يعاني الشعب التركي من أزمة اقتصادية حادة اشتدت مع تفشي وباء كورونا. بينما يشيّد الرئيس التركي قصوراً فخمة بأموال دافعي الضرائب، بهدف إحياء الماضي العثماني.
وبفعل أزمة كورونا باتت الأمور أكثر تعقيدا حيث ألحق الوباء خسائر كبيرة بقطاع السياحة الذي يعد واحدا من أهم القطاعات الحيوية في تركيا. لذلك بات على المواطنين الأتراك إما "شد أحزمتهم" بمعنى التقشف أو كما يفعل الشباب، الهجرة هربًا من قلة الفرص في بلدهم. في الوقت ذاته وفي ظل الأزمة القائمة لا يطرح الرئيس التركي أردوغان أي حلول للأزمة، بدلا عن ذلك، يشيد قصورا فخمة.
قصر الرئاسة في أنقرةصورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos
رغم الانتقادات التي توجهها له المعارضة يمضي رجب طيب أردوغان قدمًا في تشييد مشاريعه التي تقدر تكلفتها بملايين الدولارات، من بينها قصر فخم شيّده مباشرة على ضفاف بحيرة فان.
معمارياً يشبه هذا المبنى قصر السلطان السلجوقي الأناضولي علاء الدين كيقباد الأول. أما موقع تشييده فهو حسبما أعلنت الحكومة التركية، فقد شيّد بالضبط في المكان الذي نصب فيه السلطان السلجوقي ألب أرسلان خيمته أثناء موقعة ضد البيزنطيين انتصر فيها عليهم.
وذكرت تقارير إعلامية تركية أن ميزانية هذا القصر تقدر بـ14,4ملايين يورو، بينما كانت الميزانية التي أعلن عنها قبل انطلاق المشروع لا تتجاوز 3,4 ملايين يورو. كما يعتقد أن المقاول المكلف بأعمال البناء زميل دراسة قديم للرئيس أردوغان.
هوس القصور
المعارضة من جهتها لم تتوقف في محاولاتها لوقف خطط البناء. ففي يوليو/ تموز من عام 2019 تم إيقاف تشييد هذا القصر فعليًا من قبل المحكمة الدستورية التركية بسبب إعاقته لوصول الناس إلى الشاطئ والمنطقة المحيطة بالبحيرة.
بيد أن حكومة أردوغان عملت على تغيير القانون ليتم في نهاية المطاف إبطال الحظر المفروض من قبل المحكمة العليا. بعدها وبنبرة من التحدي ردّ الرئيس أردوغان على منتقدي خطط البناء قائلا: "يمكنك أن تقلب نفسك رأسا على عقب كيفما تشاء، هذا القصر سوف يتم بناؤه".
الرئيس أردوغان رفق عقيلته على متن طائرة ينظران منها إلى مبنى الإقامة الصيفية.صورة من: picture-alliance/AA/Turkish Presidency/Handout/M. Cetinmuhurdar
وانتقد غوليزار بايسر كاراكا عضو حزب الشعب الجمهوري في البرلمان التركي تصرفات الرئيس قائلاً: "بسبب جشع رجل واحد، يتم التضحية بشواطئ بحيرة فان. في الوقت الذي يعاني فيه الملايين من مواطنينا من الأزمة الاقتصادية، يهدي الرجل لنفسه قصرا تلو الآخر".
حزب العدالة والتنمية الحاكم ردّ من جهته على هذه التصريحات عبر رئيس الكتلة البرلمانية جاهد أوزكان الذي قال: "كيف تنظرون إلى القصر؟ نحن نرى المبنى موطنًا للأمة كلها".
إقامة صيفية بـ300 غرفة!
وإلى جانب الإقامة على بحيرة فان يمتلك أردوغان قصرًا صيفيًا رائعا آخر شيّد في خليج أولوغول قرب مدينة مارماريس المتوسطية. ووفقًا للصحافة التركية فإن مشروع البناء كان مكلفا للغاية وغير صديق للبيئة. ووصلت تكلفة بناء هذه الإقامة الفخمة من 300 غرفة، أكثر من 37 مليون يورو حتى الآن. وقد تمّ اقتلاع 50 ألف شجرة لتوفير المجال لتشييد مقر الإقامة الصيفية لأردوغان.
صورة تظهر كمية الأشجار التي تمّ اقتلاعها من أجل بناء الإقامة الصيفية لأردوغان. صورة من: DW
وفي المجموع يعد هذا ثالث قصر يبنيه الرئيس التركي بأموال الضرائب. وانتقل أردوغان إلى مقر إقامته الرسمية الفخمة في أنقرة عام 2014. وبسبب تكاليف البناء الباهظة التي بلغت نصف مليار يورو، ولكونه أيضا شيّد وسط محمية طبيعية، كانت هناك مقاومة كبيرة، لكنها ظلت دون جدوى.
