قضية كافالا.. هل تقطع "شعرة معاوية" بين تركيا وأوروبا؟
٢٥ أكتوبر ٢٠٢١
يقبع المعارض التركي عثمان كافالا منذ عام 2017 في السجن دون إدانة. قضيته حركت سفراء عشر دول غربية، بينها ألمانيا والولايات المتحدة، طالبوا السلطات التركية بإطلاق سراحه في مبادرة أثارت غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
إعلان
تتهم تركيا المعارض عثمان كافالا البالغ من العمر 64 عاما بالسعي الى زعزعة استقرارها. ويقبع كافالا، الشخصية البارزة في المجتمع المدني وراء القضبان منذ عام 2017 بدون إدانته، حيث يواجه عددا من التهم على خلفية احتجاجات حديقة غيزي في اسطنبول والتي تعرف بحركة غيزي عام 2013 ومحاولة الانقلاب عام 2016. وفي كانون الأول/ ديسمبر 2019، أمرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بـ"الإفراج الفوري عنه" لكن ذلك لم يجد صدى لدى أنقرة التي لم تعترف بهذا الحكم.
بيان يثير سخط أردوغان
تعنت السلطات التركية، دفع كندا وفرنسا وفنلندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا والنرويج والسويد والولايات المتحدة عبر سفرائها إلى المطالبة في بيان غير مألوف إلى "تسوية عادلة وسريعة لقضية" كافالا. واعتبر البيان قضية رجل الأعمال التركي بأنها "تلقي بظلال من الشك على احترام الديمقراطية وحكم القانون والشفافية في نظام القضاء التركي".
وقد أثارت هذه الخطوة حنق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أمر وزير خارجيته بطرد سفراء هذه الدول. وقال أردوغان خلال زيارة لوسط تركيا "أمرت وزير خارجيتنا بالتعامل في أسرع وقت مع إعلان هؤلاء السفراء العشرة (عبر اعتبارهم) أشخاصا غير مرغوب فيهم"، مستخدما مصطلحا دبلوماسيا يمثل إجراء يسبق الطرد. وأكد أن على هؤلاء السفراء أن "يعرفوا تركيا ويفهموها" معتبرا أنهم "يفتقرون الى اللياقة". وأضاف "عليهم مغادرة (البلاد) إذا ما عادوا يعرفونها".
رد أوروبي على خطوة أردوغان
وسارعت دول أوروبية عدة إلى الرد على تصريحات الرئيس التركي. وقالت السويد والنرويج وهولندا وفرنسا التي وقع سفراؤها على البيان المشترك، إنها لم تتلق أي إخطار رسمي من تركيا. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية النرويجية ترود ماسايد لوسائل إعلام في بلدها "سفيرنا لم يفعل أي شيء يبرر الطرد"، متعهدة مواصلة الضغط على تركيا بشأن حقوق الإنسان والديموقراطية.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الألمانية "نجري حاليا مشاورات مكثفة مع الدول التسع الاخرى المعنية". وصرحت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الألمانية، أندريا زاسّه، يوم الاثنين (25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021) بأنه لم يتم حتى الآن تنفيذ تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطرد السفير الألماني من أنقرة.
وأضافت أن خطوة كهذه " تتعارض مع عمق وكذلك أهمية" العلاقات الألمانية التركية كما أنها "لا تتوافق وطريقة التعامل بين شركاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)".وفي ظل تزايد الضغط الدولي مؤخرا على تركيا على خلفية قضية كافالا، هدّد مجلس أوروبا أخيرا أنقرة بإجراءات عقابية يمكن إقرارها خلال دورته المقبلة التي ستعقد بين 30 تشرين الثاني/نوفمبر والثاني من كانون الأول/ديسمبر، إذا لم يتم الإفراج عن كافالا خلال فترة استمرار محاكمته. ويمكن أن تصل الإجراءات ضد تركيا إلى تعليق حقوق التصويت وحتى العضوية في المجلس.
تراجع تركي؟
وفي خضم هذه التطورات، تدرس إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخيارات المتاحة لتجنب الإعلان رسميا اعتبار سفراء الدول العشر الموقعة على البيان أشخاصا غير مرغوب فيهم، بعدما خاطر الرئيس التركي بالإعلان أنهم أصبحوا غير مرحب بهم، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ" للأنباء نقلا عن مصادر مطلعة.
وبحسب هذه المصادر، فإن كبار المستشارين أطلعوا الرئاسة التركية على التداعيات المحتملة على الاقتصاد التركي وسعر صرف الليرة، وأوصوا الحكومة بعدم اتخاذ خطوة ستعني فعليا طرد السفراء. وأبلغ المسؤولون مكتب أردوغان أن عدم إصدار قرار رسمي بهذا الشأن يعني تجنب المزيد من التدهور في العلاقات مع الولايات المتحدة وألمانيا، أكبر شريك تجاري لتركيا.
وقالت مصادر بلومبرغ إن هذه المداولات هي التي منعت وزارة الخارجية من إصدار إعلان رسمي بشأن السفراء حتى الآن. وذكرت بلومبرغ أنه حتى اللحظة، وقبل ساعات فقط من ترؤس أردوغان لاجتماع حكومي لمناقشة الخلاف، لم يتضح بعد ما إذا كان أردوغان قد قرر توجيه تحذير صارم آخر للسفراء، ثم سيترك الخلاف يهدأ تدريجيا دون تصعيد.
