شكك قضاة ألمان من جدوى ارتداء الحجاب في المحاكم الألمانية، قائلين أن هذا من شأنه تقويض ثقة الجمهور بالقضاء، خاصة ممن هم من غير المسلمين، وكانت محكمة أوغسبورغ قد قضت في يونيو بعدم قانونية حظر الحجاب على متدربات المحاكم.
إعلان
شككت جمعيات القضاة الألمان بجدوى الحجاب بالنسبة للقاضيات داخل جلسات المحاكم، وقالت إنه من الممكن أن يقوض الثقة في القضاء.
وفي هذا السياق قال رئيس الجمعية في برلين روبرت سيغمولر في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية "إن هذه المشكلة قد تظهر في جلسات المحكمة، خاصة إذا كانت أطراف النزاع لا تدين بالإسلام، ولا تعتقد نفس المعتقدات"، موضحاً أن المسؤولية تقع على عاتق المشرعين من أجل إيجاد حلول متوازنة.
وكانت المحكمة الإدارية بمدينة أوغسبورغ جنوب ألمانيا قد قضت بعدم قانونية فرض حظر ارتداء الحجاب على متدربات محاكم ولاية بافاريا. وأيدت المحكمة في قرارها موقف طالبة قانون مسلمة تدريباً قضائياً منذ 2014، وفرضت عليها المحكمة ألا ترتدي الحجاب في المناسبات ذات الصلة بالجمهور.
وفور إعلان الحكم أعلنت حكومة بافاريا عزمها الطعن عليه. واستندت محكمة ميونيخ العليا التي كانت قد وظفت المرأة المسلمة، في قرار حظر الحجاب إلى لائحة أصدرتها وزارة العدل في بافاريا عام 2008 تلزم المتدربات العاملات على سبيل المثال في قاعة المحكمة أو عند أخذ أقوال الشهود بالتخلي عن ارتداء الحجاب.
غير أن قضاة محكمة أوغسبورغ دفعوا في الحكم بأن هذا الحظر لا يستند إلى أساس قانوني.
من جانبه أعلن وزير العدل بولاية بافاريا، فينفريد باوشبك، العضو بالحزب المسيحي الاجتماعي المحافظ بولاية بافاريا، في وقت سابق عزمه التقدم بحجج قانونية ضد الحكم لدى محكمة بافاريا الإدارية في ميونيخ، عاصمة الولاية.
وقال باوشبك معلقاً على الحكم: "لا يمكننا ترك النتيجة بهذا الشكل وترى الطالبة المتدربة البالغة من العمر 25 عاماً أن منعها من ارتداء الحجاب يمثل اضطهاداً لها وتشويها لسمعتها وهو ما دفعها لمطالبة ولاية بافاريا بتعويض قدره 2000 يورو مقابل ما لحق بها من ضرر. وحسب وزارة العدل في ميونيخ فإن هذه الحالة هي الوحيدة من نوعها حتى الآن.
ع.أ.ج/ ع.غ (د ب ا)
المحجبات في ألمانيا: بين التسامح والعنصرية
يعيش عدد كبير من المسلمات المحجبات في ألمانيا، ورغم أن القوانين الألمانية تكفل لهن حقوقهن إلا أنهن قد يحرمن من بعضها بسبب تشدد بعض العقليات، خاصة بالنظر للصور الخاطئة التي ينشرها المتطرفون الإسلاميون عن الدين الإسلامي.
صورة من: Getty Images
سيدة مسلمة في مدينة كولونيا، اختارت ارتداء حجاب بألوان علم ألمانيا خلال مظاهرة في المدينة احتجاجا على التمييز ضد المسلمين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعاني الكثير من النساء المحجبات من أصول أجنبية في ألمانيا من صعوبات الإندماج في المجتمع الألماني، ويزيد ارتداء الحجاب من حدة هذه المشاكل لدى البعض منهن.
صورة من: picture-alliance/dpa
قبل عام رفضت محكمة ألمانية دعوى قضائية قدمتها تلميذة مغربية لإعفائها من حصة السباحة لأسباب دينية، وسمحت لها بارتداء "البوركيني" احتراما لمبدأ "إلزامية التعليم".
صورة من: picture-alliance/dpa
قبل عشرة أعوام أقرت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون منع الحجاب للمدرسات المسلمات. ورغم ذلك فإن ثماني ولايات ألمانية طبقت هذا القانون في إطار ما يسمى ب"قوانين الحياد" والتي تحظر الرموز الدينية في المدارس العمومية.
صورة من: DW/A.Groß
حجاب النساء ليس وحده المنتشر في ألمانيا وإنما حجاب الطفلات الصغيرات أيضا، خاصة أن القانون الألماني لا يمنع التلاميذ من ارتداء رموز دينية، فأصبح منظرهن بالحجاب مألوفا في المدارس وفضاءات اللعب الخارجية.
صورة من: picture-alliance/dpa
رغم انتشار العنصرية في صفوف بعض الفئات في ألمانيا، إلا أن ذلك لا يمنع السائحات المحجبات من زيارتها، خاصة أن عددا كبيرا ممن يأتون إلى ألمانيا في إطار ما يسمى "السياحة الطبية" ينحدرون من دول الخليج.
صورة من: picture-alliance/Wolfram Stein
إلى جانب الحجاب اختارت مسلمات يعشن في ألمانيا ارتداء النقاب، ويواجهن لهذا السبب تحديات أكبر ترتبط أساسا بالأفكار النمطية حول الإسلام والسمعة التي يخلقها المتطرفون.
صورة من: picture-alliance/dpa/B.Roessler
لم تعد المرأة المحجبة في ألمانيا خاضعة للصورة النمطية حول المهاجرات المسلمات، إذ صارت تنشط هي أيضا في منظمات المجتمع المدني وتدافع عن حقوقها من خلال ندوات وورشات عمل كما تشارك في صنع القرار السياسي الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa
تشتكي بعض المسلمات المحجبات في ألمانيا من إقصائهن في سوق العمل بسبب ارتدائهن الحجاب، فرغم أن القانون الألماني يتيح للمرأة المسلمة العمل إلا أن بعض أربابه يتخذون من الحجاب سببا لرفض توظيفهن.
صورة من: picture-alliance/dpa
تخصص بعض المسابح في مدن ألمانية أياما خاصة بالنساء وذلك حتى يتسنى للمحجبات ممارسة هوايتهن بعيدا عن أعين الرجال، وهي فرصة لا تحظى بها الكثيرات حتى في بلدانهن الأصلية.
صورة من: picture-alliance/dpa
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحيي طالبة محجبة خلال زيارتها لمدرسة في برلين. الكاتبة: سهام أشطو