قالت روسيا إن شخصين قتلا وأصيب ثلاثة في هجوم صاروخي أوكراني على مدينة بيلغورود الحدودية وأن مسيرات أوكرانية قصفت مصفاة سيزران، هذا فيما بدأت كييف عملية إجلاء جماعية في منطقة بشمال البلاد.
إعلان
أفادت السلطات الروسية بمقتل شخصين في ضربات جديدة السبت (16 آذار/مارس 2024) استهدفت مدينة بيلغورود الروسية عند الحدود مع أوكرانيا مع اتهام كييف بتكثيف عمليات القصف تزامنا مع الانتخابات الرئاسية في روسيا.
وقال حاكم المنطقة التي تحمل الاسم نفسه فياتيسلاف غلادكوف عبر تلغرام "قتل شخصان هما رجل وامرأة" مشيرا إلى إسقاط ثمانية صواريخ فوق بيلغورود. وأوضح أن الرجل قتل بعدما أصيبت شاحنته في الضربة فيما قضت المرأة في موقف للسيارات. وأصيب نجل هذه الأخيرة بجروح بالغة و"يجهد الأطباء لإنقاذ حياته". وأصيب شخصان آخران أيضا.
وكانت وزارة الدفاع أعلنت في وقت سابق إسقاط صواريخ ومسيّرات فوق منطقتي بيلغورود وكورسك الحدوديتين اللتين تعرضتا طوال الأسبوع لهجمات مصدرها أوكرانيا المجاورة.
وتفيد وحدات لمقاتلين روس مناهضين للكرملين بأنها تشن توغلات مسلحة وعمليات قصف في خضم الانتخابات الرئاسية في روسيا الممتدة على ثلاثة أيام من 15 آذار/مارس إلى 17 منه والتي يتوقع فوز فلاديمير بوتين فيها بولاية جديدة. وتوعد هذا الأخير أوكرانيا برد على هذه الهجمات.
وفي نفس السياق، قال حاكم منطقة سامارا الروسية اليوم السبت إن طائرات مسيرة أوكرانية هاجمت مصفاتي نفط تابعتين لشركة روسنفت في المنطقة دون التسبب في وقوع إصابات، مضيفا أن النيران اشتعلت في منشأة واحدة.
وقال الحاكم دميتري أزاروف في بيان نشر على تطبيق تيليغرام للرسائل إن النيران اشتعلت في مصفاة سيزران بمنطقة نهر الفولغا، لكن تم إحباط هجوم على مصفاة نوفوكوبيشيف. وأضاف أنه تم إجلاء العاملين في المصفاتين، ولم تقع إصابات.
وأظهرت لقطات نُشرت على الإنترنت لم يتم التحقق منها ما يبدو أنه حريق كبير في مصفاة سيزران، وخدمات الطوارئ وهي تعمل في مكان الحادث.
واستهدفت أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية البنية التحتية النفطية الروسية بشدة، إذ ضربت مصافي في أنحاء الشطر الأوروبي من روسيا.
كولومبيون يقاتلون بجانب الأوكرانيين
03:45
وعلى الجانب الأوكراني، قال مسؤولون محليون أمس الجمعة إن السلطات الأوكرانية بدأت عمليات إجلاء جماعية للمناطق السكنية في منطقة سومي شمال البلاد القريبة من الحدود الروسية بعد فترات طويلة من القصف المكثف للمنطقة.
وقالت الإدارة العسكرية لمنطقة سومي، على تطبيق الرسائل تيليغرام، إن أكثر من 180 من سكان المناطق القريبة من منطقة فيليكوبيسارسكا المتاخمة للحدود تم إجلاؤهم خلال الأيام الثلاثة الماضية.
ولطالما أصدرت السلطات في سومي تقارير يومية عن القصف الروسي، لكن الهجمات أصبحت أكثر كثافة. وقالت الإدارة الإقليمية إن المناطق المعنية هي "الأكثر توترا" في منطقة سومي، حيث قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب 13 آخرون خلال الأيام الخمسة الماضية. وقالت الإدارة إنه تم إجلاء أكثر من 4500 ساكن من 22 قرية في منطقة سومي، لكنها لم تحدد إطارا زمنيا.
خ.س/ع.أ.ج (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.