قضية ديب وهيرد - مخاوف من تأثير "كارثي" على النساء المعنفات
٤ يونيو ٢٠٢٢
بعد كسب الممثل الأمريكي جوني ديب قضية "التشهير" ضد زوجته السابقة الممثلة آمبر هيرد، تحذر منظمات الدفاع عن حقوق النساء من تأثير "كارثي" للقضية على النساء اللواتي يتعرضن للعنف الأسري، سيما بسبب التغطية الإعلامية الواسعة.
إعلان
تتخوف منظمات تدافع عن حقوق المرأة من أن تكون المواجهة القضائية بين جوني ديب وآمبر هيرد في قضية الاتهامات المتبادلة بالتشهير، وما رافقها من نقل تلفزيوني مباشر لكل تفاصيلها، تركت أثراً "قد يكون كارثياً" على ضحايا العنف الأسري. وتحوّلت الجلسات التي استمرت ستة أسابيع في محكمة فيرفاكس، بالقرب من واشنطن، إلى عرض على الملأ لحياة الزوجين النجمين اللذين اتهم كل منهما الآخر بممارسة العنف الأسري.
وجاء قرار هيئة المحلّفين في القضية الأربعاء (الأول من حزيران/يونيو 2022) لصالح نجم "ذي بايرتس أوف ذي كاريبيين"، إذ قضى بإلزام آمبر هيرد بدفع أكثر من عشرة ملايين دولار كتعويضات عطل وضرر لديب، بعد إدانة الممثلة البالغة 36 عاماً بتشويه سمعته في مقالة كتبتها في صحيفة "واشنطن بوست" سنة 2018 ووصفت فيها نفسها بأنها "شخصية عامة تمثّل العنف الأسري، رغم عدم ذكرها اسمه صراحة في المقالة.
وقال محامي هيرد، بطلة فيلم أكوامان، إنها ستستأنف قرار هيئة المحلفين.
وكانت القاضية بيني أزكاريت سمحت لمحطات التلفزيون، رغم معارضة وكلاء الدفاع عن آمبر هيرد، بنقل وقائع الجلسات في هذه القضية التي حظيت باهتمام إعلامي واسع. واعتبرت أستاذة القانون في جامعة ستانفورد الناشطة ضد الاعتداءات الجنسية في الحرم الجامعي ميشيل دوبر أن هذا "أسوأ قرار بالنسبة إلى الضحايا تتخذه محكمة منذ عقود" ويُظهر "سوء فهم القاضية العميق للعنف الجنسي".
ولاحظت دوبر أن هيرد اضطرت بسبب هذا القرار إلى أن "تروي عبر شاشة التلفزيون تفاصيل الاغتصاب" الذي قالت إنها تعرضت له من ديب، وأضافت: "إنه أمر صادم ويشكّل إساءة لجميع النساء والضحايا، سواء أيّدن الحكم أم لا".
"كل ضحية ستفكر مرتين" قبل الإبلاغ
وذكّرت دوبر بأن المرة الأخيرة التي أجبرت فيها ضحية اغتصاب إلى أن تخبر قصتها علناً كانت عام 1983، ورأت أن "لا مصلحة عامة في هذه القضية يمكن أن تكون أهم من الضرر الذي يتسبب به" بث جلساتها، مضيفة أن "كل ضحية ستفكر من اليوم فصاعداً مرتين قبل التقدم بطلب أمر تقييدي أو لإخبار أي شخص عن الإساءة التي تعرضت لها". وأشارت إلى أن "النساء قد يتعرضن للأذى، أو حتى للقتل، إذا لم يطلبن المساعدة"، معتبرة أن "هذه القضية كانت مضرّة جداً ومن المحتمل أن تكون كارثية".
كيف يمكن للمرأة الدفاع عن نفسها ضد العنف عبر الإنترنت؟
01:18
أما رئيسة التحالف الوطني ضد العنف المنزلي روث غلين فلاحظت أن المحاكمة استحوذت على اهتمام جمهور عالمي غير معتاد على مشاهدة اتهامات باعتداءات جنسية بين زوجين، معتبرة أن هذا الأمر مشكلة، أياً كانت الآراء في شأن الحكم. وقالت لوكالة فرانس برس: "لا أعتقد أن مجتمعنا يفهم بعد ديناميات العنف المنزلي". واعتبرت أن من المستحسن عدم عرض هذه المواضيع عبر شاشة التلفزيون ما لم يتوافر هذا الفهم.
