قصفت فصائل المعارضة بشكل مكثف أحياءا تابعة للنظام، فيما أشارت أنباء عن وقوع اشتباكات في دمشق رغم التهدئة التي أعلن عنها الجيش السوري. ودي ميستورا يزور موسكو.
إعلان
قصفت الفصائل المعارضة صباح الثلاثاء (الثالث من أيار/ مايو 2016) بشكل مكثف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب في شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، بينهم طفل، وإصابة نحو 50 آخرين بجروح وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان القريب من المعارضة الذي أشار أيضا إلى اشتباكات أخرى اندلعت شرقي دمشق الليلة الماضية شنت خلالها القوات النظامية قصفا رغم تهدئة مؤقتة أعلنها الجيش السوري في المنطقة.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن "الفصائل الإسلامية والمقاتلة قصفت بشكل مكثف طوال الليل ثم صباح اليوم بعشرات القذائف أحياء حلب الغربية" ومن بينها الموكاكبو والمشارقة والأشرفية وشارع النيل والسريان.
وأسفر القصف الذي لا يزال مستمرا عن مقتل "أربعة مدنيين، بينهم طفل، وأصيب حوالي 50 آخرين بجروح، بعضهم في حالات خطرة"، وفق عبد الرحمن.
في المقابل لم تسجل أي غارة جوية على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس والمرصد السوري.
ودارت خلال الليل، بحسب المرصد، اشتباكات بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط حي جمعية الزهراء وأطراف حي الراشدين الواقعين تحت سيطرة النظام.
وتشهد مدينة حلب منذ أكثر من عشرة أيام تصعيدا عسكريا أسفر عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة المرصد السوري.
وتستهدف الطائرات الحربية السورية الأحياء الشرقية، فترد الفصائل المعارضة المسلحة بقصف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف الصاروخية.
وعلى الصعيد السياسي، أنهى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الاثنين زيارة خاطفة لجنيف أجرى خلالها لقاءات عدة تركزت حول سبل إعادة إحياء الهدنة في سوريا، مشددا أن النزاع في هذا البلد بات "خارج السيطرة".
في صور: حلب بين الأمس واليوم
بعد 68 شهرا من الحرب السورية التي نالت منها حلب نصيبا كبيرا، اتخذت المدينة وجها آخر مختلفا، فاحتلت الأنقاض وبقايا البنايات مكان الأسواق التاريخية والمباني الأثرية التي اشتهرت بها المدينة، وتحولت صور الأمس إلى ذكريات.
صورة من: Reuterse/Sana
جامع حلب الكبير أو الجامع الأموي أو جامع بني أمية هو أكبر وأحد أقدم المساجد في مدينة حلب السورية. أصبح جزءا من التراث العالمي منذ عام 1986. شيدت مئذنة المسجد في عام 1090 ودمرت في نيسان/ أبريل من العام 2013 نتيجة للمعارك التي اندلعت هناك خلال أحداث الحرب.
صورة من: Imago/imagebroker
تأثر الجامع بالمعارك الدائرة في حلب خلال الحرب السورية سنة 2013 فبالإضافة إلى تدمير مئذنته وسط اتهامات بين المعارضة والنظام، تعرضت مكتبته التاريخية للحرق نتيجة للمعارك الدائرة في محيطه. منذ نيسان/ أبريل 2013 اُعتبر المسجد من أحد مناطق الاشتباكات بين الثوار وقوات الحكومة السورية، التي تتمركز بمنطقة غير بعيدة عن المسجد.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
سوق حلب القديم من أبرز معالمها التاريخية ويسمى أيضا بـ "بازار حلب" ويضم العديد من الأسواق التاريخية باعتبار أنه ينظر إلى حلب كعاصمة اقتصادية لسوريا ومدينة تجارة بامتياز. سوق حلب كان من المواقع التي كان السياح يحرصون على زيارتها.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
شيدت معظم أجزاء السوق في القرن الرابع عشر وسميت حسب أسماء الحرف والمهن المزاولة فيها، مثل سوق الصوف. السوق منح للتجار ولبضائعهم خانات متواجدة حول الأسواق. أخذت الخانات أيضاً أسماءها من مواقعها وحرفة السوق الواقع فيه. كانت هذه الخانات قبل الحرب تتميز بواجهاتها الجميلة المحصنة بالأبواب الخشبية المتينة.
