قضية فض اعتصام رابعة.. الحكم بإعدام 75 شخصاً وسجن المئات
٨ سبتمبر ٢٠١٨
قضت محكمة جنايات القاهرة بإعدام 75 شخصاً على خلفية قضية فض اعتصام رابعة، فيما حكمت بالسجن المؤبد 25 عاماً على 47 آخرين من بينهم مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع. بالإضافة إلى إصدار أحكام بالسجن بحق أكثر من 600 متهم.
إعلان
أصدرت محكمة جنايات القاهرة اليوم السبت (الثامن من أيلول/سبتمبر 2018) أحكاما بالإعدام شنقا على 75 متهما بينهم أعضاء قياديون في جماعة الإخوان المسلمين وأحكاما بالسجن على أكثر من 600 آخرين في قضية فض اعتصام رابعة. وقضت المحكمة بمعاقبة 47 متهما، بينهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، بالسجن المؤبد 25 عاما.
كما أصدرت أحكاما على 374 متهما بالسجن المشدد 15 سنة وعلى أسامة محمد مرسي، أحد أبناء الرئيس المصري السابق محمد مرسي، بالسجن المشدد عشر سنوات وعلى 22 متهما حدثا بالسجن عشر سنوات. ونال 215 متهما، بينهم المصور الصحفي محمود أبو زيد (شوكان)، أحكاما بالسجن المشدد خمس سنوات. وبعد خمس سنوات في الحبس الاحتياطي، سيخرج المصور الصحفي المصري شوكان من السجن عقب حكم صدر السبت بحبسه خمس سنوات، وهي عقوبة أمضاها بالفعل منذ توقيفه أثناء تصوير فض اعتصام أنصار الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي في 2013.
وقضت المحكمة التي ترأسها المستشار حسن محمود فريد بانقضاء الدعوى الجنائية بالنسبة لخمسة متهمين توفوا خلال المحاكمة. وجرت محاكمة 739 متهما في قضية فض الاعتصام. وبدأت قضية فض اعتصام رابعة العدوية بقتل مئات من أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين وبعض رجال الأمن في فض الاعتصام يوم 14 أغسطس/ آب 2013 بعد نحو ستة أسابيع من عزل مرسي المنتمي للجماعة وسط احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر عاما.
تنظيم داعش لا يزال قادرا على تنفيذ هجمات عبر ذئابه المنفردة في الشرق الأوسط وخارجه
01:40
ووفقا لتقارير منظمة العفو الدولية، فقد لقي أكثر من 800 معتصم مصرعهم في عملية فض اعتصام رابعة. وأدانت منظمة العفو الدولية الأحكام التي صدرت اليوم واصفة إياها بأنها "مخزية". وقالت في بيان "ندين بأشد العبارات الحكم الذي صدر اليوم... حقيقة أن أيا من رجال الشرطة لم يُحاسب... تبين إلى أي مدى تمثل هذه المحاكمة استهزاء بالعدالة".
ويقول تقرير لجنة حكومية مصرية لتقصي الحقائق إن ثمانية من رجال الأمن قُتلوا في فض اعتصام رابعة. ومن بين من صدر الحكم بإعدامهم اليوم العضوان القياديان في جماعة الإخوان محمد البلتاجي وعصام العريان ومفتي الجماعة عبد الرحمن البر وأسامة ياسين الوزير في حكومة مرسي والداعية المؤيد للجماعة صفوت حجازي والقيادي الإسلامي عاصم عبد الماجد.
وهناك 31 هاربا من بين المحكوم عليهم بالإعدام. وإجمالا جرت محاكمة 315 من المتهمين حضوريا. ويحق للمحكوم عليهم حضوريا، سواء بالإعدام أو السجن، الطعن على الحكم أمام محكمة النقض، وهي أعلى محكمة مدنية مصرية، ولها أن تؤيد الحكم أو تعدله وإذا ألغته تعاد المحاكمة أمامها. وأحكام النقض نهائية ولا تقبل الطعن عليها.