فالقصورالثلاثة لأردوغان إلى جانب مشاريع أخرى هي بمثابة تكريم معماري وسياسي للماضي السلجوقي العثماني. والأسلوب المعماري المتبع هو بالطبع مختلف تماما عن المباني الأثرية النموذجية التي شيدت في فترة ما بعد تأسيس الدولة التركية عام 1923.
كتابة: عمار بيليوت/دانييل دريا/ع.ع
قصور رئاسية مبهرة
الروس لديهم الكرملين، وللأمريكيين البيت الأبيض، وللفرنسيين قصر الإليزيه. أما الأتراك فلديهم الآن القصر الأبيض الجديد. إنه أيضا مثل غيره من القصور سابقا: فهو فخم ومبهج وقمة في الروعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kay Nietfeld
الرئيس التركي في القصر الأبيض
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حصل على إقامة جديدة للمكتب الرئاسي داخل القصر الأبيض في أنقرة. وهو مجمع ضخم يحتوي على ألف غرفة، ومجهز بقاعات اجتماعات وغرف محمية من القنابل النووية، غير أن هنالك انتقادات بشأن مخالفات في البناء والتكلفة العالية .
صورة من: picture alliance/AA/M.Ali Ozcan
البترو-دولار وبنايات فاخرة
تشكل عاصمة كازاخستان نقيضا للتواضع بالكامل. في الليل تتغير ألوان مباني الحكومة باستمرار. والقصر الرئاسي فيها هو نسخة للبيت الأبيض في واشنطن. في العهد السوفييتي كان نور سلطان نزارباييف رئيسا للبلاد الغنية بالمواد الخام، ويعتقد أن عائلته تملك سبعة مليارات دولار.
صورة من: picture alliance/dpa
صورة العظمة في تركمانستان
في هذا القصر في عشق أباد كان يقيم الديكتاتور بيرديمحمدوف، الذي نصب نفسه الأب الروحي للتركمان. وكان مستشفى الأمراض العقلية مصير كل من انتقده.
صورة من: picture alliance/dpa
عقار الإقطاعية في كييف
بنيت هذه الإقامة الفاخرة في ميشجوري بالقرب من كييف للرئيس المخلوع فكتور يانكوفيتش، والذي أطيح به في شباط/فبراير 2014 . بعد هروبه، قام نشطاء بنشر وثائق وصور على الانترنت حول هذه البناية التي تقدر تكلفتها الإجمالية بثمانية ملايين يورو.
صورة من: AFP/Getty Images/Genya Savilov
جشع وطمع بلا حدود
هكذا بدا المشهد لدى الرئيس الأوكراني السابق من الداخل. ذهب كثير وأبهة وفن هابط، والفساد والمحسوبية فتأكدت كل المزاعم تجاه يانوكوفيتش. لقد تم اختلاس مئات الملايين من اليورو، كما وصل ولدا الرئيس فيكتور والكسندر للثروة والغنى من خلال الدعم الذي قدمه كبار مسئولي الصناعة .
صورة من: AFP/Getty Images/Yuriy Dyachyshyn
جنون الشعور بالعظمة المفرطة
هذا البناء الضخم الذي يشوه العاصمة الرومانية بوخارست هو احد اكبر القصور في العالم
صورة من: tony4urban/Fotolia.com
باريس
العاصمة الفرنسية باريس تحتوي على عشرات القصور العريقة مثل قصر الاليزيه وقصر بوربون وقصر لوكسمبورغ ومبنى محكمة باريس.
صورة من: picture-alliance/dpa/Giancarlo Gorassini
بغداد
بالإضافة إلى القصر الجمهوري، يوجد في العاصمة العراقية العديد من القصور منها قصر شعشوع وقصر الفاو وقصر السلام
صورة من: picture-alliance/dpa
إسلام أباد
في شارع الدستور وسط العاصمة باكستان توجد اغلب المباني والمقار الحكومية المبنية بطريقة منظمة، فيوجد مبنى البرلمان ومقر رئيس الجمهورية الذي يتم فيه استقبال فيه زواره في نفس الشارع، وكذلك المحكمة العليا.
صورة من: picture-alliance/Xinhua/Landov
طهران
قصورِ الشاه أو مجمعِ قصور سعد آباد هي أكثرِ المتاحف استقطابا للسياح في إيران، وتتألف من مجموعة قصور شاه إيران محمد رضا بهلوي وأسرته قبل سقوط نظام الشاه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Orand-Viala
الدوحة
العاصمة القطرية هي مثال أخر لصور البهرجة والفخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/Rainer Jensen
أكرا
بنايات قديمة في لعاصمة الغانية أكرا، حيث يوجد بها بنايات تاريخية عريقة.
صورة من: picture-alliance/dpa/UPPA/Photoshot
مكسيكو سيتي
يوجد في المكسيك بنايات عريقة وفخمة، ولعل من أشهرها قصر، بالاسيو دي بياس أرتيس، الذي يعتبر متعة للناظرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
برلين
تشتهر برلين بقصورها التاريخية وحدائقها الغناءة، ويعتبر قصر بيل فيه الرئاسي Bellevue مقصدا مهما للسياح من ألمانيا أيضا. الكاتب: علاء الدين جمعة.