قصف عنيف على حلب وواشنطن لا تستبعد الحظر الجوي
٩ أغسطس ٢٠١٢تشهد إحياء عدة يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في مدينة حلب شمال سوريا منذ فجر الخميس (التاسع من آب/اغسطس) عمليات قصف شديد من قبل القوات النظامية التي خاضت معارك عنيفة أمس الأربعاء للسيطرة على حي صلاح الدين في يوم شهد مقتل 162 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد في بيان فجر الخميس أن "احياء الصاخور وسيف الدولة والشعار والحيدرية ومساكن هنانو في مدينة حلب تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية ما اسفر عن سقوط شهداء وجرحى".
من جهتها، اشارت لجان التنسيق المحلية الى أن القصف على مدينة حلب فجرا طال "احياء السكري والانصاري الشرقي والمشهد وجسر الحج". وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن "قصفا مدفعيا يستهدف الاحياء الشرقية من حلب".
هذا وقال مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه ليس مستبعدا في نهاية الأمر فرض منطقة طيران محظور فوق جزء من سوريا يبدو على نحو متزايد انه تحت سيطرة المعارضة المناهضة لحكومة بشار الأسد. وكان بعض المنتقدين الجمهوريين لأسلوب اوباما في معالجة الأزمة السورية قد طالبوا بتفويض دولي لفرض منطقة حظر الطيران لمنع الطائرات الحربية السورية من القيام بعمليات فوق مناطق معينة وكذلك بتسليح مباشر بدرجة أكبر لقوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس الأسد.
وترفض الولايات المتحدة حتى الآن تقديم أسلحة بشكل مباشر إلى المعارضة المتشرذمة ويقول مسؤولون أمريكيون إنه من الصعب تحديد هوية الفئات ومن تمثله. وركزت واشنطن بدلا من ذلك على المعونات الإنسانية ومعدات الاتصالات وغيرها من أشكال المساندة غير المميتة. وقال جون برينان كبير مستشاري أوباما لمكافحة الإرهاب "تدرس الولايات المتحدة دوما المواقف لتتبين نوع السيناريوهات التي قد تتكشف عنها وبناء عليه تدرس بعد ذلك نوع خطط الطوارئ التي قد تكون متاحة لمعالجة ظروف معينة."
وأضاف قوله إن هناك خيارات مختلفة يجري الحديث عنها في وسائل الإعلام ويلقى بعضها تأييدا. وقال "إن هذه أمور تدرسها الحكومة الأمريكية بعناية شديدة محاولة تفهم انعكاساتها ومحاولة تفهم المحاسن والمساوئ." وسئل برينان خلال جلسة في مجلس العلاقات الخارجية بشكل محدد أكثر عن منطقة الطيران المحظور فرد بقوله "لا أذكر أن الرئيس قال إن شيئا ما مستبعد."
ومن المقرر أن تجري وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون محادثات عن سوريا في تركيا يوم السبت. وكانت قد قالت يوم الثلاثاء إن الانباء تفيد أن المعارضين يسيطرون على اراض من حلب الشمالية أكبر مدن سوريا حتى الحدود مع تركيا. ومع ذلك فإن الولايات المتحدة تتوخى الحذر من أن تتورط في صراع عسكري آخر وهي تسعى إلى أن تنفض يديها من الحروب في العراق وأفغانستان.
وقال برينان دونما إسهاب "لقد فعلنا عدة أشياء لمساندة المعارضة.والكثير من المساعدات الإنسانية يجري هناك. وما نريد فعله هو أن نتأكد من أننا نفهم على وجه الدقة من الذين سيتلقون اي نوع من المساعدات."
واضاف برينان قوله انه مع أن القاعدة ستسعى إلى استغلال الوضع في سوريا "فإنه عند النظر إلى المعارضة السورية ككل نجد أن الغالبية العظمى منها ليست على غرار القاعدة. إنهم سوريون يحاولون حقا السيطرة على حياتهم ومستقبلهم."
(ي ب/ ا ف ب، رويترز)
مراجعة: حسن ع. حسين