قضية هروب جديدة تسلط الأضواء على حجم التشدد الذي يواجه الفتيات في السعودية. تتعلق هذه المرة بهروب شقيقتين إلى هونغ كونغ في طريقهما إلى أستراليا، حيث تم اعتراضهما من قبل مسؤولين سعوديين في هونغ كونغ، حسب محامي الفتاتين.
إعلان
قالت شقيقتان سعوديتان الخميس (21 شباط/ فبراير 2019) في هونغ كونغ إن مسؤولين سعوديين اعترضوهما في مطار المدينة خلال محاولتهما الهرب إلى أستراليا، في قضية فرار جديدة لسعوديات من المملكة. وأصدر محامي الشقيقتين، اللتين عرّفتا عن نفسيها باسمين مستعارين هما ريم وروان، بياناً قالتا فيه إنهما تخلّتا عن ديانتهما الإسلامية وتخشيان من الحكم عليهما بالإعدام إذا أُجبرتا على العودة إلى السعودية.
وهربت الشقيقتان البالغتان 18 و20 عاماً، ويقول ممثلون عنهما إنهما تعرّضتا للتعنيف، إلى هونغ كونغ في أيلول/ سبتمبر خلال عطلة عائلية في سريلانكا، وأنهما تريدان السفر إلى أستراليا. وتقول الفتاتان إن مسؤولين سعوديين اعترضوهما وهما متواريتان في هونغ كونغ منذ قرابة ستة أشهر. وقالتا في بيان نشره محاميهما مايكل فيدلر: "لقد هربنا من منزلنا لضمان سلامتنا. نأمل أن نحصل على حق اللجوء في بلد يعترف بحقوق النساء ويعاملهن بالمساواة" مع الرجال.
وتطبّق السعودية نظام "ولاية الرجل" على المرأة منذ عقود، وهو ينص على حاجة النساء لموافقة الرجال من الأقرباء، الزوج أو الأخ أو الأب أو الابن، للتعلم وتجديد جوازات السفر ومغادرة البلاد.
وتأتي القضية بعد شهر على استقطاب الشابة السعودية رهف محمد القنون، البالغة من العمر 18 عاماً، اهتماماً عالمياً بهروبها من عائلتها بسبب تعرّضها للعنف الجسدي و"العبودية"، على حد تعبيرها، وحصولها على اللجوء في كندا.
وقال مركز العدالة في هونغ كونغ إن جمعية تعنى بالدفاع عن حقوق المهاجرين تقدم المساعدة لريم وروان، وإن الشقيقتين قد هربتا من "عنف مرتكب على أساس الجنس".
وبحسب بيان المحامي، فقد اعترض مجهولون الشقيقتين خلال محطة توقف وصادروا جوازيهما "وحاولوا خداع الشقيقتين" وإصعادهما على متن رحلة متّجهة إلى السعودية. وقد أدركتا لاحقا أن أحدهم هو القنصل العام للسعودية في هونغ كونغ، وأن حجزيهما للرحلة المتّجهة إلى أستراليا قد ألغي.
وتعذّر الحصول على تعليق من القنصلية السعودية على هذه المعلومات.
وقالت ريم وروان إنهما وبعد عدم تمكّنهما من الصعود على متن الطائرة الثانية وتخوّفهما من التعرّض لـ"الخطف"، غادرتا مطار هونغ كونغ ودخلتا المدينة كزائرتين. وبحسب البيان فقد اضطرّتا لتغيير مكان إقامتهما 13 مرة خوفاً على سلامتهما، بعدما تحدّثت تقارير عن محاولة الشرطة أخذهما لمقابلة أقرباء رجال ومسؤولين سعوديين. وقالتا: "نحن نحلم بمكان آمن حيث يمكننا أن نكون شابتين عاديتين، من دون عنف وقمع".
وقد أعلنت الفتاتان الخميس على حساب "شقيقتا هونغ كونغ 6" في تويتر أن جوازيهما قد ألغيا وأنهما تخشيان من أن تجبرا على الذهاب إلى القنصلية السعودية في هونغ كونغ. وكتبتا: "لا نريد أن نلقى نفس مصير جمال خاشقجي"، الصحفي السعودي المعارض لولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي قتل داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.
من جهتها، صرحت شرطة هونغ كونغ لوكالة فرانس برس أنها فتحت تحقيقاً في القضية وأكدت تلقيها بلاغاً عن شخص مفقود وبلاغاً منفصلاً من قبل "امرأتين أجنبيتين" في أيلول/ سبتمبر. ورفضت إدارة مطار هونغ كونغ الإدلاء بأي تعليق.
ح.ع.ح/ ي.أ (أ.ف.ب)
سعوديات كرسن حياتهن للدفاع عن حرية المرأة
الكفاح من أجل حرية المرأة السعودية وحقوقها، هو ما يجمع بينهن جميعاً. وجوه نسائية بارزة في السعودية كرسن حياتهن من أجل بنات جنسهن، وأن يكن صوتهن العالي، لكن الثمن كان حريتهن الشخصية. بعض هذه الناشطات في صور.
