن الأفضلية هي ليوفنتوس.
تعرف على أعمدة نجاح فريق بايرن ميونيخ
عن جدارة واستحقاق كبيرين أحرز فريق بايرن ميونيخ بطولة الدوري الألماني قبل نهايتها. والفضل في هذا النجاح يعود إلى عدة أشخاص. نستعرض في هذه الجولة المصورة أهم أعمدة نجاح بايرن ميونيخ داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدرب الاستراتيجي
استطاع بيب غوارديولا خلال فترة زمنية قصيرة أن يفرض مفهومه التدريبي واستوعب لاعبو الفريق البافاري تكتيكات الإسباني الذكي وأهمها: امتلاك الكرة بكثرة، والتمريرات القصيرة المتقنة والأنيقة. ومنها أيضا شن هجمات بدون توقف حتى لو كان الفريق متقدما على منافسه بثلاثة أهداف أو أربعة لصفر. لذلك ترى معظم لاعبي الفرق المنافسة يجرون فقط خلف لاعبي بايرن، ولا يقومون بعملية التحام وصراع معهم على الكرة.
صورة من: Getty Images
اللاعب الشامل
سواء في مركز الظهير الأيسر أو الظهير الأيمن أو حتى كلاعب خط وسط مدافع، منذ هذا الموسم، دائما يقدم فيليب لام أداء بمستوى عالمي في جميع الأماكن التي يوضع فيها، باستثناء مركز قلب الدفاع وحراسة المرمى لأنه قصير القامة قليلا. في الدوري الألماني، لمع نجمه بشدة في فبراير / شباط حتى أنه سجل هدفا في مرمى نورنبرغ، بعدما كان صائما عن التسجيل منذ هدفه في سان باولي في ديسمبر 2010.
صورة من: Getty Images
الجدار
كحارس لفريق بايرن ميونيخ تعود مانويل نوير الآن على أن يبقى متفرجا في معظم الأوقات أثناء مباريات البوندسليغا. ففي الموسم الجاري من النادر جدا أن تصل الكرة للاعبي الفرق المنافسة داخل منطقة جزاء نوير، فمدافعو بايرن هم في العادة من يملكون الكرة هنا. مع هذا فمانويل نوير يقظ دائما ومتواجد على الفور في المكان المناسب واللحظة المناسبة. لم يدخل مرماه هذا الموسم سوى 12 هدفا فقط، وهو رقم يتحدث عن نفسه.
صورة من: Getty Images
المغناطيس
عندما جاء خافي مارتينيز قبلب سنة ونصف إلى بايرن، كانت من لهم معرفة بالدوري الأسباني هم في فقط أساسا من يعرفون ميزات القوة لدى هذا اللاعب الإسباني، الذي دُفع فيه مبلغ 40 مليون يورو. أما اليوم فالجميع يدرك تماما مدى أهمية هذا اللاعب بالنسبة لمنظومة الفريق البافاري. مارتينيز هو المغناطيس الهادئ، الذي يلتقط الكرات سواء عندما يضعه غوارديولا في مركز قلب الدفاع أو كلاعب وسط مدافع.
صورة من: Getty Images/Afp/Christof Stache
اللاعب الأمنية
"إما هذا أو لا أحد": عبارة قالها غوارديولا قبل بداية الموسم عن تياغو الكانتارا، الذي يعرفه منذ أن كان مدربا لبرشلونة. واشترى بايرن اللاعب الإسباني مقابل 25 مليون يورو، وبإمكانهم اليوم أن يشعروا بأنهم محظوظون لأنهم استطاعوا ضم جوهرة أخرى إلى عقدهم. تياغو يمكنه توجيه دفة المباراة من خلال نظرته الرائعة للملعب ونجح في تسجيل هدف بطريقة رائعة، جلب به الفوز على شتوتغارت في الوقت المحتسب بدلا من ضائع.
صورة من: picture-alliance/dpa
العائد
لم يشارك باستيان شفاينشتايغر كثيرا في مباريات هذا الموسم فقد كان اللاعب الدولي مصابا لفترة طويلة جدا. والآن ها هو في طريق عودته إلى سابق قوته، وعاد مجددا للإمساك بزمام المباريات على أرضية الملعب. زملاؤه يبنون تحركاتهم عليه، ويمكن أن تكون خبرته بقيمة الذهب في بقية الموسم وخاصة في دوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجلاد
كماهجم داخل منطقة جزاء الفريق المنافس يقوم ماريو مانجوكيتش بدور لا يحتاجه بيب غوارديولا في منظومة لعبه. رغم ذلك فإن المهاجم الكرواتي، صاحب الـ17 هدفا في الدوري هذا الموسم، يعد المهاجم الأكثر خطورة لدى بايرن.كما أنه سجل هدفين أيضا في دوري أبطال أوروبا وثلاثة في كأس ألمانيا. ورغم نسبة تهديفه العالية فمن المتوقع غالبا أن يرحل مانجوكيتش في الصيف القادم عندما يأتي روبرت ليفاندوفسكي إلى بايرن.
صورة من: Bongarts/Getty Images
الجناحان الطائران
وبينما يتمركز مانجوكيتش في المنتصف منتظرا الكرات لتحويلها إلى أهداف في مرمى الخصوم، يكثف الهولندي أرين روبن والفرنسي فرانك ريبري هجماتهما الخطيرة من على الجانبين. روبين سجل عشرة أهداف وصنع ستة أخرى. أما ريبري فسجل ثمانية أهداف ومرر عشر تمريرات حاسمة. مستواهما عالمي وكلاهما ذو قدرة رائعة على السيطرة على الكرة، لدرجة لا تسمح للمنافسين بإيقافهم أبدا طوال المباراة.
