خرجت مظاهرات في إيران، لليوم الثالث على التوالي، تنديداً بوفاة مهسا أميني، وهي شابة إيرانية من محافظة كردستان في شمال غرب إيران، إثر توقيفها من جانب "شرطة الأخلاق"، فيما نفت الأخيرة مجددا أي مسؤولية لها في هذه الحادثة.

ونزل آلاف الأشخاص إلى الشوارع في العاصمة الإيرانية طهران. وتجمع مئات المتظاهرين في شارع كيشوار المركزي وحده مساء الاثنين (19 سبتمبر/ أيلول 2022)، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية. واستخدمت الشرطة في بعض الأحيان خراطيم المياه والهراوات ضد الحشود. وبحسب ما ورد أشعل المتظاهرون النار في صناديق القمامة ورشقوا الحجارة. ومع ذلك ، كانت غالبية الاحتجاجات سلمية.

وأفاد شهود عيان أن الشرطة وقوات الأمن في المدينة نزلت إلى الشوارع وسط حشد كبير. وبحسب شهود عيان، كانت هناك حشود من الناس في فولكس بارك ملات، بعضهم هتف بشعارات تنتقد النظام. وخلعت عدة نساء حجابهن تضامناً مع أميني.

وذكرت وكالتا فارس وتسنيم الإيرانيتان للأنباء أن تظاهرات وقعت الاثنين في مناطق عدة في طهران. وأعلنت وكالة فارس أنه مساء الاثنين  في شارع الحجاب وسط طهران، ردد "مئات الاشخاص شعارات مناهضة للسلطات، وخلعت نساء الحجاب". وأظهر شريط فيديو قصير نشرته الوكالة حشدا يضم عشرات الأشخاص بينهم نساء خلعن الحجاب وهتفن "الموت للجمهورية الإسلامية".

 وقالت وكالة فارس "اعتقلت الشرطة عدة أشخاص وفرقت الحشود بالهراوات والغاز المسيل للدموع". وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن تجمعا مماثلا جرى في مشهد أول مدينة مقدسة في البلاد (شمال شرق).

أنباء عن مقتل متظاهرين في كردستان الإيرانية

وقالت جماعة "هنجاو" الحقوقية الإيرانية إن رجلين قتلا اليوم الاثنين في الاحتجاجات. وأضافت الجماعة في حسابها على تويتر "في احتجاجات اليوم الاثنين في بلدة ديواندره، توفي مواطنان على الأقل - فؤاد كاظمي ومحسن محمدي - بعد نقلهما إلى مستشفى كوسار في سنندج وأصيب 15 آخرون".

لكن لم يرد بعد تأكيد رسمي لهذا التقرير.

بينما ذكر تقرير لموقع" إيران انترناشونال" الإخباري الإلكتروني، نقلا عن مصادر لم يكشف النقاب عنها، أن القتلى هم أربعة أشخاص، أصيبوا بأعيرة نارية، وتم نُقلهم إلى مستشفى في سنندج، عاصمة محافظة كردستان، وتوفي أحدهم في الطريق فيما توفي الثلاثة الآخرون في مستشفى سنندج.

وكانت وكالة الأنباء الكردية "كردبا" قد ذكرت في وقت سابق أن مصادمات اندلعت بين قوات الأمن والمتظاهرين اليوم الاثنين احتجاجا على وفاة أميني في مدينة ديواندارا بمحافظة كردستان مسقط رأس الفتاة، جرى خلالها إطلاق الرصاص من جانب قوات الأمن.

أمريكا تطالب بالمحاسبة

كانت نساء إيرانيات مشهورات قد قمن بقص شعورهن احتجاجا على مقتل الشابة الأسبوع الماضي أثناء احتجازها لدى الشرطة في طهران.

وأعرب العديد من صانعي الأفلام والفنانين والرياضيين والشخصيات السياسية والدينية، عن غضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاة الشابة. ودعا الرئيس الإيراني السابق وزعيم التيار الإصلاحي محمد خاتمي السلطات إلى "تقديم مرتكبي هذا العمل إلى العدالة".

ص.ش/أ.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)