قصف جوي على الغوطة وإدلب وحماه وتركيا تخشى موجة نزوح جديدة
١٢ يناير ٢٠١٨
شنت طائرات حربية روسية وسورية غارات على الغوطة الشرقية وريف إدلب وحماه، فيما حذرت تركيا من أن الهجمات في إدلب ستسبب موجة نزوح جديدة، داعية إلى وقف الهجمات في إدلب.
إعلان
شنت طائرات حربية سورية اليوم الجمعة (12 كانون الثاني/يناير 2018) عشرات الغارات على بلدات الغوطة شرق العاصمة دمشق مخلفة قتلى وجرحى ودمار، فيما تتابع القوات الحكومية تقدمها باتجاه مطار أبو ظهور. وأكد قائد عسكري معارض طلب عدم نشر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "سقوط قتلى وجرحى وتدمير دبابة على جبهة حرستا وأن أعنف الاشتباكات كان على محور مشفى الشرطة حيث يحاول النظام التقدم وعلى محور إدارة المركبات".
فيما قالت مصادر مقربة من القوات الحكومية السورية لـ(د.ب.أ) إن "سلاح الجو الحربي في الجيش السوري قصف مواقع الفصائل المسلحة في بلدة عربين وحرستا بريف دمشق، وأن اشتباكات عنيفة بين الجيش والتنظيمات المسلحة تدور في مزارع حرستا وسط تمهيد مكثف من سلاح المدفعية".
وتابعت المصادر أن "صلاة الجمعة ألغيت في مساجدها في الغوطة الشرقية على وقع القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، وخوفاً من قصف القوات الحكومية". وتم إلغاء صلاة الجمعة أيضاً في مساجد ريفي حماة وإدلب بسبب الجوي المكثف الذي نفذته طائرات حربية روسية وسورية. وقالت مصادر إعلامية في غرفة عمليات (رد الطغيان ) لـ(د.ب.أ) "ركزت الغارات الجوية اليوم الجمعة على كل من قرى أم الخلاخيل وأم زرزور والمناطق التي سيطرت عليها فصائل المعارضة، أمس الخميس، وسط قصف جوي عنيف من الطيران الروسي على بلدة تل السلطان بريف إدلب الشرقي مخلفاً قتلى وجرحى".
على صعيد متصل، قال بن علي يلدريم رئيس وزراء تركيا اليوم الجمعة إن الحملة العسكرية المتصاعدة في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة ستسبب موجة نزوح جديدة. ودعا يلدريم إيران وروسيا إلى وقف هجوم للجيش السوري بالقرب من حدود تركيا الجنوبية.
وتنشر تركيا قوات في شمال إدلب وأقامت قواعد هناك بعد الاتفاق مع إيران وروسيا على إقامة "منطقة عدم تصعيد" في إدلب والمناطق القريبة. وقال يلدريم "يقترف نظام الأسد خطأ كبيرا بشن هجوم دون مراعاة للمدنيين من أجل انتزاع أراض... بينما تحقق مبادرة تركيا وروسيا وإيران لتحقيق السلام الدائم في سوريا تقدما". وأضاف "نناقش هذا الأمر مع روسيا وإيران ونصدر تحذيراتنا بشأن إمكانية اتساع نطاق هجمات الأسد المروعة". وحذر من أن القتال يعرقل جهود التوصل لحل سياسي.
يذكر أن تركيا تستضيف ثلاثة ملايين لاجئ سوري فروا إليها خلال الصراع الممتد منذ أكثر من ستة أعوام. وتخشى تركيا من موجة نزوح جديدة عبر حدودها من إدلب. والمحافظة الواقعة شمال غرب سوريا هي أكبر منطقة ما زالت خاضعة لسيطرة المعارضة التي طُردت من معاقلها الأخرى في سوريا وتضم أكثر من مليوني شخص يحتاج العديد منهم لمساعدات.
ز.أ.ب/ح.ع.ح (د ب أ، رويترز)
أطراف عسكرية متعددة في سوريا.. من هي وما أهدافها؟
تميزت الحرب في سوريا بديناميكية سريعة جداً وكثرة اللاعبين فيها، إن بشكل مباشر أو من وراء الكواليس. ماذا ربح أو خسر أهم الفاعلين العسكرييين بعد قرابة سبع سنوات من الصراع الدامي الذي دخلت فيه جماعات إرهابية على الخط؟
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/A. Al-Bushy
جيش الأسد
خسر الجيش السوري الكثير من مواقعه وقُتل أو انشق الآلاف من جنوده. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري. بيّد أن جيش الأسد استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق استراتيجية كان قد خسرها سابقاً كحلب وحمص ودير الزور، مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيل الأسد قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Syrian Presidency
المقاتلون الأكراد
كسب الأكراد الكثير في السنتين المنصرمتين، وبدأ صوتهم بالارتفاع ونفوذهم بالتزايد، إذ سيطروا على مناطق غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. كما يشكّلون ركيزة "قوات سوريا الديمقراطية" التي حرّرت الرقة بدعم التحالف الدولي، فضلاً عن إقامتهم "إدارة ذاتية" في مناطق سيطرتهم. بيدَ أن عملية غصن الزيتون التي أطلقها الجيش التركي في عفرين ضد المقاتلين الأكراد، أدت إلى خسارتهم عدة مساحات، فضلاً عن مقتل المئات بينهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Ronahi TV
المعارضة المسلّحة
ظهرت المعارضة المسلّحة السورية في البداية بديلاً محتملاً لنظام الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا. غير أنها خسرت لاحقا الكثير منها. تعاني المعارضة من التشتت في المواقف الإيديولوجية، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم. مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها، كما تعرضت لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها أراضٍ كانت تحت سيطرتها.