صورة من: picture alliance/CPA Media/D. Henley
أما اليوم فقد تحول السوق الكبير إلى كومة ضخمة من الخراب والدمار والأنقاض بسبب المعارك الشرسة بين قوات الجيش النظامي وقوى المعارضة المسلحة.
صورة من: picture-alliance/AA/K. Bozzdogan
وحتى المحلات والدكاكين، التي لم تدمر بالكامل أغلقت وانتهى النشاط التجاري في هذه المنطقة، وذلك بسبب استمرار الوضع المتردي.
صورة من: AFP/Getty Images
قلعة حلب الأثرية التي تعتبر أيضا من أبرز معالم المدينة السياحية وهي مدرجة ضمن التراث العالمي. لم تتأثر بشكل كبير من الحرب لكن في أغسطس 2012 تعرضت بوابتها الخارجية لأضرار نتيجة قصفها إثر اشتباكات دارت بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي في محاولة السيطرة على القلعة.
صورة من: picture-alliance/dpa
صورة من فوق تظهر الفرق بين محيط قلعة حلب التاريخية قبل الأحداث وبعدها. دمار كبير غير ملامح المنطقة نتيجة المعارك القوية.
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
صورة شاملة لحلب من فوق تعود لسنة 2007، أي قبل أربع سنوات من بداية الصراع السوري.
صورة من: Imago/A.Schmidhuber
حلب التي تعتبر من أقدم مدن العالم، ومحجا للسياح والمهتمين بالتاريخ تحولت اليوم إلى منطقة إستراتيجية تخضع لحسابات الحرب والتحالفات العسكرية.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
باتت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها تسيطر على أكثر من 85 في المائة من مساحة الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وبات مقاتلو المعارضة محصورين داخل عدد من الاحياء في جنوب شرق المدينة، وسط مساعي لخروجهم عبر ممرات آمنة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
حلب الشرقية ما تزال تحت القصف..مقاتلو المعارضة ما يزالون يتحصنون في بعض الجيوب، بعد تقدم كاسح لقوات نظام الأسد فيما تبقى من أحياء المدينة.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Karwashan
المدنيون يحاولون الفرار من مناطق القصف في شرق حلب...منذ بدء هجوم قوات الأسد على شرق حلب في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 384 مدنيا بينهم 45 طفلا في حلب الشرقية جراء القصف والغارات والمعارك، فيما قتل 105 مدنيين في غرب حلب نتيجة قصف من مقاتلي المعارضة.
صورة من: Reuters/Sana
الأمم المتحدة أبدت قلقها ازاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة.
صورة من: Reuterse/Sana
14 صورة1 | 14
وبعد أن غادر كيري جنيف تتجه الأنظار إلى موسكو التي يزورها اليوم الثلاثاء الموفد الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف.
والهدف هو نفسه أي العمل على إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي تمّ التوصل إليه في السابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي بعد أن شهد خروقات خطيرة جدا خلال الأيام العشرة الماضية بشكل خاص.
وبعد لقاءه في جنيف نظيريه الأردني والسعودي ودي ميستورا صرح كيري: "نعد لآلية أفضل لمراقبة وقف جديد لإطلاق النار"، لكن دون الكشف عن المزيد من التفاصيل سوى عن وجود "اقتراحات عدة". كما أشار كيري إلى نقاش دائر حول إنشاء "آلية" متابعة، موضحا: "سنحاول في الساعات المقبلة معرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، ليس فقط لإعادة العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية، بل لإيجاد مسار نستطيع اعتماده" لكي لا تكون النتيجة وقفا لإطلاق النار ليوم أو يومين فقط بل لأكثر.