أعلن الكرملين الجمعة أنه مستعد لاستخدام نفوذه لإلزام الجيش السوري بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، داعيا الأطراف الأخرى للالتزام بوقف اطلاق النار، فيما جرت اشتباكات عند أطراف مدينة دمشق وذلك مع دخول الهدنة يومها الرابع.
إعلان
دارت اشتباكات عنيفة ترافقت مع قصف مدفعي صباح اليوم الجمعة (16 أيلول/ سبتمبر2016) بين الجيش السوري والفصائل الإسلامية عند الأطراف الشرقية لدمشق في اليوم الرابع للهدنة المعمول بها في البلاد.
وقال مصدر عسكري لفرانس برس "يصد الجيش السوري هجوما لمجموعات مسلحة حاولت التسلل من محور جوبر ومعمل كراش في الغوطة الشرقية باتجاه شرق العاصمة، ما أدى لاشتباكات عنيفة وقصف صاروخي على المناطق التي حاولوا التقدم فيها"، في حين أفاد شهود عيان بسماع دوي قذائف متكررة.
كما أفاد المرصد السوري عن "سقوط قذيفتين على أماكن في منطقة باب الشرقي في دمشق القديمة، ما أسفر عن أضرار مادية"، كما ترافقت الاشتباكات "مع سقوط أكثر من 21 قذيفة مدفعية وصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض- أرض على حي جوبر". وتسيطر جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصيل "فيلق الرحمن" الإسلامي على حي جوبر.
وتستثني الهدنة المعمول بها في سوريا منذ مساء الاثنين، بموجب اتفاق اميركي روسي، تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة فتح الشام" اللذين يسيطران على مناطق واسعة في البلاد. ويأتي هذا التصعيد بالرغم من إعلان الكرملين الجمعة إنه مستعد لاستخدام نفوذه لإلزام الجيش السوري بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار تنفيذا تاما، وعبر الكرملين عن أمله في أن تمارس الولايات المتحدة نفوذها أيضا على جماعات المعارضة المسلحة لتنفيذ الاتفاق.
و لا تزال شاحنات المساعدات الإنسانية التي ينتظرها السكان المحاصرون في حلب بفارغ الصبر عالقة في المنطقة العازلة على الحدود بين تركيا وسوريا الجمعة، في اليوم الرابع على دخول هدنة هشة حيز التنفيذ. وتأمل الأمم المتحدة بوصول أربعين شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية التي تكفي لإطعام 80 ألف شخص لمدة شهر إلى الأحياء المحاصرة في شرق حلب في أسرع وقت ممكن.
وأعلن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفيد سوانسون ان الشاحنات كانت لا تزال تنتظر في المنطقة العازلة على الحدود صباح الجمعة. وصرح سوانسون لوكالة فرانس برس "التحدي الذي لا نزال نواجهه وهو امر محزن في الواقع هو ضمان التوافق بين أطراف النزاع والجهات التي تتمتع بنفوذ عليهم".
ويقدر عدد السكان الذين لا يزالون عالقين في الأحياء الشرقية المحاصرة لحلب ب250 الف نسمة. وتنص الهدنة التي تم التوصل إليها بين الجانبين الأميركي والروسي الأسبوع الماضي على نزع الأسلحة من طريق الكاستيلو لتتمكن قوافل المساعدات من القدوم من تركيا.
وأعلنت روسيا الخميس ان قوات النظام بدأت الانسحاب من المنطقة واتهمت الفصائل المقاتلة بعدم الانسحاب بموجب الاتفاق. وأضاف سوانسون "انه أمر محبط جدا لنا نحن العاملين الإنسانيين فنحن هنا ومستعدون للتحرك والعالم يتفرج".
وينص اتفاق الهدنة أيضا على تجديد مهلتها كل 48 ساعة وعلى أن تبدأ واشنطن وموسكو عمليات عسكرية مشتركة غير مسبوقة لاستهداف الجهاديين في حال صمدت الهدنة لأكثر من أسبوع. وأسفر النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص في سوريا.
ع.ا.ج/ ح ز ( رويترز، أ ف ب)
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".