صورة من: picture alliance/AA/A. Huseyin
الجيش الروسي
قبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا. اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". سياسياً استطاعت موسكو فرض نفسها كلاعب سياسي أساسي في المشهد السوري لصالح نظام الأسد؛ فهي عرابة "محادثات أستانا" و"مؤتمر سوتشي" و"مناطق خفض التصعيد" مع كل من تركيا وإيران. كما تدعم تياراً في المعارضة يُدعى "منصة موسكو".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Golovkin
الجيش الأمريكي
تعوّدت واشنطن على تحقيق سريع لرهاناتها العسكرية في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان، لكن لم يتكرر الأمر في سوريا؛ فالتحالف الذي قادته ضد "داعش" تأخر كثيراً في تحقيق أهدافه، كما أن تسليحها للمقاتلين الأكراد كان من أسباب توتر علاقتها بأنقرة. الرؤية الأمريكية لمستقبل دورها في سوريا غير واضحة، بيّد أن واشنطن ربحت على الأقل قواعد عسكرية لها داخل البلد..
صورة من: picture alliance/AP Images/M. Rourke
القوات الإيرانية
لم تتخلّ إيران عن حليفها الأسد في سوريا طوال سنوات الحرب، وأبدت تصميماً كبيراً على بقاء النظام، موفرة دعماً عسكرياً ومالياً وغيرها من أشكال الدعم، كما تتوّفر على ميليشيات مسلحة داخل البلد، يقودها قاسم سليماني ممّا أثر بشكل كبير في تطورات الحرب. ويبدو أن طهران حصدت ثمار جهودها، فنفوذها تعاظم داخل سوريا بشكل أثار حفيظة خصومها في المنطقة، خاصة تل أبيب والسعودية.
صورة من: picture alliance / AA
الجيش التركي
دعّم أردوغان المعارضة السورية كثيراً، لكن تداعيات الحرب أرهقت نظامه، إذ لم تتحقق رهاناته في سقوط بشار الأسد، كما عانت تركيا من هجمات نفذها "داعش" بترابها. غير أن القوات التركية تدخلت مؤخراً بقوة في شمال سوريا في إطار عملية "غصن الزيتون" الهادفة لقصم ظهر المقاتلين الأكراد، واستفاد أردوغان في العملية من قلق دولي لم يكن كافياً لثنيه عن الاستمرار، ضامناً بذلك توسيع مناطق تسيطر عليها أنقرة داخل سوريا.
صورة من: Getty Images
حزب الله
أحد أقوى الأطراف الشيعية في سوريا، قدم دعماً غير محدود للنظام السوري وشارك مبكراً في الحرب الدائرة منذ سنوات. أثر تدخل حزب الله العسكري لصالح الأسد سلباً على صورته في العالمين العربي والإسلامي. في المقابل، ساهم في الحفاظ على تحالفٍ استراتيجي مع طهران ودمشق وبشكل أقل موسكو، ممّا أكسبه نفوذاً جغرافياً في سوريا، خاصة مع سيطرته على المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
القوات الفرنسية
دخلت فرنسا في الأزمة السورية بقوة عبر تحرك ديبلوماسي ضد النظام السوري وعسكري ضد "داعش"، لكنها لم تحصد ثماراً كثيرة، فمواقفها ضد الأسد تبدو جد متذبذة، كما أن ضرباتها العسكرية لم تنجح، ليس فقط في إنهاء "داعش"، بل حتى في تجنب هجماته الإرهابية التي تعدّ فرنسا أكثر المتضررين منها خارج الشرق الأوسط، فضلا عن أنها لم تؤثر كثيرا في إنقاذ الوضع الإنساني داخل سوريا رغم ما تعلنه من جهود في ذلك.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
جماعات إرهابية تدخل على الخط
وضع التحالف الدولي الجماعاتَ الإرهابية كهدف رئيسي في استراتيجيته العسكرية بسوريا، وتكبد "داعش" هزائم كبيرة في سوريا كما في العراق، ولاسيما في الرقة (عاصمة "خلافته" المزعومة) لكن خطره لم ينتهِ بعد. كما تراجعت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي فكت ارتباطها مؤخرا بتنظيم القاعدة، لكنها لا تزال في إدلب وقامت مؤخرا بإسقاط مقاتلة روسية، ممّا جعل موسكو أن هدفها حاليا هو القضاء على هذه الجبهة.