بيلين أونكرـ ع.ش
"بينالي اسطنبول" لهذا العام، دعم لمحتجي حديقة غيزي
انطلقت في الـ14 من الشهر الجاري الدورة الثالثة عشر لمعرض "بينالي اسطنبول" التي ستمتد إلى غاية العشرين من الشهر القادم، وتلقي الاحتجاجات التي شهدتها المدينة حول حديقة غيزي بظلالها وبقوة على فعاليات دورة هذا العام.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
الفضاء العام في خدمة السياسية
" الفضاء العام في خدمة السياسة" حُدّد كشعار للدورة الثالثة عشر للمهرجان "بينالي اسطنبول"، وذلك قبل فترة طويلة من اندلاع احتجاجات حديقة غيزي التي انضم إليها غالبية الفاعلين في المشهد الثقافي في اسطنبول. من المؤكد أن الأحداث تجاوزت اليوم شعار دورة المهرجان وبرنامجه. ورغم الحديث عن الفضاء العام، إلا أن الأعمال الفنية تقدم في القاعات.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
" القصر"
أتاح العرض داخل القاعات المسقفة الفرصة للفنانين لعرض لوحاتهم بأشكال جديدة لم تكن متاحة في الفضاء العام. وقام الفنان خورخي مينديس بلاك بوضع نسخة من رواية الكاتب فرانس كافكا فوق جدار، يظهر وكأنه مائل وغير ثابت. والهدف إظهار أن الأشياء الصغيرة بإمكانها التأثير على بنية نظام كبير.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
إفطار سياسي
يعالج الفنان الألماني كريستوف شيفر في أعماله موضوع الفضاء العام كمنبر سياسي. وتظهر اللوحة في الوسط، "إفطارا سياسيا"، وذلك في شهر رمضان في منطقة يانيكوي في اسطنبول. وأعقبت وجبة الإفطار هذه نقاشات سياسية بناءة، حسب الفنان كريستوفر وهو ما ترك انطباعا قويا لديه.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
"حديقة الخيال" في هامبورغ
تظهر لوحة أخرى للفنان كريستوفر "حديقة الخيال" في هامبورغ، التي خرج إليها سكان هامبورغ لإظهار تعاطفهم مع متظاهري حديقة غيزي فور اندلاع الاحتجاجات في تركيا. وكريستوفر نفسه، خرج قبل خمسة عشر عاما للتظاهر دفاعا عن "حديقة الخيال" بمدينته.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
احتجاجات من أجل التغيير
هذا العمل المشترك بعنوان "حرر" بطول عشر أمتار، والذي ساهم في إنجازه البريطانيون دايف بيش وأندي ويويت وميل جردون، هو إشارة إلى أن التحركات الجماعية قادرة على إحداث تغييرات داخل المجتمع. وفي الأصل، كان هذا الملصق معلق في العاصمة لندن.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
المدرسة كفضاء فني
أيضا المدرسة الابتدائية الأرثوذكسية الواقعة في منطقة كراكوي باسطنبول تعد من أماكن العرض الخمسة لمهرجان "بينالي اسطنبول". وهنا يقدم طلاب المعاهد الفنية رسوما فنية وعروضا راقصة وأمسيات شعرية.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
"بين بحرين"
يعالج المصور الفوتوغرافي سيركان تايسان من خلال مشروعه الفني الانتشار الهائل والمثير للجدل للمشاريع العقارية في أكبر المدن التركية. وقد صور ذلك عبر شريط لورش بناء بحدود ستين كيلومترا، يمتد من ضفاف البحر الأسود إلى بحر مرمرة. الأمر الذي دفعه إلى إطلاق عنوان "بين بحرين" على مشروعه.
صورة من: DW/S. Sokollu
استراحة فنية
"آرتير- مكان للفن" يعد من بين أهم القاعات الفنية العشر في المدينة، خاصة وأنه يقع على شارع الاستقلال، أهم شوارع اسطنبول المؤدية إلى ساحة "تقسيم". ويضمن تواجده في هذا الموقع توافد عدد كبير من الزوار على المعرض.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
فن من فلسطين
وداخل رواق "آرتير" بشارع الاستقلال، يقدم الفنان باسل عباس وروان أبو رحمان من رام الله، أعمالهما التي تناقش موضوع سياسية الأطماع وسخافة السلطة. واستندا في أعمالهما على وقائع تاريخية وصور ومخطوطات، من بينها مخطوطات للفيلسوف الألماني فالتر بينيامين تعود إلى عام 1930 والتي تتحدث عن الفاشية في أوروبا.
صورة من: Senada Sokollu
الفوضى والفن
أيضا قاعة "بيوغلو" تقع في مركز المدينة. وفيها قام الفنان الأرجنتيني ديغو بيانشي بتقديم نسخة عجيبة من سوق، حيث يباع ويشترى كل شيء. والفريد في أعمال بيانشي، الطريقة الفوضوية والمثيرة لتقديم الأشياء، وذلك في غرف غير منتهية البناء.
صورة من: Senada Sokollu
"الرجل الواقف"
اشتهر الفنان ارديم غوندوز عالميا أثناء احتجاجات حديقة غيزي بابتكاره أسلوبا احتجاجيا جديدا، وذلك حين ظل صامتا ودون حركة لمدة طويلة في ساحة "تقسيم"، فأطلق عليه الناشطون في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك اسم "الرجل الواقف". أراد غوندوز أن يقدم بديلا عن الشعارات الصاخبة، وقلده مئات الآلاف من الأتراك. أما خلال المهرجان فيمكن سماع صوته من خلال عروضه الشعرية والموسيقية.