أما الرسائل المهينة التي تلقتها ميشيل دوبر لتعليقها على المحاكمة عبر تويتر، فتشكّل هي الأخرى، وفقاً لها، مؤشراً إلى موقف سلبي متزايد من حقوق المرأة في الولايات المتحدة، يندرج ضمن سياق واحد مع إعادة المحكمة العليا النظر في الحق بالإجهاض.
وحظي جوني ديب بتأييد الرأي العام فيما كانت طليقته التي اتهمته بالعنف الاسري تتعرض لإهانات وسخرية "معادية للنساء علناً" على الشبكات الاجتماعية، وفق ما أكدت. "رد فعل على #مي تو"؟
وأثارت القضية أيضاً مسألة مستقبل حركة "#مي تو" ، وهو وسم أُطلق عام 2017 لتشجيع النساء على فضح مرتكبي التحرش والاعتداء الجنسي. ورأى أحد المستخدمين على شبكة "ريديت" أن ما حصل في قضية جوني ديب وآمبر هيرد "هو رد فعل عنيف على #مي تو، إذ ذهبت النساء بعيداً جداً"، وأضاف: "سيداتي، لقد استمعنا إليكنّ وحكمنا بالإدانة على بعض الرجال. لا تكنّ جشعات كثيراً".
لكنّ مؤسِسَة "#مي تو" تارانا بورك أكدت عبر تويتر أن "هذه الحركة لا تزال حيّة بالكامل"، داعية إلى التركيز على شجاعة ملايين النساء اللواتي فضحن العنف، بدلاً من التركيز على المعارك القانونية، أو سواء أكانت رابحة أو خاسرة. وشددت روث غلين على أن المحاكمة في قضية ديب-هيرد "تذكّر بالعمل الذي لا يزال ينبغي القيام به"، ورأت فيها "مثالاً ممتازاً على قضية تؤثر على ثقافة".
م.ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب ، رويترز)
فنانات يكسرن احتكار الرجال للساحة الفنية في ألمانيا
تهب رياح التغيير على عالم الفن أيضا، لتنهي سيادة الرجال على هذا العالم تدريجيا. فها هن إحدى عشرة فنانة أتين من مختلف أنحاء العالم للعيش وممارسة الفن في ألمانيا، وتحقيق إنجازات نسائية مميزة في الساحة الفنية.
صورة من: WDR
هيتو ستايرل
الفنانة الألمانية ذات الأصول اليابانية، هي أول امرأة تحتل المركز الأول في تصنيف مجلة "أرت ريفيو" لأقوى 100 فنان في العالم. الفنانة المتخصصة في مجال إنتاج المواد الفيلمية مثلت ألمانيا في بينالي فينيسيا عام 2015، وهو واحد من أهم التجمعات الفنية في العالم. وتتناول هيتو ستايرل في أعمالها الموضوعات ذات الصلة بالرقابة والمواجهات العسكرية وشبكة العلاقات المعقدة لكبرى الشركات في العالم.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Pilick
كاترينا فريتش
كاثرينا هي صاحبة عمل فني تم نصبه بساحة "ترافلغار" في لندن. تضم الأركان الأربعة للساحة قاعدة لعرض تماثيل لشخصيات تاريخية بريطانية. وفي عام 1999 تقرر تخصيص واحدة من منصات الميدان لعرض أعمال فنية متنوعة. ليحصل "الديك الأزرق" لكاترينا فريتش بذلك على فرصة لعرضه في الميدان البريطاني عام 2013. ومعروف عنها ميلها إلى تقديم أعمال فنية أحادية اللون ذات أبعاد ضخمة.
