أكدت مصادر من العاصمة اليمنية صنعاء أن مدنيين أيضا قتلوا خلال قصف الطائرات المشاركة في "عاصفة الحزم" والتي استهدفت مطار صنعاء ومواقع عسكرية للحوثيين ودفاعاتهم الجوية وبطاريات صواريخ.
إعلان
قتل ما لا يقل عن 14 شخصا في حي سكني بصنعاء جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات حربية خلال الليل في اليمن ضمن عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية والتي أدت حتى الآن إلى الحاق أضرار كبيرة بالقدرات العسكرية للحوثيين، بحسب مصدر في الدفاع المدني اليوم الخميس (26 مارس/ آذار) ومصادر رسمية.
وقال المصدر في الدفاع المدني لوكالة فرانس برس إن "13 مدنيا بينهم أطفال ونساء قتلوا في الغارات السعودية خلال الليل" فيما كان عناصر من الدفاع المدني يواصلون بمساعدة بعض السكان البحث عن ضحايا آخرين تحت أنقاض سبعة منازل طاولتها الغارات، بحسب شهود.
وتقع هذه المنازل في حي قريب من المطار الدولي في صنعاء وبالقرب من قاعدة جوية تم قصف مدرجها الوحيد بحسب سكان.
وأطلقت السعودية خلال الليل عملية عسكرية في اليمن بمشاركة "أكثر من عشر دول" للدفاع عن الرئيس عبدربه منصور هادي في مواجهة تقدم المتمردين الحوثيين الشيعة.
الهجوم السعودي "المضاد" في اليمن....صراع إقليمي طائفي
بعد أطوارالحرب الأهلية في سوريا والعراق التي تتسم بطابع مذهبي، يطفو الآن المشهد اليمني على السطح. العملية العسكرية التي بدأت السعودية بشنها في اليمن ضد الحوثيين تشكل أحدث حلقة في صراع نفوذ إقليمي مع إيران.
صورة من: picture alliance/HANS PUNZ/APA/picturedesk.com
العملية العسكرية التي بدأت السعودية بشنها في اليمن قالت إنها تتم بالتنسيق مع تحالف يضم عشر دول بهدف التصدي للمقاتلين الحوثيين الذين يحاصرون عدن (جنوب) التي لجأ إليها رئيس هادي عبد ربه منصور. العملية اطلق عليها"عاصفة الحزم" وتشكل أحدث تطور في صراع النفوذ مع إيران.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Ozer
يشكل القصف الجوي محورا أساسيا في عملية"عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية، بهدف ضرب مواقع الحوثيين لوقف تقدمهم السريع للسيطرة على عدن عاصمة جنوب اليمن، والتي تشكل آخر معقل للرئيس الشرعي هادي عبد ربه منصور.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
تتخوف القوى الكبرى من قيام الحوثيين بالسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي بسبب ارتباطهم بإيران التي تسيطر بدورها على مضيق هرمز، وهو المضيق الاستراتيجي الآخر الذي يربط بين الخليج وبحر العرب.
صورة من: Reuters/N. Quaiti
دعا زعيم الحوثيين الشيعة عبد الملك الحوثي إلى "التعبئة العامة" لمحاربة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، كما قال. أما السعودية فهي قلقة من تطور الوضع في اليمن ومن ازدياد مستوى نفوذ غريمتها إيران بعد تقدم الحوثيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
لا تزال البحرين معرضة لحدوث اضطرابات منذ أن فشلت انتفاضة 2011 التي قادتها الأغلبية الشيعية. وكانت السعودية قد قامت بإرسال قوات أمنية لإخماد الانتفاضة. وتم توجيه انتقادات للسعودية من طرف المعارضة في البحرين ومن إيران أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد فرار أفراد من الجيش العراقي من الخدمة خلال صيف العام الماضي، شكلت عشرات الجماعات شبه عسكرية وتابعة للحكومة العراقية ما يسمى ب"الحشد الشعبي" المدعوم من إيران لمحاربة "داعش".