وعقب النطق بالحكم أطلق من صدرت عليهم أحكام بالسجن المشدد خمس سنوات صيحات ابتهاج وفرحة لأنهم صاروا مستحقين للإفراج الفوري عنهم بعد أن قضوا أكثر من خمس سنوات في الحبس الاحتياطي، إلا إذا كانوا محبوسين على ذمة قضايا أخرى.
يذكر ولأسباب أمنية عقدت المحاكمة في معهد أمناء الشرطة المجاور لمجمع سجون طرة بجنوب القاهرة. كما يشار إلى أنه وبعد عزل مرسي حظرت السلطات جماعة الإخوان المسلمين وأعلنتها منظمة إرهابية وقدمت أغلب قادتها، ومن بينهم مرسي وآلاف من أعضائها ومؤيديها، للمحاكمة. وإلى الآن صدرت ثلاثة أحكام نهائية وباتة بالسجن المؤبد ضد مرشد الجماعة السابق محمد بديع الذي يبلغ من العمر 75 عاما. كما صدرت ضده أحكام أخرى تتراوح بين السجن والإعدام طعن عليها بالنقض أو ألغيت وتعاد المحاكمات في القضايا الخاصة بها.
جدير بالذكر، ومنذ انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في المرة الأولى في عام 2014، بررت الحكومة حملة على المعارضة والحريات العامة بأنها موجهة ضد المتشددين والمخربين الذين يحاولون هدم الدولة. وفي عدة قضايا صدرت أحكام بالإعدام على مئات المعارضين السياسيين بتهم مثل الانتماء لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون أو التخطيط لهجمات.
ويقول المؤيدون للسيسي إن الحملة ضرورية لإعادة الاستقرار إلى البلاد التي ما زالت تواجه هجمات متشددين في سيناء ومتاعب مالية جراء سنوات الاضطراب التي أعقبت انتفاضة 2011. وفي المقابل يقول منتقدون إن تراجع الحريات وإسكات المعارضين السياسيين هو أسوأ ما شهدته مصر في تاريخها الحديث.
ح.ع.ح/ع.ش (رويترز/أ.ف.ب)
مصر تواجه الإرهاب.. فُصول معركة تتضمن أهدافاً سياسية
عانت مصر طوال تاريخها الحديث من هجمات جماعات مسلحة. لكن الحدة ارتفعت منذ 2011، قبل أن تشهد تصعيدا غير مسبوق في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فُصول معركة مصر ضد الإرهاب متعددة، تستعرض DW بعضاً منها.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
هجمات في سيناء تستهدف الجيش والشرطة
عانت القوات المصرية من هجمات إرهابية متعددة في شمال سيناء منذ فبراير/شباط 2011، منها ما جرى في عهد الرئيس السابق محمد مرسي ما أسفر عن مقتل 16 جندياً مصرياً في أغسطس/آب 2012. لكن وتيرة الهجمات ازدادت في عهد السيسي، من أبرزها هجوم اسفر عن مقتل 31 جندياً وشرطياً في أكتوبر/تشرين الأول 2014. آخر الهجمات كانت هذا الأسبوع عندما قُتل جنديان وأصيب خمسة إثر انفجار عبرة ناسفة جنوب العريش.
صورة من: picture-alliance/epa/STR
تفجير طائرة روسية بقنبلة يدوية الصنع!
سقطت طائرة الركاب الروسية A321 في أكتوبر/تشرين الأول 2015 بسبب انفجار قنبلة يدوية الصنع حسب ما أعلنته موسكو، مخلّفة 224 قتيلاً. قال الرئيس الروسي بوتين إن تفجير الطائرة من الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسيا، فيما أعلن تنظيم مرتبط بـ"داعش" مسؤوليته عن الهجوم، بينما قالت مصر إنها لم تجد ما يثبت فرضية انفجار قنبلة داخل الطائرة، لكن خارجيتها عادت لاحقاً لتصف إسقاط الطائرة بالعمل الإرهابي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/T. Belyakova
المعركة ضد الإخوان بنكهة الحرب على الإرهاب
ضمن قوائم الجماعات المسلحة، هناك حركتا "حسم" و"لواء الثورة" اللتان صنفتها الولايات المتحدة وبريطانيا في قائمة الإرهاب. تربط عدة تقارير إعلامية الحركتين بجماعة الإخوان المسلمين، غير أن هذه الأخيرة تنفي وتؤكد أنها ضد العنف في البلد، كما لم تعلن الحركتان تبعيتهما للجماعة. تصف السلطات المصرية الإخوان بالإرهابيين، غير أن هناك اتهامات للدولة المصرية بتصفية حساباتها مع الإخوان عبر بوابة الإرهاب.