صورة من: picture-alliance/dpa
إيزا غنتسكن
الشاهد على نجاح وشهرة النحاتة إيزا غنتسكن على المستوى الدولي هو أعمالها الفنية التي عرضت بمتحف نيويورك للفن الحديث عام 2013. لا يقتصر ما قدمته غنتسكن على نيويورك فقط حيث شاركت بمشاريع فنية كبيرة أخرى من ضمنها "دوكيومنتا" وهو مشروع ألماني يسعى لتحقيق تواصل في مجال الفن على مستوى العالم ويضم أرشيفا ضخما للأعمال الفنية. ومنذ عام 2000 تستخدم غنتسكن مواد رخيصة الثمن في أعمالها الفنية.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
كاترينا غروسه
حققت الرسامة شهرتها من خلال قدراتها الإبداعية في مجال الرسم. تستطيع كاترينا غروسه عبر أعمالها، الغارقة في مزيج من الألوان، إثارة إعجاب محبي فن الرسم في العالم. وتُعرض أعمال الرسامة، المُقيمة حاليا في برلين، بعدة متاحف ومراكز فنية عالمية مثل مركز بومبيدو في باريس، ومتحف الفن الحديث في نيويورك، ومتحف كونست في مدينة زيورخ السويسرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
ريبيكا هورن
هي واحدة من الرائدات على الساحة الفنية في ألمانيا. استطاعت أن تكون أول امرأة تقوم بالتدريس في جامعة برلين للفنون في عام 1989، كما أن ريبيكا هورن هي أول سيدة تحصل على جائزة غوسلر كايزر رفيعة المستوى بمجال الفن عام 1992. وفي العام التالي، أصبحت ربيكا أول امرأة يتم عرض أعمالها الفنية بمتحف غوغنهايم في مدينة نيويورك الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/dpa
آنه ايمهوف
نجحت آنه ايمهوف في أن تكون نجمة بينالي فينيسيا لعام 2017 بعزفها للمقطوعة الموسيقية الألمانية فاوست، وهو ما حقق لها الفوز بجائزة الأسد الذهبي في البينالي. يتناول هذا العمل الموسيقي الضخم مفاهيم القوة والضعف والعنف والاستبداد والمقاومة والحرية. ونتيجة لهذا النجاح الكبير، قام متحف تايت للفن الحديث في لندن بتكليف ايمهوف بإعادة تقديم المقطوعة الموسيقية في مارس 2019.
صورة من: Imago/I. Kjer
إليسيا كوادي
اشتهرت الفنانة، المولودة في بولندا والمُقيمة في ألمانيا، بأعمالها الفنية التي تضم مزيجا من الأحجار والزجاج والمرايا والساعات والسلاسل المعدنية. ويعرض حاليا أحدث إبداعاتها في برلين، وهو نموذج لساعة ضخمة. ويوصف هذا العمل الفني بأنه لا يمكن نسيانه.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
ناتاشا سادر هغيغيان
يُعرف عن ناتاشا شغفها الشديد بمفهوم الهوية والذي يظهر واضحا في أعمالها الفنية. واحد من هذه الأعمال هو إنشائها لموقع على شبكة الانترنت يسمح للمشاركين فيه بتبادل أجزاء من السيرة الذاتية لهم. وستقوم ناتاشا بتمثيل ألمانيا في بينالي فينيسيا لعام 2019 عبر عمل ترتدي من خلاله قناعا حجريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
كاترينا زيفيردينغ
تعتبر كاترينا زيفيردينغ واحدة من أولى الفنانات اللواتي قدمن لوحات ضخمة تتناول مفهوم التلاعب في الصورة. وهي تحاول من خلال أعمالها الفنية البحث عن العوامل الفنية والسياسية والاجتماعية لعمليتي انتاج واستقبال الفن في العالم. وحصلت عام 2017 على جائزة كِتي كوليتس الألمانية التي يتم منحها سنويا في مجال الفنون البصرية.
صورة من: picture alliance/dpa/F.Gambarini
روزماري تروكل
تنتقد روزماري تروكل من خلال أعمالها الفنية الصورة النمطية للمرأة وسيدة المنزل. وتستخدم مواد بسيطة مثل قطع النسيج أو أسطح الكترونية سوداء اللون في أعمالها الفنية والتعبير عن رؤيتها من خلالها. وحققت روزماري شهرتها من خلال إقامة العديد من المعارض الدولية.
صورة من: picture-alliance/dpa
هاغوي يانغ
تتميز يانغ، المولودة في مدينة سول الكورية والمقيمة في برلين، بقيامها بتحويل أغراض الحياة اليومية والقطع المختلفة المتاحة بالمنزل لقطع فنية سريالية. وأقامت الفنانة ذات الأصول الكورية معارض فنية في عدة دول. وهي واحدة من الفنانات اللواتي شاركن في النسخة الثالثة عشرة من المشروع الفني الألماني دوكومنتا الذي يقدم أرشيفا ضخما للأعمال الفنية في العالم. إعداد: زبينه أولتسه/ د.ب