صورة من: AFP/Getty Images/A. Al-Rubaye
هناك تخوفات من أن تقوم قوات "الحشد الشعبي"، وغالبيتها من الشيعة، بالانتقام من المواطنين السنة. ويخوض مسلحو "الحشد الشعبي" الآن معركة بهدف استعادة مدينة تكريت السنية، مسقط رأس صدام حسين، من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: AFP/Getty Images/A. Al-Rubaye
تعمل إيران على دعم النظام السوري وتقدم له الخبرات اللازمة للحفاظ على السلطة خلال الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ نحو أربع سنوات. كما يحضى نظام الأسد أيضا بدعم كبير وفاعل من حزب الله اللبناني.
صورة من: Reuters
بمساندة من حزب الله يحاول الجيش السوري استعادة سيطرته على أراضي لها أهمية حيوية، كما تقوم إيران بدعم سوريا وتقدم لها الخبرات اللازمة للحفاظ على السلطة في البلد الذي مزقته الحرب منذ نحو أربع سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
أدت الحرب في سوريا وقتال حزب الله إلى جانب نظام الأسد لمواجهة "داعش" إلى أزمة سياسية في لبنان. فحتى الآن لم يتوصل الفرقاء السياسيون في لبنان إلى انتخاب رئيس الدولة، حيث لازال منصبه شاغرا.
صورة من: picture alliance/ZB
تسعى إيران من خلال تشديد قبضتها على اليمن والعراق وسوريا ولبنان إلى تحقيق امتيازات قبل التوصل إلى أي اتفاق نووي مرتقب، غير أن طموح إيران النووي يولد تخوفات لدى دول عربية سنية مثل السعودية، الخصم التقليدي لإيران.
صورة من: picture alliance/HANS PUNZ/APA/picturedesk.com
11 صورة1 | 11
وأكدت دول مجلس التعاون الخليجي ما عدا سلطنة عمان أنها قررت أن تلبي نداء الرئيس هادي بالتدخل لحماية الشرعية.
وتهدف هذه العملية بحسب الرياض إلى "الدفاع عن الحكومة الشرعية ومنع حركة الحوثيين المتطرفة (المدعومة من ايران) من السيطرة على البلاد". وقالت قناة العربية التلفزيونية اليوم إن السعودية تشارك بمئة طائرة حربية و150 ألف جندي في العملية العسكرية في اليمن وإن مصر والأردن والسودان وباكستان أبدوا استعدادهم للمشاركة في هجوم بري. ولم يصدر تأكيد من الرياض بشأن هذه الأرقام. وأضافت العربية أن طائرات من مصر والمغرب والأردن والسودان والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين تشارك أيضا في العملية.
وفي أول بيان نشرته وكالة الانباء السعودية جاء ان العملية أدت إلى "تدمير الدفاعات الجوية للمتمردين الحوثيين في قاعدة الدليمي العسكرية (ملاصقة لمطار صنعاء) وتدمير بطاريات صواريخ سام وأربع طائرات مقاتلة".
وقال مراسل وكالة فرانس برس إن انفجارات قوية دوت في العاصمة مع رد المضادات الأرضية لدى مرور الطائرات الحربية في سماء صنعاء. وأضاف أن الغارات التي بدأت ليل الأربعاء الخميس فاجأت سكان صنعاء وأن قوة الانفجارات روعتهم.
وقالت المصادر ان مطار صنعاء الدولي وقاعدة الدليمي الجوية المحاذية للمطار في شمال العاصمة صنعاء وكذلك معسكر للقوات الخاصة كانت هدفا للطائرات موضحة أن حريقا شب في القصر الرئاسي.
وبحسب هذه المصادر، فان الغارات استهدفت ايضا مقر المكتب السياسي لميليشيا الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء مطلع شباط/فبراير.
وأكد مصدر أمني في مطار عدن إن مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي استعادت اليوم الخميس السيطرة على المطار، وذلك بعد انطلاق العملية العسكرية ضد الحوثيين. وقال المصدر إن "الكتيبة الموالية لـ (الرئيس السابق) علي عبدالله صالح التي سيطرت على مطار عدن انسحبت خوفا من القصف الجوي واستعادت اللجان الشعبية السيطرة على المطار".