صورة من: Reuters
استراتيجية جديدة في فبراير 2018
بدأ الجيش المصري (الجمعة التاسع من شباط/ فبراير 2018) عملية "شاملة" للقضاء على الإرهاب في سيناء و الدلتا والظهير الصحراوي مع الحدود الليبية، معتمدا بشكل كبير على الطائرات المقاتلة. الجيش تحدث عن قيام قواته الجوية بتشديد إجراءات التأمين على المسرح البحري لتقطع خطوط الإمداد عن الإرهابيين، زيادة على وضع قوات مشتركة من الجيش والشرطة على المنافذ الحدودية وعلى كافة المناطق الحيوية بالبلد.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
المدنيون ضحايا الإرهاب
شهد نوفمبر/تشرين الثاني 2017 مجزرة في قرية الروضة بسيناء عندما قُتل حوالي 305 شخصا ًفضلاً عن عشرات الجرحى. الهجوم نفذه إرهابيون بعبوة ناسفة فضلاً عن إطلاق الرصاص داخل فناء مسجد مرتبط بإحدى الطرق الصوفية. ليست هذه المجزرة الوحيدة، فقد وقعت أحداث مشابهة، منها مقتل 29 قبطياً وإصابة 24 في هجوم بالرصاص على حافلة كانت تقلهم صوب دير في المنيا جنوب القاهرة.
صورة من: Reuters/Str
جماعات مسلّحة متعددة
تنشط في مصر عدة جماعات مسلحة، بينها من يدعي رفضه استهداف المدنيين. أشهر هذه الجماعات تنظيم "ولاية سيناء" المرتبط بـ"داعش"، والذي كان يعرف بأنصار بيت المقدس. ظهر إلى الوجود عام 2011 لغرض مهاجمة إسرائيل لكنه بدأ مع سقوط الرئيس مرسي بمهاجمة المدنيين والقوات المصرية. هناك جماعات أخرى أقل نفوذا كـ"جند الإسلام" التي أعلنت الحرب على تنظيم "ولاية سيناء"، وكذا "أنصار الإسلام"، و"أجناد مصر" و"المرابطون".
صورة من: picture-alliance/abaca
تفاقم النشاط الإرهابي رغم خطوات السيسي
رغم أن القوات المصرية استطاعت القضاء على الكثير من العناصر المتشددة، إلّا أن مصر لم تعانِ من الإرهاب بوتيرة أشدّ ممّا عليه الحال في عهد السيسي، الأمر الذي أثر كثيرا على حركة السياحة . كما تأتي هذه الهجمات في سياق اقتصادي مترّدٍ تعيشه مصر، وفي سياق تراجعٍ للحريات العامة وانتقاداتٍ متعددة تُوجه للقضاء المصري، لكن السيسي لا يكترث كثيرا لهذه الأمور ويمضي نحو ولاية ثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Elfiqi
التعاون مع إسرائيل في الحرب على الإرهاب
يعدّ السيسي من أكثر الرؤساء العرب حماساً للسلام مع إسرائيل، لكن إدارته لم تفصح عن وجود تعاون أمني مع تل أبيب في مجال محاربة الإرهاب، لأن التعاون –إن صح- سيكون مكلّفا لشعبية السيسي في بلده. غير أن تقارير إعلامية إسرائيلية نقلت أن التعاون قائم منذ مدة، كما أشارت صحيفة نيويورك تايمز الى أن التعاون العسكري بين الطرفين تعزز منذ قدوم السيسي، وأن إسرائيل قامت بضربات جوية في سيناء ضد جماعات ارهابية.