قضية الناجية أشواق تتفاعل..إيزيديات يخشين العودة إلى ألمانيا
٢١ أغسطس ٢٠١٨
تخشى إيزيديات ناجيات من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف بـ "داعش" من العودة إلى ألمانيا بعد السجال الذي دار حول قضية أشواق حجي. فبعد أن واجهت الأخيرة "مغتصبها الداعشي" في ألمانيا، تتردد الأخريات في العودة أيضا.
إعلان
يبدو أن قصة الإيزيدية الناجية من السبي أشواق حجي التي غادرت ألمانيا قبل أشهر بعدما واجهت "مغتصبها الداعشي" هناك بدأت تتفاعل. فالقصة كما يبدو تدفع عدداً من الناجيات إلى عدم العودة إلى ألمانيا لأنها لم تعد بلدا آمنا بالنسبة لهن، حسب ما عبرت الكثيرات منهن.
وفي هذا السياق قالت الناجية نسرين سعدو مراد البالغة من العمر 26 عاما، والتي تعيش الآن في مخيم شاريا للنازحين الإيزيديين، لوكالة الأنباء الألمانية :"لقد عانيت كثيرا من ظلم داعش حيث تعرضت 28 مرة للبيع والشراء، حاولت الانتحار مرتين ولم أنجح، ومنذ أن تحررت وأنا أسمع أن هناك خطة لإرسال الناجيات إلى ألمانيا لتلقي العلاج، وأنا أحتاج إلى علاج نفسي وجسدي. ولذلك قررت الذهاب إلى هناك لأنها فرصة لن تعوض". وأضافت :"ولكن بعد أن سمعت عن قضية أشواق وناجيات أخريات مثلها صادفن داعش هناك، قررت ألا أذهب ".
الفتاة الهاربة من "مستعبدها الداعشي" لا تنوي العودة لألمانيا
03:20
أما الناجية هينا عباس البالغة من العمر 17عاما، من ناحية كرعزير فقالت :"بداية، أريد أن أقول إن الشعب والحكومة الألمانية ساعدوا الإيزيديين كثيرا ونحن نشكرهم على ذلك. ولكن عندما سمعت عن قصة أشواق، وهي صديقتي، حيث كنا تحت أسر داعش سويا، قلقت جدا، مع أن والدتي وشقيقتي الصغيرة تعيشان في ألمانيا، وهما في زيارة لنا حاليا".
بيد أنها استدركت لتقول بحسرة: "لن أذهب إلى ألمانيا حتى لو تعرضت للموت هنا ... عندما كنت في أسر داعش كانت جنسيات الكثير من الدواعش أوروبية، ومن الطبيعي أن يعود هؤلاء إلى بلدانهم. وقد أبلغتني أشواق أنها لن تعود إلى ألمانيا مرة أخرى، وأنا أشجعها على قرارها".
وقالت حنان مراد البالغة من العمر 31عاما، وهي ناجية إيزيدية من شنكال ذهبت إلى ألمانيا لتلقي العلاج هناك وهي الآن في زيارة إلى أهلها في مخيم شاريا بإقليم كردستان :"رأيت قبل عامين في مدينتي بألمانيا داعشيا كان اغتصبني عندما كنت سبيته لمدة شهر في مدينة الرقة السورية".
وتابعت تقول: "أخبرت الشرطة هناك فقالوا لي بكل وضوح نحن لا نستطيع أن نحاسب أحدا لم يرتكب جريمة في بلدنا، فهو كان داعشيا في بلده... وفيما بعد أرسلت الشرطة عددا من أفرادها لحمايتنا في منزلنا ليلا ونهارا، وحتى الآن الحماية تقوم بحراستنا".
منظمة "روزا شنكال لحقوق الانسان" طالبت الحكومة الألمانية بحماية الناجيات الإيزيديات الموجودات على أراضيها وناشدتها "توفير الحماية اللازمة لهؤلاء الناجيات خاصة وأنهن عانين الأمرّين على يد المنظمات المتطرفة".
م.م/ أ.ح (د ب أ)
محنة الأقلية الأيزيدية في العراق ـ في صور
تسكن الأقلية الإيزيدية بالعراق وسوريا، ولعدة قرون تعرضت للاستهداف بسبب معتقداتها الدينية. أكبرها كان عام 2014، حين هاجمت "الدولة الإسلامية" القرى الإيزيدية في العراق، وارتكبت مجازر وُصفت بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: altreligion.about.com
تاريخ من الاضطهاد
على مدى مئات السنين، اضطُهدت الأقلية الإيزيدية بسبب بعض معتقداتها الدينية، حيث تجمع الإيزيدية بين الزرادشتية والمانوية والمسيحية والإسلام. على مدار التاريخ، تعرض الإيزيديون للقتل أو الإجبار على التحويل إلى دياناتٍ أخرى ووصل الحد إلى استعبادهم. ورغم أن الأقلية الإيزيدية، الناطقة باللغة الكردية، قد تعرضت للاضطهاد من قبل، خاصةً في العراق، إلا أن ما حدث عام 2014 كان بمثابة تحول مأساوي في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/D. Honl
إبادة جماعية
في عام 2014، شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً كبيراً على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وسيطر التنظيم في وقتها على مساحات شاسعة من الأراضي، وعاث فسادً في مناطق مثل جبل سنجار، موطن أجداد الإيزيديين. قتل التنظيم في وقتها أكثر من 5000 شخص واختطف ما يصل إلى 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، والنساء، ووصفت الأمم المتحدة الحدث بأنه "إبادة جماعية".
صورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos/Y. Akgul
العبودية والسبي
قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بـ"سبي" مئات الفتيات والنساء في أعقاب الاعتداء، وعرضوهن في ما يسمى "سوق النخاسة"، فباعوا النساء الإيزيديات واشتروهن كـ"سبايا"، وأنشأوا قاعدة بيانات لجميع النساء، بما في ذلك صور لهنّ، لتوثيق من اشتراهنّ ولضمان عدم هروبهن. وبينما تمكنت عشرات من النساء من الهرب والنجاة، ما زالت مئات آخريات في عداد المفقودات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Alleruzzo
المفقودون
ما زال الآف الرجال والنساء والأطفال من الإيزديين في عداد المفقودين. فيما يتهم البعض السلطات العراقية بأنها لم تقم بخطوات جدية للعثور على المفقودين، بعد عمليات تحرير الموصل في كانون الأول/ ديسمبر 2017. ويخشى الإيزيديون أن يبقى مصير ما يقارب 3000 إيزيدي مجهولًا إلى أجلٍ غير مسمى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/G. Romero
الشتات
في أعقاب هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد على الإيزيديين، فر العديد منهم إلى الدول المجاورة أو إلى أوروبا وخارجها. وبينما وجدت بعض الأسر ملجأ خارج بلدها، أُجبر آخرون على البقاء في مخيمات في كردستان العراق. تساعد الأمم المتحدة في إعادة بناء منازل الإيزيديين في موطن أجدادهم، لكن الكثيرين لازالوا يعتقدون بأن "داعش" يشكل تهديدًا على وجودهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Deop Photos/Y. Akgul