أصابت ضربة جوية مستشفى شرق حلب السورية الخاضع لسيطرة المعارضة في الساعات الأولى من صباح اليوم مما أدى لتوقف العمل فيه، فيما حذر مسؤول الدفاع المدني في مناطق المعارضة السورية من "مجزرة" في حال "سقوط" حلب.
إعلان
قال محمد أبو رجب، وهو طبيب أشعة في مستشفى ميم 10 شرق حلب، اليوم الأربعاء (28 سبتمبر/ أيلول 2016) "الطائرة الحربية حلقت فوقنا ومباشرة ألقت بصواريخها على هذا المستشفى ... حوالي الساعة الرابعة صباحا"، مضيفا بالقول: "سقط الركام على المرضى في غرفة العناية المركزة".
وتتعرض المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في حلب لقصف عنيف منذ انهيار وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي ممّا أثار مخاوف دولية بشأن محنة سكان المنطقة البالغ عددهم 250 ألف شخص.
وفي سياق متصل، قال مصدر بالجيش السوري إن سلاح الجو السوري شن "ضربات جوية مركزة" في حلب ومناطق قريبة منها مستهدفا مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في ريف المدينة. وأصابت الضربات مناطق، من بينها بلدة خان طومان إلى الجنوب من حلب، "مما أدى إلى تدمير عربات مدرعة وعربات (أخرى) بعضها كان مسلحا بالمدافع الرشاشة".
حلب.. بقايا مدينة بين فكي الموت!
بعد أن كانت الحاضرة الاقتصادية لسوريا تحولت حلب إلى شبه صحراء تنتشر فيها راحة الموت ويسمع في جنباتها أنين الأطفال والأرامل، وتغطيها أكوام الحطام. مرت الحرب الضارية من هنا وتركت بصماتها. وللأسف لا تزال مقيمة وتأبى الرحيل.
صورة من: picture-alliance/dpa/WYD Krakow2016
أكوام وأكوام وأكوام...من الحطام
بعد القصف تتسبب الأبنية المتداعية والمتهدمة في سد الشوارع والطرق. يتداعى منقذون إلى البحث عن جثث الضحايا، وربما ناجين محتملين.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Ebu Leys
آثار القصف
تسيطر قوات نظام بشار الأسد وحلفائه على الجزء الغربي من المدينة، بينما يسيطر الثوار على الجزء الشرقي منها. وقد تعرض الجزء الشرقي لدمار كبير أكبر من نظيره الغربي. الصورة هنا لحي بني زيد، الذي سيطرت عليه قوات الأسد قبل حوالي أسبوع.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
نبش الحطام...بالأظافر
تقوم الآليات الثقيلة التابعة لفرق الإنقاذ بتعزيل وإزالة آثار قصف قامت به قوات الأسد. غير أنه وفي بعض الأحيان يضطر المنقذون إلى البحث عن الضحايا المدفونين تحت أكوام الركام بأظافرهم وأيديهم، بسبب نقص أبسط المعدات والأدوات اللازمة.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Sultan
سُحب الدخان كسلاح
تجري محاولات في الأحياء التي يسيطر الثوار لوقف تقدم قوات النظام بشتى الطرق وبكل الوسائل المتاحة. وهنا في حي مشهد أُحرقت إطارات السيارات للتشويش على الطيران.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
افتراش السيارات والتحاف السماء
من يفقد منزله، يتعين عليه البحث عن مأوى. لا يأوي المشردين إلى الخيام وحدها؛ إذ أن الحاجة ألجأت البعض إلى الحافلات القديمة والخارجة من الخدمة.
صورة من: picture-alliance/AA/A.H. Ubeyed
بيوت للاجئين
طلب النظام السوري من السكان في مناطق الثوار مغادرتها، ومن ثم أنزلهم في مباني شمال المدينة، كما يبدو في هذه الصورة.
صورة من: picture-alliance/AP-Photo
حتى المساجد لم تنجُ بجلدها (بقبابها)
لم تنجُ الكثير من مساجد حلب من القصف والدمار. هنا تظهر قبة مسجد عمر بن الخطاب في حي كفر حمرة.
