قضية إبادة الإيزيديين.. بلجيكا تحكم بالمؤبد على جهادي "ميت؟"
صلاح شرارة أ ف ب
١٤ نوفمبر ٢٠٢٥
في سابقة قضائية في بلجيكا، أصدرت محكمة الجنايات في بروكسل حكماً بالسجن المؤبد على جهادي بلجيكي يُعتقد أنه قُتل في سوريا، بعد إدانته غيابياً بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق الأقلية الإيزيدية في العراق وسوريا.
قالت أوليفيا فينيت، محامية اثنتين من الضحايا، لوكالة فرانس برس: "حتى لو لم يكن الحكم كافياً لمعالجة الصدمة، فإن فرض أقصى عقوبة يُعدّ اعترافاً بحجم الإساءة وفداحتها".صورة من: Ahmad Al-Rubaye/AFP
إعلان
حكمت محكمة الجنايات في بروكسل اليوم الجمعة (14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025) بالسجن المؤبد على الجهادي البلجيكي سامي جدو، بعد محاكمته غيابياً في أول قضية من نوعها في بلجيكا تتعلق بجرائم إبادة جماعية ضد الأقلية الإيزيدية في العراق وسوريا.
وأدين جدو، الذي كان يقاتل في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش" وقت وقوع الجرائم، بارتكاب إبادة جماعية لمشاركته في عمليات قتل بحق الإيزيديين، إضافة إلى جرائم ضد الإنسانية تشمل اختطاف ثلاث نساء إيزيديات، وضربهن، واغتصابهن، وإجبارهن على العبودية الجنسية بين عامي 2014 و2016.
ورغم إعلان وزارة الدفاع الأمريكية مقتله في غارة جوية على الرقة عام 2016، قررت السلطات البلجيكية محاكمته لغياب شهادة وفاة رسمية تثبت موته قانونياً. واستند التحقيق إلى شهادات جمعتها منظمات غير حكومية وصحافيون بعد سقوط آخر معاقل التنظيم في الباغوز عام 2019، ما ساعد في تحديد هوية ثلاث ضحايا إيزيديات، أدلت اثنتان منهن بشهادتيهما أمام المحكمة.
وقالت أوليفيا فينيت، محامية اثنتين من الضحايا، لوكالة فرانس برس: "حتى لو لم يكن الحكم كافياً لمعالجة الصدمة، فإن فرض أقصى عقوبة يُعدّ اعترافاً بحجم الإساءة وفداحتها".
بلجيكا تنضم بذلك إلى ألمانيا وهولندا والسويد، التي دانت جهاديين منذ عام 2021 لمشاركتهم في الإبادة الجماعية للإيزيديين.
ومن المقرر عقد محاكمة أخرى في باريس في مارس/ آذار 2026، هي الأولى في فرنسا بشأن الإبادة الجماعية للإيزيديين، وتستهدف أيضا جهاديا مشتبها به وهو الآن ميت.
تحرير: عبده جميل المخلافي
محنة الأقلية الأيزيدية في العراق ـ في صور
تسكن الأقلية الإيزيدية بالعراق وسوريا، ولعدة قرون تعرضت للاستهداف بسبب معتقداتها الدينية. أكبرها كان عام 2014، حين هاجمت "الدولة الإسلامية" القرى الإيزيدية في العراق، وارتكبت مجازر وُصفت بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: altreligion.about.com
تاريخ من الاضطهاد
على مدى مئات السنين، اضطُهدت الأقلية الإيزيدية بسبب بعض معتقداتها الدينية، حيث تجمع الإيزيدية بين الزرادشتية والمانوية والمسيحية والإسلام. على مدار التاريخ، تعرض الإيزيديون للقتل أو الإجبار على التحويل إلى دياناتٍ أخرى ووصل الحد إلى استعبادهم. ورغم أن الأقلية الإيزيدية، الناطقة باللغة الكردية، قد تعرضت للاضطهاد من قبل، خاصةً في العراق، إلا أن ما حدث عام 2014 كان بمثابة تحول مأساوي في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/D. Honl
إبادة جماعية
في عام 2014، شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً كبيراً على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وسيطر التنظيم في وقتها على مساحات شاسعة من الأراضي، وعاث فسادً في مناطق مثل جبل سنجار، موطن أجداد الإيزيديين. قتل التنظيم في وقتها أكثر من 5000 شخص واختطف ما يصل إلى 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، والنساء، ووصفت الأمم المتحدة الحدث بأنه "إبادة جماعية".
صورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos/Y. Akgul
العبودية والسبي
قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بـ"سبي" مئات الفتيات والنساء في أعقاب الاعتداء، وعرضوهن في ما يسمى "سوق النخاسة"، فباعوا النساء الإيزيديات واشتروهن كـ"سبايا"، وأنشأوا قاعدة بيانات لجميع النساء، بما في ذلك صور لهنّ، لتوثيق من اشتراهنّ ولضمان عدم هروبهن. وبينما تمكنت عشرات من النساء من الهرب والنجاة، ما زالت مئات آخريات في عداد المفقودات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Alleruzzo
المفقودون
ما زال الآف الرجال والنساء والأطفال من الإيزديين في عداد المفقودين. فيما يتهم البعض السلطات العراقية بأنها لم تقم بخطوات جدية للعثور على المفقودين، بعد عمليات تحرير الموصل في كانون الأول/ ديسمبر 2017. ويخشى الإيزيديون أن يبقى مصير ما يقارب 3000 إيزيدي مجهولًا إلى أجلٍ غير مسمى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/G. Romero
الشتات
في أعقاب هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد على الإيزيديين، فر العديد منهم إلى الدول المجاورة أو إلى أوروبا وخارجها. وبينما وجدت بعض الأسر ملجأ خارج بلدها، أُجبر آخرون على البقاء في مخيمات في كردستان العراق. تساعد الأمم المتحدة في إعادة بناء منازل الإيزيديين في موطن أجدادهم، لكن الكثيرين لازالوا يعتقدون بأن "داعش" يشكل تهديدًا على وجودهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Deop Photos/Y. Akgul