صورة من: privat
سمر بدوي: أشجع نساء العالم
استطاعت سمر بدوي إيصال صوتها إلى العالم، إذ عُرفت من خلال مسيرتها النضالية من أجل المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق وتحرير المرأة من القيود المفروضة عليها تحت غطاء العادات والتقاليد. بدوي، هي شقيقة المدون السعودي رائف بدوي، والذي اعتقل في العام 2012. كما اعتُقلت شقيقته الناشطة السعودية، الحائزة على جائزة أشجع نساء العالم، العام الماضي، ضمن حملة اعتقالات واسعة، طالت عدة ناشطات سعوديات.
.
صورة من: privat
سعاد الشمري: انتقاد رجال الدين
إلى جانب تأسيسها مع رائف بدوي، موقع "الشبكة الليبرالية السعودية الحرة"، الذي ينتقد الهيئة الدينية، غُرفت الشمري أيضاً من خلال نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي. وبالأخص من خلال تغريداتها المنتقدة لرجال الدين. اعتقلت الناشطة السعودية في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 بتهمة "التطاول على الإسلام". وبعد ثلاثة أشهر من السجن، أفرجت السلطات السعودية عنها، بحسب ما أعلنت ابنتها في شباط/ فبراير 2015.
صورة من: S. Al-Shammary
نسيمة السادة: تحدي "ولاية الرجل"
ناشطة سعودية من مدينة القطيف الساحلية، عملت لفترة طويلة من أجل إلغاء نظام "ولاية الرجل" ورفع حظر قيادة المرأة للسيارة. وهي عضو مشارك في تأسيس مركز العدالة لحقوق الإنسان، الذي لم ينجح في الحصول على تصريح للعمل بالسعودية.كما شاركت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة في الحملة المطالبة بحق المرأة في قيادة السيارة في السعودية، واعتُقلت العام الماضي إلى جانب سمر البدوي وأسماء أخرى في مجال حقوق الإنسان.
صورة من: picture-alliance
منال الشريف و"القيادة نحو الحرية"
منال الشريف من مواليد مدينة مكة، وتعتبر من أبرز الوجوه النسائية التي كافحت وخصوصا عبر مواقع التواصل الإجتماعي من أجل تحرر المرأة السعودية من القيود الإجتماعية والدينية وتمكينها من حقوقها الاجتماعية والسياسية. وخاطرت بنفسها مرات عديدة وقادت سيارة في العاصمة الرياض، وتم إيقافها مرتين. وألفت كتاب "القيادة نحو الحرية"، وصدر الكتاب باللغة الألمانية بعنوان: Losfahren.
صورة من: DW/S. Slimi
إسراء الغمغام ومظاهرات المنطقة الشرقية
ارتبط اسمها في السعودية بالعمل السياسي والحقوقي، وهي ناشطة سعودية شيعية، عُرفت من خلال مشاركتها في المظاهرات، التي انطلقت عام 2011 في المنطقة الشرقية، المطالبة برفع التهميش والتمييز ضد الشيعة. وعلى إثر نشاطها اعتقلت الغمغام مع زوجها في 2015 وطالبت النيابة العامة بإعدامها. في الصورة جانب من مظاهرات المنطقة الشرقية احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
هتون الفاسي: صوت المرأة الخليجية
الأكاديمية والناشطة الدكتورة هتون الفاسي..أستاذة التاريخ بجامعة الملك سعود، ومؤلفة كتب حول تاريخ المرأة الخليجية. تعرضت للاعتقال بسبب آرائها النقدية للسلطات الدينية والسياسية، ودورها في الدفاع عن حقوق المرأة بالسعودية، وفي الحملة من أجل السماح للسعوديات بقيادة السيارة.
صورة من: privat
إيمان النفجان: النضال بالقلم
مدونة وناشطة سعودية، عُرفت من خلال مقالاتها العديدة، على صحيفة الغارديان البريطانية والتي انتقدت من خلالها وضعية المرأة داخل السعودية. كما تُعد النفجان من أبرز الأصوات المطالبة بقيادة المرأة في السعودية، وقامت بالاحتجاج على قانون حظر القيادة من خلال قيادة سيارتها بنفسها في الرياض عام 2011 خلال موجة الاحتجاجات. واعتُقلت الناشطة الحقوقية يوم 15 أيار/مايو 2018.
صورة من: twitter/saudiwoman
عزيزة اليوسف: من الرائدات
تُعتبر اليوسف من النساء السعوديات الأوائل، اللاتي طالبن بحقوق المرأة السعودية وتحررها. واشتهرت بدفاعها عن تمكين المرأة من قيادة السيارة. ونظمت حملة، جمعت خلالها توقيع أكثر من 14 ألف رجل وامرأة. كما كان لها عدة حملات أخرى، أهمها حملة تحت شعار "أنا ولية نفسي"، طالبت من خلالها إلغاء ولاية الرجل على المرأة في السعودية. وتعرضت اليوسف للاعتقال عدة مرات، آخرها عام 2018 رفقة أسماء أخرى. إيمان ملوك