قصف فرنسي أميركي مُركَّز لأهداف عسكرية في ليبيا
١٩ مارس ٢٠١١بعد ساعات من بدء هجوم طائرات مقاتلة فرنسية على مواقع عسكرية في ليبيا أعلن مسؤول عسكري أميركي كبير أن الولايات المتحدة أطلقت اليوم السبت(19 مارس/آذار) صواريخ عابرة من نوع توماهوك على مواقع لأسلحة ليبية مضادة للطيران لتسهيل قيام قوات التحالف بفرض منطقة الحظر الجوي في ليبيا. وقال المسؤول الأميركي رافضا الكشف عن هويته "إن القسم الأكبر من الضربات الأولى استهدف الساحل لأن أنظمة الدفاع الجوي تتواجد هناك". وستتوالى هذه الضربات أساسا على محيط طرابلس ومصراتة، كما قال.
ومن جهته قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم إن قوات بريطانية تقوم بعمليات فوق ليبيا في إطار جهود دولية لمنع معمر القذافي من مهاجمة شعبه. وقال كاميرون "الليلة القوات البريطانية تقوم بعمليات فوق ليبيا" واصفاً العملية بأنها "ضرورية وقانونية وصحيحة". ووردت أنباء بأن القوات الأميركية والبريطانية أطلقت السبت دفعة أولى من حوالي 110 صواريخ توماهوك على ليبيا، كما صرح الأميرال الأميركي وليام غورتني للصحافيين.
وقد اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء السبت، من برازيليا، انه أذن للقوات الاميركية للقيام ب"عمل عسكري محدود" في ليبيا لفرض احترام قرار مجلس الامن 1973، وجدد تأكيده على ان الولايات المتحدة لن تنشر قوات على الاراضي الليبية.
وفي أول رد فعل له إثر بدء العمليات العسكرية ضد أهداف عسكرية تابعة لقواته، جدد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تهديداته بضرب مصالح غربية عسكرية ومدنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وقال القذافي في خطاب ألقاه ليل السبت /الأحد وبثه التلفزيون الليبي، "يجب الآن فتح المخازن وتسليح كل الجماهير بكل انواع الاسلحة دفاعا عن استقلال ليبيا وحدتها وشرفها". واضاف ان البحر المتوسط وشمال افريقيا اصبح الآن ساحة معركة وان مصالح الدول في المنطقة ستكون في خطر من الآن فصاعدا.
العمليات العسكرية متواصلة
وقد بدأت العملية العسكرية مساء السبت بعد ساعة من اختتام القمة الدولية الطارئة لبحث الأزمة في ليبيا، حيث بدأت طائرات فرنسية في إطلاق نيرانها ودمرت مركبة عسكرية ليبية في أول هجوم لها منذ فرض منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا. وقال مصدر عسكري فرنسي لرويترز إن خمس طائرات فرنسية اثنتان منها من طراز رافال متعددة المهام وأخريان من طراز ميراج وطائرة انذار مبكر من طراز أواكس تشارك في العمليات. وقد نفت قيادة الأركان الفرنسية أنباء ذكرها التلفزيون الرسمي الليبي عن إسقاط طائرة مقاتلة فرنسية.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن عملية تساندها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وتؤيدها الدول العربية تمنع الهجمات الجوية من قبل قوات القذافي وسوف تتواصل إذا لم يوقف الزعيم الليبي إطلاق النار.
انتقادات للقصف
وفي ردود فعل أولية ذكرت وسائل إعلام ليبية رسمية أن "أهدافا مدنية" تعرضت السبت لغارات جوية من "طائرات العدو الصليبي"، لافتة إلى "مصابين مدنيين جراء هذا العدوان". وقال ناطق عسكري ليبي أن "العدو استهدف أهدافا مدنية في طرابلس ومصراته وزوارة (غرب) وبنغازي (شرق) وسرت" من دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل.
ومن جهة أخرى أعربت روسيا عن أسفها لذلك الهجوم. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيتش، اليوم السبت أن روسيا تدعو مجددا وبإلحاح جميع الأطراف الليبية وكذلك المشاركين في العملية العسكرية ضد ليبيا، إلى عمل كل شيء من أجل تجنب إلحاق الأذى بالسكان المدنيين، ووقف إطلاق النار والعنف في أسرع وقت ممكن، بحسب ما ذكرته وكالة "ريا نوفوستي".
ومن جهته أعلن الاتحاد الإفريقي اليوم السبت معارضته "لأي تدخل عسكري أجنبي أيا كانت صيغته في ليبيا. وفي كراكاس انتقد رئيس فنزويلا، هوغو شافيز اليوم السبت التدخل العسكري المدعوم من مجلس الأمن في ليبيا، واصفا إياه بأنه من أعمال "الإمبراطورية الأميركية في محاولة للاستيلاء على النفط."
(ن،ص/ رويترز، د ب أ ، أ ف ب)
مراجعة: منصف السليمي