صورة من: picture-alliance/AA/T. el Halebi
القصف والانفجارات تخرق صمت الليل
لا تهدأ العمليات الحربية لا ليلاً ولا نهاراً. مراراً وتكراراً تتصاعد أعمدة الدخان خارقة عنان السماء. في الصورة نشاهد انفجار مستودع ذخيرة للقوات الحكومية.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Kurab
حديقة لزراعة الخضار وسط الدمار
يتعين على المدنيين تدبر أمر طعامهم. يقوم عبد الله بزراعة الخضار في حديقة صغيرة وأكوام الحطام والدمار تحيط بها من كل الجوانب. وتستمر الحياة!
صورة من: picture-alliance/AA/M. El Halabi
بانتظار...الخبز
يتوجب على الناس انتظار ساعات وساعات للحصول على ما يسد الحد الأدنى من الرمق: بعض أرغفة الخبز. الصور في حي شمال حلب يسيطر عليه الثوار.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Al-Masri
أطفال بعمر الزهور يقتنصون هدنة
حالف الحظ هؤلاء الأطفال بهذه الفسحة من الوقت ليلعبوا قليلاً ويستعيدوا بعضاً من لحظات طفولتهم المسروقة. الصورة مأخوذة في حي الأتارب وعمر الصورة شهر. كبر الكثير من الأطفال قبل أوانهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A.H. Ubeyed
لعبة الحرب...للكبار وللأطفال!
هنا لا يلعب الأطفال ألعابهم التقليدية فقط. إذ انخرط بعضهم بشكل غير واعٍ في تقليد الكبار، فشرعوا يطلقون النار على بعضهم البعض من مسدسات بلاستيكية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
استثناء يؤكد القاعدة
لم يحل الدمار في كل مكان. حتى الآن، لم تطل يد الدمار والحرب كنيسة القديسة ماتيلدا للروم الملكيين الكاثوليك. تظهر في الصورة احتفالات الكنيسة بمناسبة "يوم الشباب الدولي" 2016 إذا تجمع في الكنيسة المئات للاحتفال بهذا المهرجان الذي نظمته الكنيسة الكاثوليكية حول العالم في الأيام الأخيرة من الشهر المنصرم.
صورة من: picture-alliance/dpa/WYD Krakow2016
13 صورة1 | 13
من جهة أخرى، حذر مسؤول الدفاع المدني في مناطق المعارضة السورية من أن الحياة اليومية في حلب ستتحول خلال شهر الى جحيم تحت ضربات النظام السوري وحليفته روسيا، وسكان المدينة قد يتعرضون لـ"مجزرة" في حال "سقوطها" في أيدي قوات النظام.
وتحدث رئيس "الخوذ البيضاء" رائد الصالح، وهو سوري في الثلاثين من العمر، خلال جولة في نيويورك وواشنطن لإطلاع الأمم المتحدة والولايات المتحدة على مصير المتطوعين في "الدفاع المدني السوري"، المنظمة الانسانية التي تشارك في عمليات الإنقاذ في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وقال الشاب، الذي كان رجل أعمال قبل الحرب، "سيستغل المدنيون أول فرصة للفرار من المدينة. لكن دون أي ضمانات بالحصول على أدنى حماية أو أمن". وأضاف "إننا قلقون جدا. يمكن لهؤلاء الأشخاص التعرض للقتل أو الخطف أو الاعتقال".
ورأى أن القسم الشرقي من حلب المحاصر من قوات النظام، والذي يتعرض لهجوم منذ أيام، لن يصمد "لأكثر من شهر" بسبب التدمير الجاري لما تبقى من الخدمات العامة. وقال الصالح "لن يكون هناك مياه أو كهرباء أو وقود ولن تتمكن المستشفيات من مواصلة عملها".
وتساءل في حال سقطت أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة بأيدي قوات النظام، ماذا سيحل بمتطوعي الخوذ البيضاء ال122 الذين ينقذون الارواح يوميا؟. وقال "إنهم يعيشون في الظروف نفسها كالمدنيين الآخرين. إني مقتنع بأن النظام سيبذل كل ما في وسعه لقتلهم أو توقيفهم".
وأكد أنه أحصى "1700 غارة جوية" شنها الطيران السوري والروسي أوقعت "حوالى ألف قتيل وجريح" منذ أن أعلنت قوات الرئيس بشار الأسد في 19 أيلول/سبتمبر "انتهاء" الهدنة التي فرضت بصعوبة بموجب اتفاق أميركي-روسي وقع في جنيف.