صورة من: Getty Images
المهاجم السريع
وإذا لم ينجح كل هؤلاء في التسجيل، يتكفل توماس مولر بإحراز الأهداف. فالمهاجم السريع يحمّس زملائه بمنتهى القوة وهو مسؤول عن تحقيق أجواء جيدة في الفريق. وبالإضافة إلى ذلك فإن مولر الهداف الخطير وصاحب الساقين الرقيقتين لديه إحساس لا يخطئ المكان الذي يجب أن يتواجد فيه لكي يسبب أعلى مستوى من الخطورة للخصم.
صورة من: Getty Images
المخطوف
كثيرا ما قام بايرن ميونيخ بخطف (شراء) أفضل اللاعبين لدى أقوى منافسيه. وقد نجح بايرن في خطف ماريو غوتزه من بوروسيا دورتموند مقابل 37 مليون يورو، وخطف معه أمل خصمه في الفوز باللقب. وقد حدثت زوبعة بسبب انتقال غوتزه "المهاجم غير الصريح"، الذي سجل هدفا في مرمى بوروسيا دورتموند، فريقه القديم. وسيلحق بماريو غوتزه إلى بايرن ميونيخ الصيف القادم ماكينة الأهداف روبرت ليفاندوفسكي مهاجم دورتموند الحالي.
صورة من: Reuters
الصف الثاني
إذا غاب أي لاعب من لاعبي الصف الأول للفريق البافاري، فهناك من يحل مكانه من اللاعبين الدوليين الجالسيين على مقعد البدلاء، وعلى أتم الاستعدادات لملء الفراغ، وبنفس القدر من الجودة تقريبا. البايرن لا يعرف كلمة "لاعب احتياطي"، فيما عدا حارس المرمى توم شتاركه، والمدافع دييغو كونتينتو والناشيء بيير إميل هويبيرغ. أما البقية فكلهم نجوم، معظمهم دوليون في منتخباتهم.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulme
المدير: زامر المتذمر
وحتى لا يحدث أي تهاون داخل بايرن ميونيخ هناك ماتياس زامر. فالرجل الذي يشغل منصب المدير الرياضي للفريق يجد دائما ما يضايقه حتى لو كان بايرن فائزا على المنافس 9-0. فهو يضع إصبعه على الجروح، حتى لو لم تكن هناك جروح. وبطموحه الهائل ورغبته المطلقة في الفوز دائما وتحسين المستوى باستمرار، تناسب شخصية ماتياس زامر ميونيخ عامة وليس بايرن فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
الراعي السابق
في الخلفية يظهر أُولي هونيس، صانع بايرن، الذي حكم عليه مؤخرا بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بسبب قضية تهرب ضريبي بقيمة حوالي 27 مليون يورو. وقد استطاع هونيس أن يجلب إلى الفريق أنسب العناصر، وجعل من بايرن ميونيخ فريقا أكثر روعة وقوة.
صورة من: picture-alliance/dpa
13 صورة1 | 13
قصر قامة المدافع تعطي أفضلية للمهاجم المنافس خصوصا عند الرفعات من الجنب أو الركلات الحرة أو الضربات الركنية، لا سيما وأن يوفنتوس به لاعبون يشتهرون بألعاب الرأس مثل سامي خضيرة، وإيفرا، وبونوتشي، وموراتا، وكوادرادو، وكذلك ماندزوكيشت. وقد سجل موراتا برأسه هدفا في إشبيليه في مرحلة المجموعات.
كما يجب على مانويل نوير، حارس بايرن ميونيخ، الخروج لالتقاط الكرات العرضية، تخفيفا عن مدافعيه، وبإمكان توماس مولر أن يقوم بدور دفاعي بالرأس، مثلما فعل في مباراة دارمشتات الأخيرة.
الطول المناسب للمدافع
وجود ثلاثة أو أربعة مدافعين من طوال القامة، ولا سيما في مركز قلب الدفاع، مسألة ضرورية لمواجهة الرفعات الجانبية والضربات الحرة وركلات الزوايا، من وجهة نظر مارتين شميت مدرب ماينز. وتنقل كيكر عن ميشائيل تسورك، المدير الرياضي لبروسيا دورتموند، قوله إن الفرق، التي لا تستحوذ كثيرا على الكرة وتلعب غالبا في منتصف ملعبها "تبحث بصورة متزايدة عن مدافعين من طوال القامة." ويتابع تسورك: "أما الفرق، التي تستحوذ على الكرة ولديها الإرادة لبناء الهجمات من ملعبها للأمام، فإنه لا يوجد حد أدنى لطول القامة."
المدرب الألماني العملاق يوب هاينكس، الذي فاز مع بايرن ميونيخ بالثلاثية قبل قدوم غوارديولا، يرى أن 1.90 متراً هو أقل طول يجب أن يكون للمدافع، والأفضل أن يكون طوله 1.95 متراً. بينما يرى توماس لينكه مدافع بايرن السابق، الفائز معه بدوري الأبطال عام 2001، أن "كل سنتيمتر أطول يعرقل حركتك". أما تياغو نجم بايرن ميونيخ فيقول إن الأمر سيان بالنسبة لطول القامة، "فكرة القدم تلعب على الأرض، والأشجار الطويلة تقع على الأرض بشكل أسرع."